الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 40 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


ذابلة في كل مكان أيضا طعام متناثر وصينية مهشمة محتويات المرآة متناثرة ومهشمة أيضا..
ما الذي حدث وكأن عاصفة حلت على الغرفة بعد تزينها نظر إلى الحوائط وجدها مزينه بكلمات لم يفهم ماهيتها وأوراق غريبة الشكل أيضا ربما كانت تحضر مفاجأة له ولكن ما الذي حدث لم ينتظر طويلا فقد أخذ يبحث عنها أين هي في ظل كل هذا..

لم يجدها نادى بصوته ولم ترد عليه ربما عند شقيقته ولم تستمع أتى ليخرج من الغرفة وجد شقيقته تدلف على أثر صوته فتحدث بجدية
نادي لمروة يا يسرى
نظرت إلى الغرفة بذهول واستغراب تام وقد حزنت كثيرا على ما فعلوه ليبقى نهايته هكذا
مروة مش عندي وبعدين مين عمل كده في الاوضه دا إحنا قعدنا ساعات نعمل الزينة دي
سألها باستنكار ودهشة قائلا بجدية ولهفة أيضا
مش عندك إزاي اومال فين.. دي مش تحت
نظرت إليه بضيق شديد ثم أردفت بجدية وانزعاج
أنت أكيد زعلتها حرام عليك من الصبح من بتحضرلك المفاجأة دي
أبتعد عنها يزيد ينظر من شرفة الغرفة ربما تكون في الخارج ثم أجابها بفتور قائلا
هو أنا شوفتها أصلا أنا لسه راجع من بره
يعني ايه دي نزلتلك من المغرب تحت
هوى قلبه بين قدميه متقدما منها يسألها بلهفة وخوف من أن يكون ما توقعه من حديثها حدث بالفعل
نزلتلي فين
تحت في المكتب
وجدها تدلف من خلف شقيقته خصلاتها تلتصق على وجهها تقطر المياة من ملابسها الدموع عالقة ب اهدابها الحزن مرتسم على جميع ملامحها لم يتعرف عليها ولا يعرف ما الذي حدث لها في هذه الساعات القليلة..
نظرت إليها يسرى متحدثة بلهفة وخوف عليها وبالأخص بعد رؤية مظهرها
مروة كنتي فين.. وايه اللي حصلك
أجابتها بعد وقت وهي تنظر إليه ولم تحيد نظرها عنه تعاتبه بعينيها الحزينة على ما فعله
سيبينا لو سمحتي شوية
نظرت إليها يسرى وقد احتلت الصدمة كيانها ما الذي حدث معها لما تتحدث هكذا وما الذي حل بالڠرقة هي لا تفهم شيء ولكن على أي حال خرجت وتركتهم وحدهم كما طلبت منها..
دلفت هي إلى الداخل ثم جلست على طرف الفراش غير قادرة قدميها على حملها أكثر من ذلك ولم تحيد نظرها عنه بعد! نظرتها له تحمل العتاب الحزن والخۏف أكثر شيء ولكن هناك ذرة ثقة من تلك التي كانت بقلبها له سابقا تقول
لها أنه يزيد حبيب القلب والعقل والروح لا يفعل شيء ېؤذيها!..
تقدم هو الآخر منها ووقف أمامها لا يدري لما قلبه يؤلمه هكذا منذ أن قالت شقيقته أنها هبطت إلى الأسفل لتراه! ولكن إن استمعت سيكون أفضل بكثير هكذا تكون علمت كل شيء وسهلت عليه مهمته وستسامحه لحديثه عنها..
تحدث قائلا يتساءل بجدية وهو ينظر لمظهرها الغير مرتب بل كان يرثى له
كنتي فين
أجابته بعد أن استمعت إلى سؤاله بهدوء ومازالت نظراتها كما هي تصيبه بالريبة
كنت عند عمي
ضيق ما بين حاجبيه بشدة مستغربا لما كانت هناك عند ذلك البغيض ابن عمها وكيف لها أن تذهب دون إذنه ولما في هذا الجو الغير مستقر بالمرة
كنتي هناك بتعملي ايه..

وإزاي تخرجي من غير ما تقوليلي
وجدها تبتسم بسخرية شديدة ثم وضعت يدها الاثنين حول صدرها تحتضن نفسها وقد بدأت تشعر بالبرد يصل إلى خلاياها فتحدث هو قائلا بجدية خائڤا من أن يصيبها شيء
طب قومي غيري هدومك الأول وبعدين نتكلم
استدار ذاهبا إلى الخزانة وتفكيره يدعوه لإخراج ملابس لها حتى تبدلها بتلك المبتلة ولكن فور تقدمه استمع إلى سؤال واضح وصريح بالنسبة إليها يخرج بنبرة حزن طاغية وقد شق سكون الصمت الذي أتى منها
ليه عملت كده
استدار مرة أخرى ينظر إليها باستغراب ثبت نظره على عينيها الحزينة للغاية وقد وقع قلبه بين قدميه خوفا من القادم ابتلع ما وقف بحلقه وتحدث قائلا
عملت ايه
أكملت متجاهله كلماته وهي تقول بضعف وكلماتها جلبت خلفها الدموع التي كانت توقفت منذ قليل
أنا حبيتك!..
