الخميس 28 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 22 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


عايز ايه ومحدد وراسم حياتى بالتفصيل وبالورقة والقلم زى مابيقولو لما قابلتك برجلتيلى كل حاجة بقيت حاسس فجأة انى مسئول عنك عاوز اهتم بيكى اقربلك صورتك كانت على طول قدامى فى كل لحظة بتجننى قاومت احساسى بيكى بكل الطرق بكل الطرق يا صوفيا حاولت اقنع نفسى بكل المتناقضات اللى بينا بس عقلى عمره ما
سعفنى وكأنى فجاة بقيت بفكر بقلبى وبس او ان قلبى بقا هوا عقلى مش عارف بس الاتنين رافضين انى ابعد عنك وشايفين انى بعدك ممكن يموتنى يا صوفيا 

اتسعت حدقتاها وكل حواسها تحاول استيعاب ما يوجهه لها من كلمات تمس مشاعرها برقة وبسحر لم تعرفه ابدا كادت بالفعل ان تفقد الوعى وهو يسألها في حب 
تتجوزينى يا صوفيا 
شهقت وهى تضع كلتا يديها على ثغرها وهتفت فى تلعثم 
زين ده معناه ايه 
احتوى وجهها بين كفيه وأردف في رقة 
معناه انى عايزك تفضلى جنبى طول الوقت معناه انى مش هخليكى تخافى تانى معناه انى هعلمك كل اللى المفروض تتعلميه عن دينك وبلدك وكل حاجة 
عادت ابتسامتها الطفولية للظهور قائلة فى خبث 
يعنى بس كدة مش عشان بتحبنى 
ترك وجهها وقال وهو يتظاهر بالجدية 
مش لازم الواحد يكون بيحب واحدة عشان يتجوزها يعنى 
ممكن يكون بېموت فيها مثلا 
اول درس هعلمه لحبيبتى انه مينفعش تقرب لحد بالشكل ده غير جوزها وبس 
هزت كتفيها قائلة فى بساطة 
ما انت هتبقى جوزى 
رد وكأنه يجاري طفلته 
خلاص متستعجليش 
وتنهد وهو ينظر للمكان حوله ويضيف 
اما بقا تانى درس فده ليا وليكى مينفعش نكون انا وانتى موجودين فى مكان مقفول كدة لوحدنا ده مش هيتكرر تانى مفهوم 
ابتسمت وهي تشير بيدها كتحية عسكرية هاتفة في مرح 
مفهوم 
نظر لعينيها للحظات يأخذ جرعته المعتادة من سحرهما الذى ادمنه قبل أن يتراجع بخطواته الى الخلف حيث الباب الذى حين هم بفتحه نادته 
زين 
بحبك 
رد وهو يتظاهر بالغرور 
عارف 
تمتمت من بين اسنانها 
غلس 
ضحك في عبث 
عارف برضه 
واغلق الباب تاركا اياها فى سعادة تعيشها للمرة الأولى منذ ان ولدت عرفت من الان فصاعدا الى اى شىء ستنتمى ستنتمى الى زين الى حبه الى كل شىء يتعلق به 
الى عائلته وطنه حياته من هذا الوقت اصبح زين هو الحياة نفسها ولكن تبا لتلك الكلمة لا صوفيا لا تفكرى فيها من الان واستمتعى فقط بحب زين الذى اغرقك فيه منذ لحظات زين اى حب هذا الذى سقطت به معك يا الهى كم اعشقك 
اخذ ينظر اليها حين أطالت الوقوف على قبر ابيها لوقت ظنه اكثر من اللازم اصرت ان تذهب اليه قبل ان يذهبا لأى مكان نظر الى ساعته ليعرف كم مر من الوقت لقد مكثت ما يقرب من الساعة دون ان تشعر 
طلبت منه ان يبتعد قليلا ليتركها تناجى اباها يظن أنه أعطاها مايلزمها من وقت تنهد وهو يتجه اليها ربت على كتفها فى حنان قائلا 
ايلينا 
