رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
يتيقن أن كانت صادقة أم مازالت ماكرة تجيد التمثيل وتريد التلاعب به مرة أخرى صمت أمام الصراع الدائر بداخله يتنهد بقوة فخرجت أنفاسه ملتهبة كأن بداخله ڼارا ينفس عنها شعرت سدرة بحربه الداخلية وقررت استغلال الفرصة حتى تعيده مرة أخرى لدرب حبها وخافقها الذي ينبض بحبه پجنون أتعبها فأستكانت في حضنه تحاوطه بذراعيها وتضع رأسها على صدره وخرجت نبرتها راجية
ضمھا هارون برفق يضع ذقنه فوق رأسها
يا ترى دلوقتي حسيتي بأحساسي لما أتجوزتي عني ولا لما عرفت عن علاقتك بماجد
نزلت دموعها مرة أخرى وهزت رأسها بحزن
حسيت ومن زمان كمان كنت كل ما أشوف واحدة جنبك حتي لو مفيش حاجة بينكم غير الشغل بس احس بڼار جوايا وابقى عايزة أروح أخنقها بأيديه
تخنقيها بس انا وصل بيا الڠضب أن كنت ببقى عايز أقتلك وأقتل عمي أغلى أنسان على قلبي كل ما أشوفه بيلمسك قدامي اسكتي أنت الوحيدة اللي عرفتيني أن الحب مهما كان كبير ممكن يتحول لكره في غمضة عين
زفرت سدرة زفيرا طويلا قبل أن تقبل وجنته ثم أبتعدت قليلا تنظر له بحب
حقك عليا حقيقي أسفة على كل أحساس مؤلم حسيته بسببي وأن شاء الله هصلح كل اللي كسرته بنفسي بس أنت أديني فرصة تانية
هديك الفرصة دي يا سدرة بس من غير أي قرب ما بينا
وأغمض عينيه يتحكم في أنفعالاته فهو يجاهد نفسه كي لا ينبذها بعدما أبدت له ندمها وتوبتها
على الأقل لغاية ما عقلي وقلبي يتفقوا سوا ويتقبلوك مرة تانية حبيبة وزوجة
أبتسمت سدرة بسعادة وهزت رأسها عدة مرات برضا
ضمھا هارون لصدره يربت على ظهرها برفق
بتمنى من ربنا أنك تكوني قد الثقة دي لأن دي أخر فرصة ليك معايا
شددت سدرة من ضمھ بقوة
أن شاء الله هثبت ليك أن انا قدها وهنعيش مع بعض أحلى أيام عمرنا ونبقى نفتكر اللي حصل
أطبق هارون جفنيه متمنيا من الله تحقيق ما قالته فهى الوحيدة دون النساء التي أحبها ولم يستطع أن يرى أو يحب غيرها وكلامه عن الزواج مرة أخرى كان مجرد كلمات تفوه بها كي يجعلها تشرب من نفس الكأس التي سقته منه سابقا
الجزء الثامن
وحشتيني قوي يا ماما أرجوك متطردنيش زي قبل كدا وعشان خاطر ربنا سامحيني وأرضي عني انا من غيركم عايشة جسد مفيهوش روح
زفرت ميسرة بقوة ونظرت ليديها ثم رجعت تنظر لها
لسه إيدك بتلج لما تخافي أو تتوتري
أومأت سدرة ودموعها تنزاح من عينيها وما لبست أن أرتمت بحضنها تحاوطها بذراعيها وتضع رأسها في زاوية عنقها شاهقة بأنهيار يقطع نياط القلوب
أيوة يا ماما لسه انا مبحسش بالدفى والأمان غير وانا في وسطكم سامحيني ورجعيني لحضنك وحبك ورجعيلي أماني من تاني
لم تستطع ميسرة مقاومة قلبها الباكي المشتاق أكثر من ذلك وضمتها لصدرها وقربتها من أنفها تشم ريح طفلتها التي أشتاقت له كثيرا وتناوبت هى وسدرة البكاء حتى تنبها إلى أنهما مازلا يقفان بباب المنزل فسحبتها ميسرة للداخل وأمسكت بيدها وأتجهت للأريكة تجلسان عليها متقابلاتان متجاورتان وبادرت ميسرة بسؤالها كما تسأل الأم بنتها
وحشتيني قوي يا سدرة قوليلي يا حبيبتي عاملة وعايشة أزاي وهارون عامل أيه معاك
ابتسمت سدرة متذكرة تلك المعركة الصغيرة التي خاضتها حتى تعيد
حبيبها لدربها وتستعيد ثقته بها