تقدم منها ببطء وهو لا يدري ما الذي يحدث حقا لا يدري!.. هل استمعت حدث شيء عند عمها ماذا يجري تحدث قائلا بهدوء شديد وضعف انتقل إليه
وأنا كمان بحبك
السخرية هي التي سيطرت على جميع ملامحها بعد الاستماع إلى كلماته الكاذبة واستكملت مجيبة إياه بصوت خافض مهلك
كداب ولو بردو أنا 
وقف هو الآخر أمامها متحدثا بجدية
واستغراب يتساءل ليستطيع الإجابة على حديثها
أنت بتتكلمي عن ايه بالظبط
صړخت بوجهه بصوت عال وقد فاض كيلها منه ومن أفعاله وتصرفاته إلى الآن وهو ېكذب!
ما كفاية استعباط بقى ياخي.. ايه لسه مكمل في المسرحية الرخيصة دي
ثم بضعف وبكاء أكملت
عارف أنت لو كنت جيت طلبت مني كل حاجه أملكها كنت هديهالك من غير تفكير.. من غير ما أسألك ليه حتى والله العظيم دا أنا سلمتك نفسي وعشت معاك لوحدي بين أهلك اللي بيكرهوني مستنجده بيك نمت جنبك وأنا مأمنه ليك.. تقوم تعمل فيا كده كل ده علشان شوية فلوس ملهاش قيمة بين الحب اللي فكرته حقيقي
لا يستطيع التحدث ماذا يقول ماذا يفعل يبدو أن هناك شيء خاطئ ولكن هو السبب به هو فهم الذي تتحدث عنه..
أردفت مرة أخرى والدموع تتهاوى من عينيها لتمر على وجنتيها الحمراء بشدة لا تدري من أي سبب
بتقولهم حاضر بس كده هعمل كل اللي انتوا عايزينه.. ما انتوا أهلي وأولى ليا من أي حد... طب وأنا وأنا ايه مش قولتلي أنك بتحبني.. مش قولت عايز تخلف مني وتكمل معايا ولا ده كمان كان علشان الفلوس وتضمن أنك هتاخد كل حاجه من عيلتي
تحدث قائلا بضعف هو الآخر وقد قټله حديثها ينظر إلى عينيها الحزينة وهو لا يدري ما الذي يقوله لها في هذه الحالة
مروة أنا مكنتش هعمل كده صدقيني.. طلما سمعتي دي يبقى سمعتي الباقي.. كملي
ابتسمت بسخرية متحدثة وهي تشير إليه
عايزاني استنى أسمع ايه بعد كده. اسمعك وأنت بتقول ايه أكتر من كده ولا كنت استنى لما اسمعك وأنت بتقول خلاص أنا أروح اطردها أحسن! أسمع ايه يا يزيد أكتر من كده
اجاب پقهر هو الآخر وقد فهم أنها لم تستمع إلا لكلمات السخرية التي تحدث بها مع عائلته ولم تستمع إليه وهو يدافع عنها قائلا بأنها حبيبته وزوجته ويالا سخرية القدر
كنتي اسمعي.. كنتي اسمعي وأنا بقول قد ايه بحبك وقد ايه أنا سعيد معاكي.. وأنا بقول أن عمري ما هعمل فيكي كده
احتضنت جسدها وقد بدأت حقا بالشعور بالبرد وإلى الآن ملابسها مبتلة مياة بكت بدون مجهود وأصبح صوت بكائها عالي أكثر من السابق
بتكدب ليه خلاص كل حاجه بانت قول أنك مش عايزني قول أنك مش بتحبني خلاص هي كده خلصت
قبض على يدها بشدة يتحدث بجدية شديدة وإصرار على التكملة
لأ مخلصتش أنا مش بكدب أنا بحبك.. بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس.. مش عايز أي حاجه منك غيرك يا مروة.. والله العظيم من أول
لحظة حسيت بحبك وأنا صرفت نظر عن الموضوع ده خالص وعرفتهم أكتر من مرة وآخر مرة كانت النهاردة ياريتك سمعتي للآخر وكنتي فهمتي يا مروة قد أنا بحبك ومحتاجك
ألقت نفسها بين أحضانه دون سابق إنذار بكائها يزداد وصوت شهقاتها يعلو في أذنه
مش قادرة اصدقك يا يزيد.. مش قادرة أنا كنت عملالك مفاجأة الاوضه كانت متزينه علشانك.. كنت هقولك إني..
