براثن اليزيد بقلم ندى حسن
يا يزيد خلي عندك كرامة وطلقني
هل تتحدث بجدية. أنها تحبه يعلم أنها تحبه وما تقوله ما هو إلا ساتر لضعفها نعم هو كذلك لن يأخذه على محمل الجد أبدا وسيعتبر أنها لم تقول شيء من الأساس لن يجعلها تستفزه ليفعل ما تريد ويطلقها وزع نظرة سريعا في الغرفة ثم وقعت عينيه على شيء جعله يبتسم بسخرية ويبتلع كلماتها دون أن يجيب
عليها..
أومأ إليها وهو يبتسم بسخرية ثم استدار وخرج من الغرفة واستمعت إلى صوت الباب يغلق لتجلس على الفراش وقد حزنت لما قالته له.. حزنت بشدة لقد قالت كلمات حادة طعنته بها وجميعها كاذبة هو يحاول معها وهي تفعل ذلك به!
وقفت في شرفة غرفتها لتنظر عليه وجدته يصعد إلى سيارته بعد أن نظر إلى شرفتها والحزن داخل عينيه يتحدث بديل شفتيه..
دلفت إلى الداخل إلى حيث باب المنزل وتلك الطاولة التي ترك عليها الورود لتقف أمامهم تستنشق تلك الرائحة التي يعشقها بها ثم أخذت المكتوب الصغير ككل يوم ورأت ما كتبه بيده..
زوجك يزيد
دلف إلى سيارته يفكر في حديثها القاسې عليه ولكن لن يعتبره قيل من الأساس أنها تحبه وإن كان يشك في ذلك ويريد تصديق كلماتها تلك اللوحة التي رآها بالغرفة له ستجعله يتأكد من أن حديثها كاذب لقد رسمته مرة أخرى من جديد أنها تحبه وتريد أن تكون معه هو يعلم ذلك ومتأكد منه..
أجاب عليه ثم وضع الهاتف على أذنه وما هي إلا لحظات وتحدث بذهول ودهشة غير مصدق ما الذي قاله له عبر الهاتف
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_التاسع_والعشرون
ندا_حسن
هل تعلم ما هو الفراق
هو خروج الروح من الجسد دون الشعور
عاد إلى بلدته التي قد قال أنه لن يعود إليها مرة أخرى عاد إلى نفس المكان ليرى نفس الأشخاص الذي امتنع عن رؤيتهم عاد إلى كل شيء كما كان في السابق ونسي ما تحدث به لنفسه ولزوجته..
ولكن عودته إلى هنا كانت بفقدان!. هناك أحد من أفراد العائلة تم فقده ليعود يزيد مرة أخرى بعد ما حدث..
لم يستطيعوا معالجته في هذه المدة ولم يستطيع التحرك من الفراش ولكن كل ما كان يلازمه في تلك الفترة هو شيء واحد يحاول قوله إليهم كل يوم إلا وهو أخبروا يزيد بأن يسامحني..
شعر بحجم الکاړثة الذي أوقع بها الجميع من عائلته الوحيدة والمتبقية له وكان يزيد المتضرر الأول والأخير فالجميع يحصد ما زرعه..
فاروق يحصد ما زرعه مع زوجته فهو من جعلها تفعل كل هذا عندما جعلها تشعر بأنه ليس رجلا وهي من يستطيع أن يفعل كل شيء يحبها ولكن ما الحب في ذلك.. ما الحب في أن تلغي شخصية رجل لتصبح الأنثى هي المتحكم الوحيد وإن كان خطأ أو صواب لا يضر إذا فاروق يحصد ما زرع..
زوجة أخيه نجية تحصد ما زرعته من غل وحقد على تلك العائلة فهي مثله عاشت في قهر وألم ولم تمنعه يوما عن فعل شيء بل كانت تشجعه على ذلك وكانت ترى فرحة ابنها بزواجه ولم تمنعه عن ذلك أيضا وكل ما كانت تنتظره هو المال مثله إذا هي تحصد ما زرعت
إيمان بالمثل ولا يهم ما حدث لها فهي حقودة طامعة تحمل من الغل أطنان بداخلها و يسرى لم يصيبها الضرر كثيرا فقد كانت بعيدة عن كل شيء...
