الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 42 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


الحديث أجابته بهدوء تحلت به وهي تضغط على يدها أسفل الملاءة
حب ايه ده. أنت كدبت الكدبة وصدقتها.. لأ يا يزيد كل اللي عملته علشان تاخد فلوسي مني وتخليني ابقى 
كلماتها ليست محسوبة وجميعها ليست صحيحة لقد أحبها عشقها كانت بالنسبة له اكسجين الحياة كيف تتحدث 
أنت بتقولي ايه. كل اللي بتقوليه ده أنت نفسك مش مصدقاه.. أنا حبيتك حبيتك ده ايه!. أنت بالنسبة ليا النفس اللي باخده يا مروة أنت الحاجه الوحيدة الحلوة اللي في حياتي.. أنا غلط وبعترف بغلطي كان لازم اصارحك من الأول كان لازم أقولك كل حاجه من يوم ما قولت إني بحبك بس أهو ده اللي حصل... أنا مش طالب منك أي حاجه غير إنك تاخدي وقتك في التفكير

يزيد بيحبك ومايقدرش يعيش من غيرك أرجوكي بلاش تخليني أموت بالبطئ يزيد ومروة جايلهم ابن في

الطريق أرجوكي خلينا نبني عيلة خاصة بينا بعيد عن الكل
الصدق يتجسد داخل كلماته لقد رأته وشعرت به ولكن.. سحبت يدها منه بهدوء شديد بينما تفر دموعها هاربة إلى الخارج ليرى ضعفها مرة أخرى تحدثت بخفوت وهي تبتسم ويدها تزيل تلك المياة من على وجنتيها
يزيد لو بيحب مروة بجد كان حماها من كل حاجه بتاذيها سواء كانت أهله أو هو يزيد لو بيحب مروة كان قالها اتجوزتك علشان كذا وكذا لكن أنا بحبك وعايزك يزيد لو بيحب مروة مكنش سمح لحد يقرب منها ومن اللي يخصها يزيد ضعيف وجبان يزيد خايب
وخاېف هو ده يزيد الحقيقي اللي للأسف أنا حبيته وأمنته على نفسي.. هو في ثقة أكتر من كده
أخفض وجهه ينظر إلى الفراش غير قادر على مواجهة حديثها الذي يراه صحيح ولكن يصعب المهمة عليه استمع إليها تكمل حديثها بتهكم واضح وصريح وكما هي الدموع لا تتوقف عن الخروج من مقلتيها
حياة ايه وعيلة ايه
اللي بتتكلم عنها دي.. نبني عيلة بالكدب والغش أنت مش فاكر كام مرة جيت على نفسي علشان أكون معاك.. مش فاكر كام مرة اتعرضت للإهانة بسببك وبسبب أهلك.. مش فاكر كرامتي اللي اتمسح بيها الأرض.. وفر عليا وعليك يا يزيد وطلقني هو ده الحل الوحيد بينا
رفع رأسه سريعا إليها مندهش من حديثها فهي أخذت قرار ولا تريد الرجوع عنه تريد الإبتعاد عنه وتركه وحده يعلم أن كل ما تتحدث به ما هو إلا من قهر قلبها يعلم أنها تحبه مثله تماما ولكن هو لا يستطيع تحدث بلهفة وخوف مترجيا إياها
بلاش تقولي كده يا مروة اديني فرصة أصلح اللي حصل أرجوكي أنا مش هقدر أعمل اللي بتقولي عليه ده مش هقدر
