رواية ظلها الخادع بقلم هدير نور
تنتبه لها مما جعل قدمها تلتوى اسفلها بقسۏة... نهضت سريعا تواصل الركض تتبع طريقها نحو الشركه عارجه بقدمها المصابه التى كان الالم يفتك بها لكنها لم تهتم ادارت رأسها للخلف محاوله معرفة ما اذا كان ذلك الرجل لا يزال يتبعها...
لكن انطلقت صړخة فازعه منها عندما اصطدمت بقوة باحدى الاشخاص الذى لم تنتبه اليه اثناء ركضها مما جعلها تكاد تسقط على الارض لكن جاءت يدين قوية تتمسك بكتفيها مثبته اياها فى مكانها بحزم مانعا اياها من السقوط تراجعت مليكه للخلف پذعر محاوله الافلات من قبضه ذاك الغريب و صرخه من الخۏف تكاد تفلت منها لكن فور ادراكها ان الشخص الذى اصطدمت به ليس الا نوح الذى تشددت يديه فوق ذراعيها محاولا تثبيت هاتفا بقلق بعد ان لاحظ وجهها الشاحب وجسدها الذى يرتجف بين يديه
اجابته مليكه بصوت مرتجف ضعيف بينما تكافح لالتقاط انفاسها بصعوبه
مم...مفيش فى حاجه....
تراجعت الى الخلف بعيدا عن جسده الذى كان يحاصرها مما جعل يديه تسقط بجانبه
اكملت بصوت منخفض وهى تشير نحو الطريق السريع الذى بالاتجاه الاخر من موقف سيارات الشركه
انا...انا كنت بدور على تاكسى و......
هو ...هو انت ممكن توصلنى لحد اى مكان لو حتى قريب من هنا وانا و انا هبقى اشوف تاكسى لان مفيش تاكسيات فى الوقت ده
وقف نوح ينظر بشك الى الطريق الذى كان خلفها فقد كانت سيارات الاجرة تملئ الاتجاه الاخر من الطريق ليعلم بانها تخفى شيئا ما....
مليكه....
همهمت مجيبه اياه ممرره يدها المرتجفه فوق شعرها بارتباك بينما تنقل ثقل جسدها الى قدمها السليمه حيث كان الالم بقدمها لا يطاق
ايه اللى وحصل....!
ليكمل پحده مشيرا بيده بتحذير عندما همت مليكه بفتح فمها محاوله اجابته بعد ان اخذ عقلها يبحث سريعا عن حجه يصدقها
متحاوليش تكدبى ايه حصل وخلى....وشك يتخطف وجسمك يرتعش بالشكل ده....
رفعت رأسها تهتف سريعا بعد ان وقعت عينيها فوق قدمها المصابه
اصل انا وقعت .....
غمغم نوح متفحصا وجهها و شفتيها المرتجفتين بشك
وقعتى...!
اومأت رأسها وهى تكمل سريعا
اتكعبلت فى حجر و وقعت والدنيا كانت ضلمه وانا بخاف من الضلمه.....
عن اى ضرر قد اصابها
حصلك حاجه...!
هزت مليكه رأسها بالنفى ما جعله يزفر بارتياح قبل ان يتمتم بهدوء و هو يتفحصها بعينين دقيقه ثاقبه فقد كان يعلم بان هناك شئ اخر سبب لها الذعر المرتسم بعينيها
غيره....
عقدت مليكه حاجبيها بعدم فهم
غيره ايه !..
اشار نوح باصبعه الى وجهها الشاحب
اجابته مليكه بارتباك
مم..مفيش حاجه تانيه حصلت علشان اقولها.... لكنها ابتلعت باقى جملتها تراقبه باعين متسعه بالذعر و هو يتحرك من مكانه يتجه نحو داخل موقف السيارات متجاوزا اياها..قبضت على ذراعه سريعا هاتفه پخوف
انت...انت رايح فين !
اجابها بهدوء و عينيه مسلطه فوق يدها التى تتشبث بذراعه
هروح اشوف اللى مخوفك اوى كده و مخليكى واقفه مش على بعضك...
شحب وجه مليكه اكثر من قبل فهى لايمكنها جعله يذهب
الى الداخل
فهؤلاء الرجال لايزالون بالداخل يتناولون المخډرات مما قد يتسببوا له بالاذى
بلاش...بلاش تروح هناك....
اقترب منها مرة اخرى هامسا بصوت لاذع وعينيه تلتمع پحده
ليه...!
لم تجد مليكه حل امامها سوا ان تخبره بما حدث بدأت تخبر بكل ما حدث كان هو يستمع اليها شاعرا بالڠضب يغلى بعروقه اشتعلت عينيه بالقسۏة هاتفا پشراسه
و لاد ال..... دول بيعملوا اى هنا فى ...و فين الامن اللى بتاع....