الوحيد المتضرر هو يزيد رفض عرضهم خوفا من ظلمه لأي شخص ثم تحت ضغط وافق لأجلهم ولأجل ليالي القهر التي عاشوا بها تزوجها أحبها وهناك طفل ينتظره من المفترض
ولكن أين كل ذلك.. لقد فقد كل شيء.. فقد شقيقه ووالدته فقد عمه ومنزله فقد حبه وزوجته فقد ابنه وعالمه فقد كل شيء في سبيل إرضاء عائلته وهم الذين بعثروا كل شيء يخصه بفرحة صغيرة..
كل شخص يحصد ما زرعه وهو كان يود الإعتذار من أكثر الأشخاص تضررا ولكنه لم يأتي إليه استغفر كثيرا لعلى ربه يغفر له ما فعله طوال هذه السنوات استغفر ربه لعله يغفر له ظلمه للبشر وټدمير حياتهم وقبل مۏته مطالبا منهم أن يجعلوا يزيد يسامحه ويدعوا له بالمغفرة..
هذا هو الإنسان
مهما فعل ومهما حدث هو في النهاية له يوم يلقى به ربه وكلما أقترب هذا اليوم شعر بحجم الکاړثة التي كان يفعلها وإن كان يريد مقابلته وهو مستعد لذلك فعليه بالقرب الدائم منه.. ليس فقط عندما يشعر بأن النهاية اقتربت فيقرر أن يطلب السماح والمغفرة..
توفى عمه وصعد إلى خالقة لقد حزن عليه الجميع حقا بعد كل ما حدث بسببه في هذا المنزل ولكن حزنوا عليه فقبل أن يعلموا ما فعله كان بالنسبة إليهم عمود منزلهم وكبيرهم كان والدهم جميعا..
بقى يزيد هناك يومان فالحزن يخيم على الجميع أتت الكوارث خلف بعضها لذا كان عليه البقاء هذه المرة..
وبعد كل ذلك لم يجعل فاروق إيمان تعود إلى المنزل.. لقد طفح كيله منها ولا يريدها إلى الآن مؤكد لن يقوم بالانفصال عنها ولكن قبل خبر مۏت عمه كان يفكر في شيء سيفعله قريبا وسترضخ له هي رغما عن أنفها..
كان يعلم أنها لا تحب مروة ولا تحب شقيقته هي الأخرى ربما كانت قريبة من والدته لأنهم كانوا يريدون نفس الشيء وهو الأڈى إلى تلك المسكينة يعلم أنها قوية وتفعل ما لا يخطر على البال وحقا فعلت وكان آخرهم هو قتل زوجة أخيه وطفله!..
هذا لو كان حدث لبقى طوال عمره نادم على كل شيء نادم على زواجه نادم على ما فعله بأخيه نادم على كل شيء حقا..
حاول شقيقها أن يحادثه أكثر من مرة ولكنه رفض التحدث معه بشأنها مطالبا بأن يبقوا بعيدين عن بعضهم فترة دون التحدث في أي شيء ثم سيذهب هو بنفسه إليها لتعود إلى منزلها..
سيفعلها قريب سيجعلها تعود مرة أخرى ولكن على الوضع الجديد عليه هو الآخر أن يفعل ما يحلوا له!..
بعد أن عاد من الخارج وحضرت هي الطعام جلسوا على سفرة الطعام الخاصة بهم يأكلون بهدوء كما كل يوم يأكلون فيه بالمنزل منذ أن أتى بها إلى هنا وهو كثير من الأيام يتناول معها الطعام في الخارج ليجعلها تشعر بالتغير والسعادة لا يعلم أن السعادة تكون بجواره في أي مكان!..
