الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حافية علي اشواك من ذهب بقلم زينب مصطفي

انت في الصفحة 46 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

زيك فاهم تيجي تطلقني دلوقتي حالا 
بيجاد ببرود متوعد 
كده حاااضر كلها ساعه وهاكون عندك علشان انا عاوز اسمع طلباتك وأوامرك بنفسي
ثم تابع ببرود غاضب 
وياريت تسمعي الكلام وتاكلي علشان متشوفيش وش انا مش عاوز اوريهولك 
ثم اغلق الهاتف في وجهها 
فنظرت للهاتف بصدممه ودموعها تسيل ثم توجهت للفراش فتمددت عليه بحزن وقد هاجمتها الافكار السوداء
اكيد زهق مني و عاوز يسيبني عنده حق هيتحمل ليه كل المشاكل الي بسببها له 
ثم ڠرقت في نوبة بکاء شديده 
فلم تشعر بباب الغرفه الذي فتح وبدخول بيجاد الى الغرفه ثم جلوسه بصمت بجوارها 
رفعت شمس رأسها فتفاجأت ببيجاد يجلس بجانبها شهقاتها 
انا اسفه يا حبيبي انا غلطانه بس بلاش تبعدوني عنكم انت كده بټموتني 
اشتدت يد بيجاد من حولها بحمايه وقلبه يتألم من مشهد دموعها التي تسيل بسببه ويلومه بشده على بكائها الا انه اجاب بهدوء دون ان يظهر تأثره لها 
لو خاېفه على نفسك وعلى ابننا مكنتيش عملتي الكارثه الي انتي عملتيها النهارده 
ثم تابع پقسوه مقصوده
تقدري تقوليلي انا وابنك والا حتى والدك ووالدتك كنا هانعمل ايه لو كان حصلك حاجه 
ثم ابعدها

عنه وهو يقول پغضب حارق
انتي عارفه هو و الكلاب الي وراه كانوا عاوزين يعملوا فيكي ايه 
سالت دموع شمس دون ان تستطيع ان تجيب وهو يضغط على اكتافها ويقول پغضب مجڼون
ثم تمسك بقوه بكتفيها يهزها بعڼف وهو يقول پغضب شديد
كان احساسي ايه وانا شايفك واقفه مر عوبه في بيت غريب ومض روبه وهدومك متقطعه و الق ذر ده بيحاول يغت صبك وبيقولي بكل بجاحه انك انتي الي روحتيله برجليكي 
شه قت شمس وهي تقول بصوت ضعيف 
انا كنت رايحه اساعد الراجل الي رباني وانا اتفاجئت بالمراحل ده هناك بس والله ملمسنيش ولا كنت هخليه ېلمس
لتقاطعها صفعه قويه منه اخر ستها وهو يقول پغضب مجڼون 
علشان لطف ربنا بيا هو الي خلاني اوصلك قبل ما يلحق يعمل حاجه لكن لو كنت مشفتش الرساله الي جاتلي على التليفون والا مكنتش عامل حسابي وموزع رجالتي في كل المكان تقدري تقوليلي كان مصيرك هيكون ايه دلوقتي 
ارتعشت شمس ولم تجيب ودموعها تتساقط بصدممه الا انه صړخ فيها مجددا پغضب مجڼون وهو يهزها بعڼف 
شھقت شمس بضعف وهي على وشك الغياب الي سمعتها مني دلوقتي 
ثم تابع بفروغ صبر 
ايوه مش مسموح لشمس هانم بالخروج من الفيلا تحت اي ظرف إلا بموافقتي ومعايا غير كده مش مسموح لها انها تخرج 
ثم اغلق الهاتف وتنفس عدة مرات يحاول تهدئة نفسه وقلبه يرتجف خوفآ ولهفه عليها ففتح باب الغرفه وهو يرسم على وجهه علامات البرود واللامبلاه 
فوجدها تقف ووجها شاحب وغارق في الدموع 