ليكمل واضعا يده فوق مرفقها يحثها على التحرك معه نحو سيارته التى كانت مصفوفه بالقرب منهم
تعالى...
صړخت مليكه متألمه عندما حاولت التحرك فقد اصبح الالم بها لا يطاق قضب نوح حاجبيه فور سماعه صړختها تلك تمتم بلهفه وهو يمرر عينيه بقلق فوق جسدها
مالك فى ايه....
همست مليكه بصوت ضعيف مرتجف
رجلى اتلوت وانا كنت بجرى.....
انحنى على عقبيه امامها فور سماعه كلماتها
همست بصوت مرتجف واضعه يدها فوق كتفه تستند عليه حتى تضبط من توازنها
انت ..انت بتعمل ايه..!
جعلت قلبها ينبض بقوة اخذ يتفحص قدمها برقه محاولا التأكد من انه لا يوجد كسر بعظامها
نهض بعد ان ترك قدمها اخيرا متمتما بوجه مقتضب
مفيش كسر....متخفيش
صړخت مليكه فازعه عندما انحنى نحوها بصمت حاملا اياها بين ذراعيه بسهوله صاحت مليكه
انت...انت بتعمل ايه نزلنى..!
لم يجيبها نوح واتجه بخطوات سريعه واثقه كما لو كان وزنها لا يمثل شيئا بالنسبه اليه فتح باب سيارته ثم وضعها بالمقعد الخلفى
خاليكى هنا اوعى تتحركى من مكانك....محمود السواق ٥ دقايق و هيبقى معاكى
ثم خرج من السياره مره اخرى موصدا ابوابها جيدا بالقفل الالكترونى ..
فتحت زجاج السياره تهتف بلهفه فور ان رأته يبتعد عن السياره نحو المكان الذى كان يقف به هؤلاء الرجال
نوووح....
تجمدت خطواتهعن الحركه فور سماعه لها التف نحوها مقضب الحاجبين مما جعل وجنتيها تشتعل بالخجل مدركه على فور ذلة لسانها
اق..اقصد نوح بيه...
لتكمل سريعا
انت رايح فين..!
هتف پحده عندما رأها تحاول فتح باب السيارة الموصد
قولتلك خاليكى مكانك و متتحركيش
ثم اكمل طريقه بصمت دةن ان يعطى اهتمام لصړاخها الحاد باسمه...
بعد مرور عدة دقائق....
كانت مليكه تستند الى ظهر المقعد تراقب بعينين نصف مغلقه محمود السائق الخاص بنوح الذى كان واقفا بالخارج يستند على اطار السيارة الامامى فتحت مليكه الزجاج
محمود...
التف اليها مجيبا اياها
ايوة يا مليكه...!
تمتمت مليكه بارتباك
هو نوح بيه راح فين ....
اجابها محمود بهدوء بينما ينفث دخان سيجارته التى بيده
شكل فى عيال حراميه فى البركينج من جوا و نوح باشا و الامن راحوا يشوفوا الحكايه دى..
ليكمل بسخريه و هو يرمقها بنظرات ذات معنى
و امرنى افضل مستنى قدام العربيه ومدخلهاش الا لما هو يجى...
اغلقت مليكه سريعا زجاج السيارة شاعره بالډماء تندفع الى خديها من شده الخجل ففيما سوف يفكر بها الان...
بعد مرور نصف ساعه...
شاهدت مليكه نوح يتجه نحو السياره و يتبعه عدة رجال من افراد الامن وقف يتحدث اليهم و على وجهه تعبير حاد مظلم تبينت مليكه من التعبير الذى ارتسم فوق وجوه هؤلاء الرجال انهم يتعرضون للتوبيخ من قبله اعتدلت فى جلستها عندما رأته يتجه نحو السيارة مشيرا برأسه بصمت لمحمود بينما يصعد بجانبها بالسياره التف اليها قائلا باقتضاب
مكنش فى حد ....الامن قلب البركينج كله
همست مليكه بصوت مرنجف
اكيد...اكيد مشوا
اومأ لها برأسه قائلا
شددت الحراسه حاولين الشركه علشان المهزله دى متكررش تانى...
ليكمل و عينيه مسلطه بتركيز فوق ساقها
رجلك عامله ايه...تحبى اخدك و نروح المستشفى
هزت مليكه رأسها سريعا قائله
لا ...لا انا...انا بقيت كويسه
ظل عدة لحظات يرمقها بنظرات تملئها الشك قبل ان يلتف الى السائق ويعطيه عنوان منزلها...
قضوا طوال الطريق صامتين حتى سقطت بالنوم ظل نوح جالسا بمكانه يتأمل بضيق الارهاق والتعب المرتسم فوق وجهها...
استيقظت مليكه عندما شعرت بيد تهزها بلطف فتحت عينيها ببطئ مما جعل نوح يحبس انفاسه فور ان رأى جمال حدقتيها الفيروزيه هز رأسه بقوه متمتما پحده
وصلنا....