سألته باهتمام بعد أن ابتلعت الطعام ونظرت إليه بحب
يومك كان عامل إزاي.. شكلك كده مش مبسوط
زي كل يوم بس الشغل نايم شوية الفترة دي
وضعت يدها على يده الموضوعة على السفرة مبتسمة بهدوء تربت عليها وتحسه على أن كل شيء سيصبح على ما يرام
كله هيبقى كويس يا حبيبي
طول ما أنت معايا يا مروتي
ابتسمت بوجهة برقة شديدة وحب فياض ثم عادت لتناول الطعام وفعل هو المثل وكم كانت هذه من أسعد اللحظات بحياتهم.. أو بحياة أي شخص آخر أن يكون لك رفيق درب يشعرك دائما أن كل شيء سيكون على ما يرام فهذا قمة السعادة أن يكون لك رفيق درب يشعرك دائما أنه يقف جوارك ويساندك فهذا فائق من الحب وهنيئا لمن يكون رفيق دربه هو حبيبه ورفيق عمره كما يزيد وزوجته
مرة أخرى تحدثت وهم يتناولون الطعام قائلة بجدية
بكرة الجمعة لما هتنزل تجيب طلبات البيت هنزل معاك
سألها باستغراب وجدية هذه أول مرة تريد أن تذهب معه إلى التسوق وجلب طلبات منزلية كما كل أسبوع!
اشمعنى بكرة بالذات يعني.. عمرك ما نزلتي معايا
ابتلعت الطعام ونظرت في طبقها وهتفت بهدوء دون النظر إليه
هجيب حاجات
مرة أخرى يسألها وهو ينظر إليها وكم كان غبي في هذه اللحظات ألا يرى احمرار وجهها
ما أنت بتكتبي ورقة الطلبات وبجبها كلها!.
حاجات خاصة يا يزيد
ابتسم بخبث ومكر كما عادته ثم وقف هو الآخر بيده طبق طعامه وتقدم خلفها إلى المطبخ ليقول باستغراب مصطنع
آه.. طب ما تكتبي في الورقة بردو وأنا أجيب اللي أنت عايزاه وخليكي هنا
أبتعدت عن رخامة المطبخ ونظرت إليه لتراه يتحدث بجدية حقا!.. هل هو لا يفهم أقتربت منه وأخذت الطبق من يده لتضعه خلفه على الجزيرة التي بالمطبخ ثم وقفت أمامه مباشرة وتحدثت قائلة بجدية
ممكن أسألك سؤال
أومأ إليها برأسه مؤكدا لها
بأن تتسائل عما تريد لتفاجئه بوضع إصبع يدها السبابة بجانب رأسه سائله إياه بتهكم وسخرية
هو هنا فيه ايه.. قلقاسه
ابتسم بخبث بعد حديثها ليضع . ثم تسائل هو الآخر بمكر وعبث وهو يشير إلى مقدمة صدرها بعينه عقب حديثه
وجوا هنا فيه ايه.. مهلبية
ضيقت ما بين حاجبيها مجيبة إياه بصوت خافض وهي تقترب من وجهه
تعرف أنك ساڤل!
وزع نظرة على كل شيء بها ثم تحدث بعبث ولا مبالاة
مش أول مرة تقوليلي كده
وضعت يدها على يده الذي تحيط خصرها لتبعدها عنها ثم عادت للخلف خطوة تبتعد عنه متحدثة بحماس وجدية
هشيل السفرة وهحضر اتنين قهوة على ما أنت تجيب الكوتشينه وتظبط القعدة علشان وعدتني أنك هتلعب معايا وأنا هكسب وبكرة الجمعة يعني إجازة يعني هنسهر براحتنا وهنقوم براحتنا
ضحك بصخب وهو يبتعد إلى أن وقف بجوار باب المطبخ خوفا من ردة فعلها المتهورة كالمرة السابقة عندما ألقت عليه كأسا زجاجي به ماء لو لم يتفاده لحطم رأسه
وكل ذلك لأجل أنها تخسر...
تحدث وهو يحاول السيطرة على ضحكاته الصاخبة
أنا وعدتك ألعب آه لكن تكسبي لأ... ده بعدك
رآها وهي تبحث عن شيء لتفعل ما توقعه فتحدث سريعا
خلاص خلاص والله مش هقول حاجه.. بس أنا عندي فكرة حلوة هتكون دافع أنك