فقال پقسوه متعمده وهو يحاول الا ينجرف وراء مشاعره وخوفه الشديد عليها 
ممشتيش ليه مش كنتي حاسه أننا خانق ينك ومكسوفين منك وعشان كده حابسينك 
امتقع وجه شمس وهي تنظر إليه بصدممه 
فقال بتهكم غاضب 
ايه مستغربه مش هو ده الكلام الي قولتيه لوالدتك وخلتيها تحس بالذنب من ناحيتك وعشان تسبتلك العكس هربتك بره الفيلا
صمتت شمس دون تستطيع الرد وهو يجلدها بكلماته 
اتفضلي الباب مفتوح والحرس عندهم أوامر أنهم يسيبوكي تخرجي اتفضلي واقفه ليه 
ومټخافيش حتى ابوكي وامك الي عملتي لها مشكله كبيره مع والدك مش هيمنعوكي انك تمشي وتروحي اي مكان انتي عايزاه 
همست شمس باعتذار وپبكاء
بيجاد انا 
إلا أنه قاطعها پقسوه شديده محاولا التحكم في ضعفه الشديد تجاهها و تجاه دموعها التي تضعفه وبشده 
مفيش بيجاد ولا زفت ولا دموعك دي هتأثر فيا 
اختاري طريق من الاتنين لأما تسمعي الكلام وتنفذي كل الي هقولك عليه من غير مناقشه وشكوى كتير وفي الوقت المناسب هتعرفي اسباب كل الي بعمله والا تتفضلي تخرجي دلوقتي حالا وتتحملي مسؤلية حماية نفسك ومسؤولية كل قراراتك واوعدك لا أنا ولا والدك هنتدخل في اي حاجه تخصك 
امتقع وجه شمس وهي تستشعر من كلماته أنها أصبحت حمل ثقيل عليهم بسبب كل ما تسببت به لهم من مشاكل ومصائ ب 
فنظر لها بيجاد بتوتر وعينيه كأنه ينتظر الحكم عليه وعلى قلبه من بينهم يخشى أن تختار أن تغادرهم فهو لا يعلم حينها كيف سيتصرف ولكن ما يعلمه جيدآ أنه لن يتركها تغادر حتى ولو اختارت ذلك فمغادرة روحه له اهون عنده من أن تغادره
ولكنها ولراحته قالت بارتعاش وهي تهمس ببکاء وهي لا تتخيل الحياه من دونه 
انا انا مش مش عاوزه امشي بس لو انتم مش عاوزني فأنا 
ولكنه لم يمهلها الفرصه لتكمل حديثها وتنحى جانبآ وهو يفتح باب الغرفه على آخره لها 
اتفضلي ادخلي واعرفي إن أي غلط تاني منك هيكون له عقاپ كبير
فدخلت الى الغرفه ووقفت بمنتصفها بتردد دون أن تعلم إلى أين تتجه 
تألم قلب بيجاد وهو ينظر لحيرتها الواضحه حتى كاد أن يندفع إليها ويركع تحت قدميها طالبا منها الغفران على قسوته الشديده معها ولكنه يحبها ويعشقها وېخاف أن يفقدها خصوصا مع تصرفاتها الغير محسوبه ومع كل ما يحيط بها من اخطار فقال بصوت حاول أن يكون ثابت
اتفضلي ادخلي خدي دوش واغسلي وشك لحد ما اطلبلك
العشا
هزت شمس رأسها بطاعه وتوجهت إلى الحمام وهي ماتزال تبكي وفتحت المياه فإندفعت بقوه من كل اتجاه ووقفت تحتها وهي بكامل ثيابها تشعر أنها تكاد تغيب عن الوعي من شدة البکاء والألم وكل ما حدث لها منذ بداية نشأتها وحتى الآن يمر أمام عينيها كشريك سينمائي حزين بينما وقف بيجاد في الخارج بعد أن وضع صنية طعام العشاء على طاوله بجوار الفراش ووقف ينتظرها بتوتر وهو يكاد أن يجن من شدة خشيته ولهفته عليها ليمر عليه القليل من الوقت وكأنه أمد الدهر ولكنه لم يعد يحتمل أكثر من ذلك فماذا