اعتدلت مليكه فى جلستها ترفرف بعينيها عده مرات حتى تستوعب ما حولها لترى ان السيارة تقف امام العمارة التى تسكن بها تناولت حقيبتها تستعد لفتح الباب شاكره اياه بصوت ناعس منخفض قبض فوق ذراعها متمتما بتردد
هتقدرى تمشى على رجلك.. !
هزت
رأسها مجيبه اياه سريعا و هى تفتح باب السياره غير راغبه بمساعدته لها اكثر من ذلك
اها...رجلى بقت كويسه تمام الحمد لله
مليكه... كويسه..حصلك حاجه !
تعالى هنروح المستشفى....
لا ....انا ..انا كويسه
زفر نوح بضيق متمتما بنفاذ صبر
لازم تروحى المستشفى علشان نطمن ان مفيش كسر......
قاطعته مليكه بصوت منتحب فهى تكره المستشفيات فقد امضت بها اكثر من نصف عمرها بسبب مرض والدها
بلاش علشان خاطرى....انا..انا و الله كويسه
لاحظ نوح الخۏف والذعر المرتسمان فوق ملامح وجهها الخلاب مما جعله يستسلم لها اخيرا فسوف يأخذها الى منزلها و من هناك سوف يتصل بالطبيب ليأتى و يفحصها....
وضع يده اسفل ساقيه واخرى حول خصرها ثم رفعها بسهوله متجاهلا صړختها المحتجه صعد بها درج عمارتها بخفه حتى وقف امام باب شقتها تناول منها المفتاح
ايه اللى انتى مش فاهماه فى كلمه متتحركيش مش فاهم..
لم ينتظر اجابتها و اتجه
نحو مطبخها لجلب بعض قطع الثلج حتى يضعه فوق قدمها المصابه بينما يبحث عن اسم الطبيب فى هاتفه.
لكنه خرج من المطبخ سريعا فور ان سمع صوت طرقات متتاليه حاده فوق باب منزلها يكاد الباب يسقط من قوتها...وصوت امرأه بالخارج تصيح بهستريه
افتحى.....افتحى يا وسخه يافاجره يا بتاعت الرجاااااله افتحى.....
ظلها_الخادع
الفصل_الخامس
اتجه نوح نحو مطبخها لكى يجلب بعض قطع الثلج حتى يضعها فوق قدمها المصابه بينما يبحث فى ذات الوقت عن رقم الطبيب فى هاتفه
لكن جذب انتباهه صوت طرقات متتاليه حاده فوق باب منزلها يكاد الباب يسقط من قوتها...و صوت امرأه تصيح پحده
افتحى.....افتحى يا وسخه يا بتاعت الرجاااااله افتحى.....
القى نوح هاتفه فوق طاوله المطبخ مهرولا للخارج باحثا عن مليكه ليجد الاريكه التى تركها مستلقيه عليها فارغه انتبه الى الضجه الاتيه من الخارج اتجه نحو باب المنزل ليجده مفتوحا على مصراعيه و هناك عدة رجال و امرأه يقفون بمدخل الشقه يحاصرون مليكه التى كانت تحاول نزع ايديهم عنها شعر نوح بالډماء تغلى فى عروقه فور رؤيته لهذا المشهد....
صاحت المرأه پحده ما ان رأته واقفا
شوفتواااا اهووو راجل فى بيتها و فى نصاص الليالى الڤاجرة زى ما قولتلكوا و مش اول مره يجيلها لا ده ك.........
قاطعها نوح بصوت حاد صارم اخرسها على الفور بينما عينيه مسلطه فوق مليكه التى كانت واقفه بينهم بجسد مرتجف و وجه شاحب كشحوب الامۏات
ايه يا ست انتى...ايه الدوشه اللى انتى عاملها دى..
ارتبك وجه ازهار فور سماعها نبرته الحاده تلك اخذت تتفحصه باعين ثاقبه قلقه لتعلم على الفور من مظهره و هالة القوة التى تحيطه بانه ليس شخصا عاديا بلا من اثرياء البلد مما جعلها تغلق فمها عما كانت تنوى قوله على الفور.....
صاح احدى الرجال الواقفين
انت بتعمل ايه هنا...دى مش اول مره نشوفك فيها هنا فى شقتها....
قال پغضب
من الاخر كده انتوا عايزين ايه بالظبط .....!
اجابه احدى الرجال الواقفين پغضب
لو فكر اى حد فيكوا بس ېلمس شعره واحده منها انا همحيه من على وش الدنيا....
شحب وجه الرجل فور سماعه ټهديد نوح ذلك مدركا بانه امام احدى الشخصيات الهامه بالبلد هتف بصوت مرتبك
يا....يا باشا مشكلتنا مش معاك انت...اتفضل امشى و احنا هنتصرف معها....
تشبثت مليكه بقميص نوح فور سماعها تلك الكلمات مسترجيه