الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 42 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


اروح أقول لأبوي مرتك بتحبني وسحرالي علشان متجوزش غيرها وبتعرض نفسها علي كيف الكلام اللي هتقوله ده يامحمد ! وهقوله كماني كانت سحرالي باني مبقاش راجل ! كبيرة على قووي داي ياصاحبي وهيفكر إني قلت اكده علشان رافض جوازه منيها وان العيبة عمرها ما طلعت من بقها ولا سمعنا عنيها حاجة شينة من يوم ۏفاة عمي فكلامي معاه لايسمن ولا يغني من جوع 

لوي فمه بقلة حيلة ثم تحدث
طيب هتعمل ايه في الورطة داي اللي معرفش اتحدفت عليكم من أنهي ناحية 
داي مش هتسيبكم في حالكم انت وسكون 
زه قت روحه من تلك المشاكل التي تحاوطه من كل اتجاه بسبب تلك الشيطان التي أوقعها الله في طريقه كي تكن سبب شقائه ولم تجعله يحظى بلحظات سعادته وردد بنبرة متعبة 
اني تعبت من التفكير في البت داي ومشاكلها اللي مالية بيها حياتي ودماغها اللي حطاني فيها ولا لعبها على ابوي وأنها تتجوزه في نفس اليوم اللي كنت هخليه يطردها فيه شفت تدابير القدر اللي خلت الهم محاوطني 
حزن محمد لأجله فلم يلبث أن يفرح بشفاه حتى اتت بض ربتها له وتزوجت من أبيه وأصبحت بمنزله يراها كل
يوم 
ثم تحدث وهو يحاول التخفيف عنه
طيب متشيلش هم والشهر ده متقعدش في البيت كتير ولا تشوفها لحد ما تنقل بيتك اللي هتتجوز فيه إنت وسكون 
نفث سېجاره بغيظ وهتف 
بيت
مين يا صاحبي! إنت عايزني اسيب امي لوحدها مع العقربة داي !
داي مش بعيد تس مها ولا تم وتها ولا تجيب لها ش لل اني مهسيبش امي واصل لحد اخر نفس فيا 
رفع محمد حاجبيه باندهاش وهتف
وه كيف الكلام ده ياعمران هتتجوز سكون وتجيبها في المكان اللي موجودة فيه وجد !
هتسكن مرتك مع اللي عشقاك وسحرت لك علشان تاجي لها راكع وتسلم لها راية الطاعة !
إنت اكده بتحط الن ار جمب البنزين ياعمران وبدال مانت بتتعس حالك لوحدك هتتعسها معاك المسكينة داي 
ألقى حجارة في المياة التى أمامه بقوة من فرط غضبه وعلى صوته بحسرة
يعني اعمل ايه اسيب أمي وحدها لا يمكن 
وأبوي عمره ماهيسبها تاجي تعيش ويانا ولا تهمل بيتها سكون متعرفش حاجة والبت داي مهخليهاش تقرب منيها 
رأف بحاله الذي يصعب على الكافر من معضلته وأردف داعيا له 
ربنا معاك ياعمران ربنا يبعد عنيك الأڈى ياصاحبي اني هقفل دلوك عندي شغل وابقي عدي على في المستشفى نقعد ويا بعض شوي 
أمن على دعاؤه ووعده بزيارته وأغلق الهاتف معه وجلس ينظر للبحر بشرود وهو يفكر كيف تحل مشكلته وقلبه حزين لما يشعر به من حرمان من سعادته 
في مكتب ماهر البنان يدلف جاسر إلى مكتبه وينظر إلى رحمة مرددا بعملية
لو سمحتى ياآنسة ممكن تبلغي المتر إني عايزه 
رفعت عيونها المذهولة من طريقة ابن عمها الذي علمت صوته وسألته باندهاش 
جاسر ! إيه الطريقة الغريبة دي يابن عمي !