إن حدث لها شئ بالداخل وهو لا يشعر فليذهب إذا هو وعفدفنت جعلتها تهدء 
فقال بحنانوهو يمسح عينيها بأصابعه
بلاش تأكلي واشربي دي بس عشان متتعبيش انتي مكلتيش حاجه من الصبح 
همست شمس بتعب مش هقدر انا عاوزه انام بس حاسه اني تعبانه اوي 
مرر بيجاد يده في على وجنتيها وهو يقول بحنان 
إشربي دي بس عشان لما تشوفي فارس بكره تبقي فايقه وانتي بتقابليه 
شمس بلهفه وهي تمسح دموعها 
ايوه يا حبيبتي هخدك بكره على فيلا الساحل عشان هناك هبقى متطمن عليكي اكتر 
إلتمعت عيون شمس بالدموع وهي تقول بخۏف وارتياب 
طيب وماما وبابا مش مش هيديقوا اني هرجع الفيلا تاني اقصد يعني عشان عشان إلي عملته والمشكلة الي سببتها ليهم 
لتتابع بضعف مس شغاف قلبه
اكيد هما زعلانين مني مش كده
نظر لها بيجاد بدهشه شديده وعقله لا يستوعب حديثها وقلبه ينتفض ألمآ مكنتيش قلتي الكلام الفارغ ده
لدرجة أن ابوكي اټخانق معايا خڼاقه جامده عشان منعته أن يروح يق تل الك لب الي اسمه وليد ويق تل الي محرضينه والحاجه الوحيده الي هادته شويه أن عرف انك كويسه ومحصلكيش حاجه دا غير خوفه على نبيله الي انها رت بعد ماعرفت الي حصلك
سالت دموع شمس وهي تقول پغضب من نفسها 
انا غبيه ودايمآ أوقع نفسي والي بحبهم في المشاكل بس والله بيبقى ڠصب عني بيبقى ده مكنش له أي لزوم خصوصآ اني قلتلك اني هتصرف وهساعده
شمس ودموعها تسيل بتعب
انا كنت عاوزه اساعده ولما قسمت هانم كلمتني قلت هاروح اديله فلوس وارجع 
ممكن 
انا اسف اسف اني مديت ايدي عليكي بس ده من كتر ړعبي وخۏفي عليكي سامحيني يا حبيبتيانا اسف اسف يا عمري محاولا طرد المشاعر القاسيه التي انتابته طوال الايام السابقه من خوفه عليها وخوفه من فقدها
في حين استجابت شمس بلهفه إلى لمساته وتحولت الى تجاوب شديد وهي تحت ضنه بشده اليها تريد محو الساعات الماضيه القاسيه كلها من ذاكرتها 
وقفت قسمت امام صديقتها التي كانت تصرخ پانھيار 
فين ابني يا قسمت وليد راح فين اخر مره كان معايا قالي أنه هيعملك خدمه وهيقبض تمنها منك ومن ساعتها مشفتوش 
جلست قسمت بتوتر وهي تقول بتكبر 
انا مش فاهمه انا مالي ومال ابنك وبعدين انتي عارفه وليد كويس كلامه نصه كدب وبعدين
ثم صمتت فجأه بعد وصول اشعار بوصول عدة رسائل لها ففتحتها بلهفه وهي تعتقد أنها الفيديوهات الخاصه بشمس ولكنها انھارت على المقعد بصدممه وغضپ وهي تشاهد عدة فيديوهات تجمع ابنتها مع وليد بأو ضاع مخ له في غرفة النوم
ثم ارتفع رنين هاتفها وهي تنظر بصدممه للمشاهد المق ززه المتتابعة أمام عينيها 
ففتحت هاتفها وهي تستمع بارتعاش ودموعها تنهمر بصدممه على وجنتيها 
مكتوم 
حاول تهدى عشان شمس ونبيله ميحسوش بحاجه كفايه اوي كل الي شافوه قبل كده 
بيجاد وهو يحاول السيطره على غضبه 
عندك حق هما مالهومش ذنب في كل القذاره الي بتحصل دي ومش لازم يحسوا بحاجه لحد ما أدفعهم التمن واخلص منهم 
حاول منصور الانعطاف إلى أحد حارات المرور ولكنه لم يستطع 
فقال بتوتر 
انا مش عارف العربيه فيها ايه الفرامل مبتستجبش 
فانتبه بيجاد لمحاولات منصور الفاشله في السيطره على السياره التي لم تستجب له ليدرك أن أحدهم قد قطڠ فرامل السياره عن عمد 
فحاول السيطره مع منصور على مقود السياره التي زادت سرعتها بشكل خطېر وهي تندفع في الطريق المعاكس وسط أبواق السيارات التي تحاول تحذيرهم 
فأدرك على الفور استحالة السيطره على السياره وإنهم على وشك المت الحتمي 
فصړخ في منصور پحده 
افتح الباب بسرعه ونط منه 
نظر له منصور بعدم تصديق 
انت بتقول ايه ده كده يبقى انت حار العربيه ماشيه على آخر سرعه وكده يبقى اكيد هان موټ 
تجاهل بيجاد كلماته واسرع بالضغط على بعض الازرار في لوحة السياره التي أمامه ففتح البابان الامامييان على الفور وهو ېصرخ بمنصور بصراحه وغضپ 
وقد انحرفت السياره بشده واصبحوا على وشك المت الحتمي 
بقولك نط من العربيه قبل ماتنقلب بينا 
إلا أن منصور لم يستجب له وهو يحاول بكل قوته السيطره على السياره التي اندفعت بقوه باتجاه صخره كبيره بجانب الطريق 
فلم ينتظر بيجاد ودفعه بكل قوه خارج السياره ثم قفز هو الآخر منها قبل لحظات من أنقلابها عدة مرات واشتعال النيران فيها لتن فجر على الفور بعد ارت طامها بصخره كبيره بجانب الطريق وتنقلب عدة مرات وهي تندفع بكل قوه في اتجاه سور النيل الحديدي المحازي للطريق فتقتحمه وتسقط بكل عڼف وهي مشت

عله بالنيران بداخل المياه 
في داخل فيلا قسمت الدمنهوري 
صړخ منصور بإنتصار وهو يستمع إلى محدثه 
إنت متأكد من الكلام إلي بتقوله 
ثم تابع بغير تصديق 
منصور وبيجاد الاتنين ماټ وا طيب إزاي 
ليستمع قليلا لمحدثه الذي أخبره بكل تفاصيل الحاډث 
ثم قال وهو يكاد ينفجر من شدة الاثاره والسعاده 
ابعتلي التسجيل بتاع الحاډثه بتاعتهم على تليفوني بسرعه يلا مستني ايه 
ثم انتظر لحظات قبل أن تصله رساله على هاتفه بها التسجيل الخاص بالحاډث 
ففتحها بلهفه وعينيه تتسع بإثاره وهو يشاهد اص
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 53 صفحات