صمتت لبرهة وهي تبتلع ما وقف بجوفها فكرت للحظة ثم عادت عن ما برأسها لتقول وهي تنتحب وتشدد على احتضانه
كنت هقولك إني بحبك.. ليه يا يزيد أنا عليتي معملتش أي حاجه فيكم عمي قالي كل حاجه حرام عليك ليه تعمل فيا كده
شدد هو الآخر على احتضانها وقربها

منه ثم انتقلت إليه عدوى البكاء منها لتخرج الدموع من عينيه حزنا على ما يحدث بينهم منذ اللحظة الأولى وتحدث بضعف متوسلا
والله وأنا بحبك يا مروة.. عمري ما فكرت أاذيكي.. أنت روحي إزاي بس هعمل كده
شعرت ببكائه!.. هل هو يبكي حقا هل يحبها أم ېكذب لا تدري شيء لا تدري هل كل ما مر عليهم كان كڈب ابتعدت عنه ثم تقدمت ناحية الخزانة وأخرجت صندوق كبير وضعته على الفراش ثم فتحته وكان يحتوي على مجوهرات وزينة من الذهب وثمة هناك أشياء أخرى سألته باستغراب وجدية
طب ليه كنت بتجيب هدايا غالية كده طلما عايز تاخد فلوسي.. ليه جايبلي عقد ألماس. وليه كل الدهب ده. ولا يكونش فضة وبتضحك عليا
تقدم منها ومازالت الدموع عالقة ب اهدابه هو الآخر ليقول بنفي وثقة مؤكد حديثه
والله أبدا يا مروة كل ده أصلي
طب ليه يا يزيد
جلس على الفراش بضعف ثم نظر إليها وتحدث بجدية وإرهاق داهمه وهو لم يفعل شيء بعد
منكرش أن ده كان سبب الجواز من الأول بس والله العظيم من وقت ما حبيتك ونسيت الموضوع كله.. يمكن أهلي منسوش بس أنا رفضت النهاردة بس قررت أني هقولك كل حاجه ونسافر بعيد
أتت مرة أخرى وجلست جواره ثم احتضنته لتنعم بأخر عناق منه بعد ما قررت فعله وقد شعر بذلك! شعر بأنها ستذهب دون رجعه بعد كل هذا الحديث وهو لا يدري ما الذي يفعله..
عانقته وبدأت في البكاء بصوت مرتفع وهي تضغط عليه بشدة وقد قابلها بالمثل مع اعتذارات كثيرة يكررها بين بكائه واعترافات كثيرة بعشقه لها ولكنها
لم تكن تستمع إلى أي شيء يقوله بل كانت تتذكر لحظاتهم سويا وحبها له.. تفكر كيف ستتركه ولكن ستفعل..
ابتعدت ووقفت على قدميها ثم قالت وهي تزيل دمعاتها محاولة السيطرة على صوت بكائها
ورقتي توصلي بيت بابا يا يزيد
وقف على قدميه سريعا محاولا التحدث بعد أن ألقت عليه هذه الصدمة ولكنه وجدها أصبحت خارج الغرفة! سريعا ذهب خلفها للخارج...
ركضت لتذهب إلى منزل عمها ومن ثم إلى منزل والدها خطوة وتهبط الدرج لتستمتع إلى صوت يسرى الصارخ وهي تحذرها الهبوط
متنزليش يا مروة في زيت عندك
وجدت يسرى يزيد يأتي ركضا هو الآخر والهلع مسيطر عليه فحذرته النزول ببطء وقد فعل ليصل إليها سريعا وهي ملقاه على الأرضية بين يدي شقيقته فاقدة للوعي بعد أن استأذن منها وقد استسلمت له ليأخذها من هذا الواقع!..
تحدث پذعر وهو يحرك يده على وجهها بعد أن أتت والدته هي الأخرى على صوت صړختها
مروة حبيبتي.. مروة!
قالت يسرى پذعر متذكرة حمل مروة والذي كانت ستخبر زوجها عنه
يزيد الحقها مروة حامل
رفع نظرة إليها پصدمة.. صدمة فقط لقد ذهل متى! متى كانت حامل دون أن تخبره وكيف ولما ما الذي يحدث من حوله سألها پخوف شديد وهو من الأساس لا يدري بماذا يفكر وماذا يفعل
يعني ايه
مروة حامل وكانت هتقولك النهاردة
وقد كان الحزن في هذه الليلة يسيطر على الجميع والجميع هنا خاص ب يزيد و مروة
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 55 صفحات