بنفس طريقته أردف
إحنا هنا شغالين في مكتب الأستاذ ومفيش حاجة اسمها بن عمي وابن خالي وأظن المتر معرفك قوانينه 
ثم نظر في ساعته وهتف متعجلا
معلش بلغي المتر علشان مفاضيش ومعنديش وقت 
كان ماهر يشاهد الكاميرات ويتابع حديثهم وعيناه تود أن تأكل الكاميرا من شدة تركيزه مع تعابير وجههم 
لاحظ تهجم ملامحها وجدية ملامحه ثم انتبه على رنات الهاتف تبلغه بأن جاسر يريد مقابلته فأبلغها ان تجعله يدلف 
ألقى جاسر السلام وأكمل وهو يتحمحم 
احم انى حابب أبلغ حضرتك بحاجة بس محرج شوي 
بنظرات مندهشة سأله 
حاجة ايه داي اتكلم علطول اني سامعك 
استدعى الهدوء ثم بدأ طلبه 
انى حابب افتح مكتب محاماة خاص بيا وكنت محتاج مساعدة حضرتك 
سهم ماهر قليلا مما جعل القلق يدب صدر جاسر من صمته ثم حرك يداه باستحسان
وماله يامتر كلنا كنا زيك في يوم من الايام واتمنى تبقي ناجح وليك مكانتك 
ها قول لي خطتك ايه 
ابتسم جاسر لتشجيعه ثم أجابه 
اني لقيت مكان كويس في عمارة فيها دكاترة كتيير مأجرين فيها فلقيت شقة فاضية وكويسة فأجرتها ودفعت تأمينها ووضبتها 
بس مكنتش حابب اني ابدأ فيها شغل ولا أخطي خطوة من غير مشورتك لأني بعتبر نفسي ابن المكتب اهنه 
سأله ماهر 
طيب هتعمل ايه في ورق وكيل النيابة اللي إنت مقدمه لو جالك في اي وقت 
أجابه بإيضاح
لاا اني فكرت في الموضوع ده وحسمت امري وهسحب الورق بتاعي وهخليني في المكتب والله المستعان وعليه التوفيق 
حرك رأسه للأمام باقتناع واستحسان لرأيه وأردف 
تمام توكل على الله وليك مني ملف العمال كادو وملف قضية الوزان كمان وشد حيلك بقي ومتوطيش راسنا 
ضحك جاسر من دعابته ثم تحدث بثقة اكتسبها منه 
لاا في داي متشيلش هم واصل ده أني تربيتك يامتر يعني نفس المنهج ونفس شرف المهنة وكل حاجة علمتها لي همشي عليها زي ما قال الكتاب 
افتخر ماهر بتدريبه لمحاميه وبثه الثقة فيهم ثم رفع سماعة الهاتف وطلب من رحمة أن تدلف إليه 
بعد ثواني أتت إليهم رحمة أشار إليها ماهر أن تجلس ثم طلب منها 
شوفي يا أستاذة المتر الصغير خلاص فتح مكتب وهيسيب مكانه معانا كلمي الشؤون المالية تصرف له مكافئة عشرين ألف جنيه 
وتابع كلماته وهو ينظر إلى كلتاهما نظرة ثاقبة استشف منها ذهولها ونظرته لها بكبرياء تلك النظرة جعلت داخله يتسائل ماذا عنهم ذاك الثنائي 
ثم هتفت رحمة باندهاش
هو انت فتحت مكتب ياجاسر من غير ما اعرف 
بنفس نظرة الكبرياء أجابها
أه عنديكي مانع ولا حاجة 
ثم قام من مكانه مستئذنا الخروج 
بعد اذنك يامتر مش محتاج مني حاجة قبل ما امشي 
هز رأسه برفض واجابه
له ربنا يوفقك بس اعمل حسابك لما اطلبك لأي شئ تاجي لي فورا واوعاك تتعالى علي لما تبقى حاجة 
اتسعت عيناه من كلامه وردد بنفي 
لااا يستحيل يا أستاذنا ده رنة تليفون منيك بس هتلاقيني قدامك هوا العين متعلاش على الحاجب بردك 
ابتسم ماهر بإعجاب لرده ثم غادر جاسر المكتب وتبعته رحمة بنفس الخطوات ونادت عليه وهي تغلق الباب خلفها 
جاسر استني من فضلك 
أدار
جسده إليها مرددا وهو يتصنع الاستعجال
في حاجة عايزاها علشان وراي حاجات كتيره مش فاضي 
اعتدلت بوقفتها وانتصبت وهو تنظر داخل عيناه وأردفت بعدم تصديق لتغيره الكلي معها 
هو انت بقيت اكده من مېته ومالك بتتعامل وياي بالطريقة داي 
ابتسم بسماجة وتحدث موضحا لها
من ساعة ماغدرتي بيا يابت عمي 
فتحت فاهها بدهشة وسألته
هو أني عميلت

ايه يخليك تقول اكده ياجاسر هو أني وعدتك بحاجة ولا اتمسكنت عليك في حاجة لاسمح الله لحد ما اتمكنت 
إنت ليه مصر تعاقبني على حاجة مليش يد فيها ومخاصمني ومبتردش على تليفوناتي اني رحمة بت عمك تربية يدك ياجاسر 
بدا شبح ابتسامة خفيفة على ثغره ولكنها سرعان ماختفت في بحر لهفته لها ولكن عاد لرشده قائلا
معلش لازم ابعد وتنسي وجودي في حياتك وانك ليك بن عم أصلا علشان محط مكيش واح طم نفسي 
اهتز فكها باستنكار ورددت
انت ازاي تقول اكده وتحكم على علاقة الإخوة اللي بينا بالشكل ده ! إنت ظ الم ياجاسر وبجد انت غ دار 
رفع جفونه ببطء ثم قال بنبرة هادئة
اعتبريني اكده يابت عمي عن اذنك 
على صدرها بأنفاس متلاحقة من شدة صډمتها ورددت قبل أن يغادر 
ومش بس غ دار ده انت خاېن للعهد علشان كنت مديني وعد انك عمرك ماهتفتح مكتب لوحدك واني هكون شريكتك ونبنيه سوا مع بعض خڼتني وعملته لوحدك ياجاسر ومن غير ماعرف 
كان ماهر في الداخل يراهم ويرى تعابير وجهها وحركات فمها وعند كلمة خائڼ التى قالتها بح رقة اڼصدم وبات داخله يسأل 
ما هذا العرض الدرامي الذي أشاهده الآن لمن طلبت منها أن تكون امرأتي !