أزالت دمعاتها ثم هتفت بهدوء شديد وكأن ما تقوله شيء تافهه بلا قيمة
طلقني وابنك هتشوفه وقت ما تحب مش همنعه عنك أبدا ولو خاېف عليه من إني اتجوز بعدك متقلقش أنا عمري ما هعملها
مستحيل.. مستحيل أعمل كده مش هطلقك أنا بحبك وعايزك وابني هيتربى بينا إحنا الاتنين يا مروة افهمي الكلام ده كويس علشان متتعبيش.. شيلي فكرة الطلاق دي من دماغك خدي الوقت اللي أنت عايزاه لحد ما نرجع مش هعترض وهعمل كل اللي تطلبيه ومش هنرجع البلد نهائي لكن طلاق مش هيحصل
دفعته بيدها الاثنين في صدره بحدة وعصبية بعدما استمعت إلى كلماته عاد للخلف قليلا ليراها تصرخ به وهي تبكي بشدة وتنتحب وكأن البركان قد فاض داخلها ليقرر الخروج
اطلبي أي حاجه غير البعد أنا مقدرش على كده.. بلاش ندمر نفسنا علشان غلطة أرجوكي يا مروة.. أرجوكي
اسلبت عينيها عنه وشهقاتها تعلو ثم دون سابق إنذار تحدثت پقهر قائلة بعد أن نظرت إلى عينيه الساحرة
أنا كمان مقدرش على بقى لحد هنا وسيبها في حالها
ابتسم بتهكم شديد وهو يدلك وجهه بيده ويعلم نوايا ابن عمها الحقېر لذا تحدث قائلا
حالها هو حالي.. مروة مراتي ومش هتخلى عنها أبدا
نظرت مروة إلى تامر الذي وجدته يهم الإقتراب منه مرة أخرى وهي تعلم إن حدث هذا ستكون مذبحة صړخت قائلة بحدة
استدارت إلى يزيد ثم أردفت بجدية
لو سمحت أمشي بقى
نظر إليها باستغراب كيف لها أن تطلب من زوجها الرحيل ومن ذلك الأبلة البقاء من الأولى بها
أمشي واسيبك معاه.. وأنا عارف نواياه كويس
أشار عليه تامر متحدثا باستغراب ودهشة
نواياه
ايه اللي المچنون ده بيتكلم عنها..
يزيد كفاية أرجوك
استدارت إلى ابن عمها متحدثة بجدية شديدة وودت أن تغلق أبواب الچحيم عليها قبل أن تأخذ الجميع في طياتها الحاړقة
تامر لو سمحت ممكن تروح تجيب عمي.. أنا عايزاه يتكلم مع يزيد
سألها باستنكار ودهشة قائلا بجدية وهو يشير على يزيد
واسيبك معاه..
نظرت إلى يزيد الذي رأت بعينه نظرة عتاب خالصة وكأنه يقول لها هل أصبحت غريب إلى هذه الدرجة.. فعادت إلى تامر قائلة بحزم
أنت مش هتسبني مع حد غريب يزيد يبقى جوزي يا تامر
ابتسم يزيد بزهو وذهب ليجلس على الأريكة التي بالغرفة ناظرا إلى تامر بهدوء مستفز وود بشدة أن يرد له لکمته مضاعفة سيفعلها لا محالة ولكن لما تريد عمها الآن..
خرج تامر من الغرفة ليفعل ما قالت عليه هي وابتلع نظرات يزيد له وود لو لقنه درسا ليجعله يعلم ما الصواب وما الخطأ ويجعله يعاملها باحترام فقد هلك بسبب نبرتها وهي تترجاه أن يتركها..
بينما مروة نظرت إلى يزيد الذي يعتقد أنها هكذا ستجعل الود يعود وتعطيه فرصة ثانية!..

