الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة

انت في الصفحة 48 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


لأنك محتاجة تريحي قلبك وقلبك عمره ما هيرتاح غير مع اللي بيحبه 
أشارت سدرة بسبابتها عليه 
اللي كان بيحبه دا هو أتخلى عنه في عز أحتياجه له 
أغمض هارون عينيه وزفر بقوة 
عمري ما تخليت عنك وعمري ما هتخلى والحاجة الوحيدة اللي هتخليني أتخلى وأبعد عنك هى المۏت 
رفعت سدرة رأسها لأعلى وقالت بإباء 

لكن انا هبعد عنك ولو فكرت تقرب مني انا اللي هروح للمۏت بنفسي لأني بكرهك ومش قادرة اسامحك ومش عايزاك في حياتي وكل ما تفهم دا اسرع كل ما يكون أفضل ليك وليا 
أكتسى الحزن ملامح هارون وأجتاح الألم صدره وشعر بنغزات مكان چرح صدره لكنه لم يبدي أمامها ما يشعر ونظر لها بنظرات عاتبة 
حاضر يا سدرة انا هبعد عنك وأوعدك مش هخليك تشوفي وشي تاني عشان أريحك 
ثم حمل سترته وخرج من منزلها يغلق الباب خلفه بقوة أنهارت سدرة باكية على الأرض وظلت فترة تنتحب حتى نفذت دموعها وجفت عيناها كما جفت معاها مشاعرها ونهضت بعدما شعرت بالبرد يغزو عظامها ويبس عضلاتها فجعلها ترتعش وبحثت بعينيها عن وشاح خالتها لتلتحف به عله يقلل أرتجافها رأت باقة الزهور التي أحضرها هارون تقبع على الطاولة فأقتربت منها وحملتها بين يديها تشم عبيرها الأخاذ فلفت نظرها علبة الشكولاتة أيضا فأمسكت بها تتفحصها فوجدتها نوعها المفضل فأنهارت
جالسه على المقعد تبكي على حظها الذي لا يأتي بما يسعدها غير متأخرا بعد فوات آوانه  
الجزء الثامن
عدة أسابيع مضت على سدرة مكثتهم في المنزل حرمت على نفسها الخروج وكانت معظم الوقت تسجن نفسها بغرفتها حتى تكف خالتها عن مطالبتها بالذهاب معها حيث تعمل فميسرة لم تخبرها بعد بمكان عملها فهى تريد مفاجأتها بتلك المفاجأة التي ستفرحها وتسر خاطرها حين تراها ورغم عناد سدرة وأصرارها على عدم الخروج حتى لا تلتقي بهارون ولو مصادفة الإ أن ميسرة صبرت عليها حتى تأخذ كامل وقتها لتكون مستعدة ولا تلومها بعد ذلك قررا زهرة وميسرة أقامت حفل بمناسبة تكريم الدار وحصولها على لقب أفضل دار لرعاية الأيتام هذا العام من وزارة التضامن الاجتماعي وساعدهما هارون في أعداد حفل كبير يليق بأسمه وأسم الدار أخبرت ميسرة سدرة بالحفل الذي سيقام بمكان عملها وطلبت منها حضوره برفقتها في البداية تعجبت سدرة وسألت ميسرة 
هو مش بابا كان رافض فكرة شغلك قبل كدا ليه وافق دلوقتي 
نظرت لها ميسرة وعلى وجهها ابتسامة عذبة 
ما هو أنت لو تعرفي انا شغالة فين هتعرفي هو وافق ليه 
عقصت سدرة حاجبيها متعجبة 
ليه أنت بتشتغلي فين يا ماما 
هزت ميسرة رأسها تمتنع عن إجابتها 
مش هقولك فين لأنها مفاجأة مش هتعرفيها غير يوم الحفلة 
ضيقت سدرة عينيها محاولة سبر أغوارها 
والله يا ماما اللي يشوف فرحتك بالشغل ده يقول أنك أشتغلت في واحد من الحرمين الشريفين 
تنفست ميسرة بعمق وسعادة 
بصي كل اللي أقدر أقوله ليك أن شغلي ده ميقلش عن الشغل في الحرمين ثواب لأنه حاجة النبي صلى الله عليه وسلم وصانا بيها 
شردت سدرة تفكر في ماهية هذا العمل لكن ميسرة لم تمهلها الوقت وأمسكت يدها تسحبها خلفها 
بقولك ايه تعالي شوفي الفتسان اللي أشتريته ليك تحضري بيه الحفلة 
ثم أمسكت علبة من الورق المقوى تخص إحدى دور الأزياء الشهيرة ترفع غطائها وتخرج منه فستان ستان لونه أوف وايت خفق قلب سدرة فتلك العلبة تشبه ما كان يحضرهم لها هارون سابقا فنظرت لخالتها بضيق 
انا مش هلبس الفستان دا يا ماما 
زوت ميسرة حاجبيها بدهشة 
ليه يا حبيبتي مش عجبك 
هزت سدرة رأسها بنفي 
مش حكاية مش عجبني انا مش هلبسه لأن هارون هو اللي جايبه 
أشارت لها ميسرة بسخرية 
هارون ههههههه هارون مين يا حبيبتي اللي جايبه دا انا اللي أشتريته ليكي لما شوفته وعجبني لما روحت انا وأم حمدي نشتري لينا فساتين أمبارح وبعدين هو هارون هنا أصلا ولا بقى فاضيلك ما خلاص جت اللي شغلت باله وخدته لنفسها وخلته نسي نفسه 
نظرت لها سدرة بلامبلاة 
تقصدي أيه يا ماما 
زفرت ميسرة بنزق وهى تلوي شفتيها 
يا حبيبتي هارون بقاله اسبوعين في أمريكا بيفتتح فرع لمجموعته هناك وعارفة مين اللي هتمسك ليه الفرع ده واحدة صاحبته وزميلته في الدراسة دا غير أن عيلتها وعيلة هارون كانوا جيرانهم زمان أسمها شاهندة بس أيه لو شوفتيها حاجة كدا صاروخ على رأي شباب اليومين دول 
هزت سدرة رأسها بسخرية مبطنة بالڠضب 
تشبع بيه ويشبع بيها مش فارق معايا أصلا 
أبتسمت ميسرة بضيق 
عارفة أنه مش فارق معاكي المهم هتحضري الحفلة ولا لأ 
أمسكت سدرة الفستان من خالتها تطالعه وداخلها شك أن هارون هو من أختاره لها فذلك ذوقه هو لكن خالتها أقرت أنها هى من ابتاعته لإجلها لذا نظرت لخالتها وسألتها 
هارون هيحضر الحفلة دي 
أومأت لها ميسرة 
أه هيحضر هو وشاهي يوه قصدي شاهندة دي خالته هتتكرم زي ما انا كمان هتكرم وهو قال لينا أنه لازم يحضر لأن الوزير جاي هو كدا كدا راجع بكرة من السفر والحفلة بعد أربع
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 53 صفحات