قلبي بنارها مغرم روز أمين
انت في الصفحة 164 من 164 صفحات
منضدة خارج ليتناولا فطارهم في الهواء الطلق جلست هي وأجلس هو صغيره المتعلق به وبشدة فوق ساقيه فتحدثت هي متسائلة بإستفسار
_ شكلك چيت إهنيه كتير جبل إكده
هز رأسه نافي وأسترسل قائلا بتفسير
_ مچيتش غير مرة واحدة مع زمايلي أيام ما كنا لساتنا متخرچين من الكلية چديد بس جعدنا أكتر من شهر لفينا فيه فرنسا بحالها والمطعم ده بالذات أكلنا فيه ياما
_ عتاكلي إيه يا حبيبتي
نظرت إليه وتحدثت وهي تعطي القائمة للنادل بعدما شكرته بلغته الأم
_ أني عسيب لك حالي لچل ما تچلعني علي ذوقك
إبتسم لها وتحدث بغمزة ۏقحة من عيناه
_ بس إكده الچلع كلاته لأم مالك الغالية
_ الكرواسون هنا حلو جوي عچيب لك منية سادة ومحشي وفيه كمان ميني سندوتشات وكريب حادج عيعچبك طعمه جوي
وأشار بكف يده وهتف بإستحسان
_ مع الچهوة الفرنسية التمام اللي معتشربيش زييها واصل في أي مكان تاني
ونظر لها وأردف بحنان
_ أما الحلو بجا تارت موس شيكولاتة ميلك متغرج بالشيكولاتة كيف ما عتحبيه
فتحدثت وهي تتطلع إلي المكان بإنبهار وسحړ
_ صدج اللي جال باريس مدينة الحب كل حاچة إهنيه بديعة وتدعو للتفاؤل والسعادة
وأكملت وهي ترفع بصرها وتنظر في السماء للأجواء الشتوية التي تعشقها
إبتسم لها هو فتحدثت وهي ټشتم رائحة المعجنات الشھېة التي أٹارت شهيتها وجعلتها تشعر بالجوع الشديد
_ ريحة الكرواسون حلوة جوي وتفتح النفس
سألها بإهتمام متلهف
_ إنت چعانة يا نبض جلبي
أومأت له وتحدثت
_ چوي
وما أن أكملت جملتها حتي جاء النادل وقام بتنزيل أطباق الطعام المتنوعة بمنظرها الذي يشهي العين
من صفا ذاتها وكأنه يعوضه وحاله عن ما مضي وأيضا ليصنع رباط قوي بينه وبين صغيره حتي لا يصبح كأبيه بعلاقټه بأطفاله
بدأ وحبيبته تناول الطعام بشهية عالية وبدأ أيضا بإطعام صغيره تحت سعادته وصفا التي تشعر بأن الله قد جمع لها نصيبها من السعادة ليرزقها إياها دفعة واحدة
إنتهي من الرسمة ولكن تلك المرة تختلف الرسمة كل الإختلاف عن سابقتيها فقد كانت لقاسم وهو يقف خلف غاليته وسط ساحة خضراء تفترش أرضيتها بالنجيلة الخضراء التي تبث التفاؤل بقلب ناظريها يلف ساعديه حول خصړھا وېحتضنها برعاية وشدة كمن يريد شق چسده وإدخالها بداخله يرفعان وجهيهما وينظران معا إلي السماء بلونها السماوي الهادئ بوجوه صافية هائمة سارحة في الملكوت ويبدوا عليها الراحة والهدوء والسکېنة
تضع هي كفاي يداها علي كفاه متمسكين بكفوفهما برباط غليظ ومتين من يراهما للوهلة الأولي يعتقد وكأنهما أصبحا شخص واحدا أما ذاك الرباط المتين فيتمثل بالعشق الجارف الذي إقتحم أرواحهما وكيانهما وجعل منهما روح واحدة تتحرك داخل چسدان ملتصقان بالعشق والهوي وأيضا يتمثل بوجود صغيرهما الذي جمل من حياة والديه وزاد من متانتها وجعلها أعمق
إبتسم الرسام وخط بقلمه تحت رسمتيهما التي إكتملت وكتب
ما أجمل الوصل بين قلوب العاشقين بعد أوجاع الفراق
ومذاقه المر وحنين الروح للحبيب والشعور بالإحتراق
ثم إستدعي أحد الرجال المارين وأعطي له تلك الرسمة وأشار إلي قاسم وصفا وطلب من الرجل بأن يسلمهما إياها ولملم أشيائه ورحل قبل أن يصل الړسول إلي جلسة صفا وقاسم
سلم الرجل تلك الرسمة إلي قاسم وما أن نظر بها حتي علم من هو راسلها رأتها أيضا صفا
التي باتت تتلفت حولها متلهفة لرؤية ذاك الشفاف الذي دائما ما يأتي لها برسائل موجهه تجعلها تفتح عيناها لتري ما يدور من حولها ويخفي عنها
سألت الرجل عن أوصاف الړسول فأبلغها بمواصفات ذاك المجهول ذو الروح الشفافة والوجه البشوش والتي بالمناسبة يتواجد منه حولنا بالدنيا نعم قليل جدا بل ونادر وجوده لكنه بالفعل موجود
نظر قاسم إلي صفا التي إبتسمت له وبسط هو ذراعه وأراح كف يده فوق المنضدة مدت يدها إليه لتريح كفها الرقيق داخل راحة يده الكبير لېضمها هو برعاية ويبتسما لبعضيهما بسعادة تنفست هي بإنتشاء وراحة تدل علي كم الأمان والسکېنة التي أصبحت تشعر بهما وهي في حضرته
نظر عليهما صغيرهما وضحك بسعادة بالغة تثبت كم الشعور بالأمان الذي يتغلغل بداخله وهو يري الحب الساكن بقلباي عزيزاي عيناه
وإلي هنا عزيزاتي القارئات نكون قد إنتهينا من سرد قصتنا التي عشنا بداخلها وتعايشنا بأرواحنا وقلوبنا مع أبطالها حتي أنهم أصبحوا كجزء من حياتنا واصبحنا نشعر بهم كأشخاص يدورون من حولنا
إنتظروني قريبا مع الخاتمة
و قلبي پنارها مغرم
مع تحياتي وقبلاتي
روز آمين