تشفق عليه حقا فما فعله لا يغتفر ولو بعد حين..
ممكن تحكيلي ايه اللي حصل.. إيمان روحت البيت وكل اللي طالع عليها إنك السبب في اللي حصلها حتى مردتش تخليني أكلم فاروق
نظرت إليه وهو يقود السيارة متجه بها إلى زوجة أخيها القابعة بالمشفى تحدثت بجدية مجيبة إياه
أنا السبب.. لأ السبب هو غل أختك وحقدها على مروة اللي من غير أي سبب
زفر بضيق ثم نظر إليها سريعا وأعاد نظرة إلى الطريق ليتسائل مرة أخرى
طيب ممكن أفهم في ايه
استدارت بجسدها قليلا لتكن في مواجهته ثم تحدثت بضيق وحنق وهي تنوي أن تقص عليه كل شيء حدث
احكيلك من الأول بقى مع أن مكنتش عايزاك تعرف أي حاجه من دي إيمان يا سامر من يوم مروة ما جت البيت وهي وماما عاملين عليها عصابة.. سواء كان تريقة ولا تلقيح ولا مشكلة يوقعوها فيها!... واللي إيمان عملته كتير بصراحة مرة رفعت ايديها على مروة لولا يزيد لحقها
ومرة تانية وقعت القهوة عليها حرقتها ومرة تانية جابت الفستان اللي اتعمل عليه المشكلة ولبستها فيا وهي السبب المرة دي كمان.. حطت الزيت 
وجدته ينظر إليها بعدم تصديق وصدمة شديدة احتلت ملامح وجهه وألقى عليها سؤاله قائلا
إيمان اللي عملت كل ده
أجابته بتأكيد وهي تجعله هو يجاوب
اظنك عارف أختك أكتر مني وعارف كويس أوي أنها تعمل أكتر من كده..
لم يجيبها بل أبعد نظرة عنها وهو يفكر لما تفعل كل ذلك بتلك الفتاة المسكينة فهي في كل الأحوال تخدع من الجميع وأولهم زوجها..
وجدها تكمل مبتسمة بسخرية
وأنا عارفه كمان أنها عاتبتك أنت ووالدتك على خطوبتك مني وقالتلك أنك لازم تسيبني علشان أنا مش هنفعك صح
مرة أخرى يسألها وعقله لا يعمل ولو بنسبة واحد بالمئة مستغرب من أين لها أن تعلم بهذا الحديث
عرفتي الكلام ده منين
منها هي نفسها وعرفت ليه لما كنت بتيجي عندنا مكنتش بتتكلم معاها
أكمل هو بعد أن مسح على وجهه بيده
علشان شدينا سوا لما رفضت اسيبك وقالت كلام كتير غلط في حقي وحق أمي
أومأت إليه بتفهم ثم أردفت بأمل وهي تعتدل في جلستها
مروة بنت كويسة جدا اتمنى مايكونش حصلها حاجه ولا هي ولا البيبي
منذ البداية وهي ليست مخيره قالوا تزوجي يزيد لينتهي الٹأر ففعلت! تحملي يزيد وقساوته وغروره وعنجهيته لتسير المركب بكم فتحملت! أنها عائلته ولن يتغيروا عليك بالصبر فصبرت! أحبك يزيد فأحببته! يهين يزيد ف أفعل وكأني لا أعلم! يبتعد يزيد ف أقترب! يقسوا يزيد ف ألين قلبه! يضرب يزيد ف أعتذر في سبيل 
ولكن ماذا فعل يزيد الآن ما كان إلا رجل يعمل محتال تزوجني ليحتال علي ويأخذ ما أملكه أنا وعائلتي بسبب شيء لا أعلمه إلى الآن..
ماذا فعل يزيد إلا رسم الحب على لوحة ورقية تمزقت عندما علمت الحقيقة المرة
ماذا فعل يزيد إلا أنه سلب مني أعز ما أملك وجعله ملك له في ليالي معدودة إلا وهو قلبي..
نظرت إليه وهو يجلس على الأريكة والدموع عالقة بعينيها بعد هذا التفكير الصريح بما فعله بها وجدته ينظر إليها والتوسل داخل عينيه الأمل
يود أن يحتل ملامحه ولكنه خائڤ الحب بدأ بالظهور مرة أخرى وإن فعل لن تستطيع المقاومة!..
نظر إليها پخوف وضعف غريب تسلل إليه عاجز عن جعلها تسامحه أو حتى تفكر في ذلك عاجز عن قربه منها عاجز عن كل شيء يخصها..
ولكن عليه أن يقص كل ما حدث لها الآن قبل حضور عمها ربما تشفق عليه!..
وجدته يتحدث بهدوء بعد أن اعتدل على الأريكة وأصبح وجهه ينظر إلى الأرضية أسفل قدميه
كنا أغنيا.. جدي وجدك كانوا صحاب وشركا في كل حاجه عملوا شغل كويس مع بعص وجم هنا في البلد دي بعد ما سابوا بلدهم.. في يوم جالهم واحد علشان يدخلهم في تجارة الحديد ويبقوا ناس ليهم وزنهم لما يعملوا مصانع ويظهروا لكن جدك رفض وجدي هو اللي كمل مع الراجل ده
كلماته هذه صحيحة عمها قال هذا بالضبط إذا ليكمل وتعرف أين تلك الثغرة التي لا تفهمها أكمل هو مرة أخرى بعد أن أخرج سېجارة ووضعها بين أسنانه دون إشعالها
الراجل طلع نصاب وجدي كان ساهم معاه بكل اللي يملكه وبقينا على الحديدة جدي ماټ... ووراه أبويا وعرفنا من عمي أن جدك هو اللي بعت الراجل ده وكانوا متفقين سوا أنهم ينصبوا عليه... كل الأملاك راحت ليكم من وقتها وإحنا مصممين نرجع كل حاجه أخدها جدك مننا 
لحد ما جه اليوم اللي زود كل الكره اللي في قلوبنا بعد ما كامل قتل زاهر ووراه ماټت مرات عمي.. البيت كان في حداد على أربع أشخاص طلعوا منه من غير رجعة بسبب عيلتك... وصمننا على الاڼتقام وأننا نرجع حقنا حتى لو بالجواز
مددت جسدها بأكمله على الفراش وعادت برأسها إلى الوسادة بعد أن رفع نظرة إليها ثم هتفت مصححة له
قصدك بالحب.. الحب يا يزيد أسوأ طرق استرداد الحق ويا

سلام بقى لو كان زي حالتك كده الحق بتاعك باطل
مش فاهم تقصدي ايه
سألته بجدية لتستطيع عمها ولما تريده أن يتحدث معه.. وضع رأسه بين يده بعد أن انحنى على نفسه وقد أصبح التفكير مرهق للغاية وهو لا يود شيء غير احتضان زوجته
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 55 صفحات