انها تردد لرجل غيري خيانته لها فماذا عني أنا !
ومن هذا الرجل إنه صنع يداي !
أيعقل ان تخدعني بكلامها وبرقتها ودوما تحملني هم إهمال مشاعرها 
كنت أظن أنها ستجمع أجزائي المبعثرة كشظايا البلور المكسور وتداويها وتعيد لها رونقها ولكنني أخطأت أم ماذا !
أما في الخارج لمعت عيناي جاسر بالن ار الح ارقة التي تخرج منها
وهتف بفم مملوء بالۏجع
كنت وكنا كنت باني لك بيت في قلبي محدش يسكنه غيرك وقلبك سكن بيت غيري 
كنت مخصص لك عمري كله اللي فات ليكي لوحدك مشفتش فيهم نفسي وسعادتي وأني عارف انك هتعوضيني عنيه عمري اللي جاي كله وفي الاخر هتروحي تعوضي غيري عن عمره اللي راح واني مليش وجود في أيامك غير حلم هتحققيه من ورايا 
كنا بنحلم بالمستقبل والنجاح على اساس انك مني ومن د مي وهتفضلي مني ومن د مي وكلك كلي لكن كلك هيبقي لغيري 
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وهتفت بعيناي تلتمع دمعا
بس اني مظلومة وانت بنيت اتهامك وحكيت مرافعتك ومفيش دليل واحد يديني خليك منصف واديني حق الدفاع عن نفسي ملكش حق في كل اللي قلته وبنيته مع نفسك من غير ما تقول لي ولا تشركني معاك من غير ماتحكي لي احساسك بيا ولا تديني علامات ولا إشارات من أي نوع مشفتكش غير أخ ياجاسر مشفتكش غير زي عمران 
زاده من الۏجع أوجاعا وعلم أنه لن ينال من قلبها ولو سهما بسيطا من العشق الذي زرعه لها في قلبه أفدنة ثم هدأ من ثورته المش تعلة داخليا وأردف 
وعلشان اكده أني هبعد عنيكي علشان اداوي چرح قلبي علشان مشفش نظرة شفقة منك ليا علشان اقدر اتخطاكي يارحمة 
أنهى كلماته الموجعة لروحه وغادر المكان الذي يشعر فيه بالاخت ناق منذ أن علم أن حبيبته تعشق من له الفضل عليه وجعله بذاك النجاح بعد فضل الله 
أما هي ارتمت على الكرسي الموضوع تشعر بالخزي من حالها انها جرحت اعز الناس على قلبها وعيناها تلتمع دمعا على حالها فالذي أحبته لم يحبها والذي عشقها لم تراه وتألم قلبها ونبضه من الۏجع يضرب في قلبها مرارا كالعلقم 
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة والرياح هائجة تقف مها خلف نافذتها تتأمل هطول المطر ترى الكل يجرى ويحتمى من المطر
ولا يتبقي احد فقط السكون التام وصوت قطرات المطر تطرق النافذة لتذكرها بليلة ما في ذات الأيام تقف صامتة و ما اقسي هذا الصمت التام وما أجمله
صمت مخيف وضجيج كبير داخل قلبها المحمل بذكريات يوقظها المطر مع كل قطرة تتساقط علي يدها الممدودة 
صمت موجع ومبهج وكأنها اصبحت مدينة خالية لا تسكنها الا الأرواح 
أرواح من يراقبونا بصمت ولهفة من يستجدى الذكرى
الشارع خال الكل نيام وهي وحدها مستيقظة تراقب المطر وتسمع صوت طرقاته علي النافذة وكأنه يرسل اليها رسالة مشفرة تخترق قلبها ليذكرها بحلم تلاشي وحب ضائع وحزن يهاجمها عندما تتذكر كم من شتاء مضى على تلك الليلة التي أثرت في عمرها كله وجعلتها تحتقر حالها بشدة 
وفي نفس تلك الليلة ببردها الصقيع عاد مجدي من عمله للتو وهو يرجف من شدة البرد وأعضاء جسده
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 105 صفحات