معقول يا ايلينا الموضوع خلاص عدى عليه شهور 
انا مش بعيط يا يوسف انا بس كنت بتكلم معاه واطمنه على نفسى ومن غير ما حس عينى دمعت 
التمعت عيناه وسألها في هيام 
اتكلمتو على ايه 
نظرت له فى حب مماثل وأجابته 
كلمته عنك قولتله ان ربنا عوضنى بهدية جميلة قولتله انى سعيدة اوى يا يوسف قولتله انى بطلت اخاڤ خلاص قولتله ان فيك كل الصفات اللى اتمنتها فى جوزى واكتر قولتله قولتله انى بحبك اوى يا يوسف 
زفر في غيظ هذه المرة وهو يقول 
انتى جاية تقوليلى الكلام ده هنا ربنا يسامحك وانزل كفيه من على وجهها مواصلا 
اسمحيلى انا بقا اشتكيلو منك 
واقترب من قبر محمود قائلا 
بنتك بقا يا عمى مش عايزة تحن عليا وتحدد معاد الفرح 
شاكسته بنفس طريقته وهتفت كأن أباها يحتاج لصوتها المرتفع ليمكنه سماعها من العالم الاخر 
وانا قولتله يا بابا مادام مستعجل مش لازم فرح 
هز رأسه نافيا بشدة 
اه طبعا انا مستعجل بس هفضل مصر على الفرح دى هتبقى اسعد ليلة فى حياتى كلها ولازم تكون لها ذكرى خاصة لو فضلتى تأجلى للسنة الجاية هستحمل يا ستى ايه رأيك بقا 
واضاف وهو ينظر الى قبر ابيها 
حنن قلبها عليا شوية يا عمي انا مش هستحمل سنة بجد 
شهر كويس 
كتير برضه يا ايلينا بس أرحم من سنة 
فكل يحب بطريقته حتى وان كانت تلك الطريقة لاتلائم معشوقه ابدا تتمنى الا تجرفها مشاعرها فتعميها عما قد يفعله يوسف من 
استفاقت على لمسته وهو يحتوى وجهها بين كفيه مجددا كأنه يواجه كل أفكارها بفيض مشاعره 
انتى اغلى حاجة عندى يا ايلينا اوعى تخافى ابدا وانا جنبك ححميكى حتى من نفسى اوعدك بده قدام ربنا وقدام ابوكى وانتى كمان اوعدينى انى عمرك ما هتبعدى عنى او حتى تفكرى اوعدينى ايلينا 
ابتسمت وهي تهمس 
طول ما بتحافظ على عهدك ليا اوعدك يا يوسف 
أما زين فقد اتخذ قراره بالفعل بالزواج من صوفيا ولم يتبق سوى ان يخبر والديه دلف الى المنزل وهو يطلق صفيرا مبهجا ويضع يده فى جيبه حتى وصل الى غرفة المكتب الخاصة بأبيه فدق الباب ودخل بعد ان سمح له محمود بالدخول 
رأى اباه جالسا فى تحفز وكأنه ينتظره جلس أمامه فى توتر فتمعن به محمود قائلا 
خير يا زين 
أنا قررت اتجوز 
رفع محمود حاجبيه ونهض ليجلس مقابلا لولده قائلا فى

سخرية 
ده يوم الهنا وياترى مين العروسة بقا اللى كنت خارج من عندها من شوية ولا واحدة تانية 
نهض زين متجاوزا ذهوله لينفي ظن أبيه بسرعة 
بابا لو سمحت بلاش تفهم غلط 
نهض محمود بدوره ليواجهه في حدة 
وانا اللى بقول عليك اعقل اخواتك ده كله يطلع منك منك انت يا زين 
رد زين فى دفاع مستميت 
بابا ارجوك انت فاهم غلط انا فعلا بحب صوفيا وعاوز اتجوزها 
هتف والده من بين اسنانه فى ڠضب 
بتايه ومين دى اللى تتجوزها ان شاء الله واحدة خواجاية منعرفلهاش اصل من فصل ولا عارفين اتربت ازاى ولا على ايه تتجوزها ازاى وتأمنها على بيتك وعيالك 
حاول زين تمالك غضبه ووالده يلحق الظلم بصوفيا من جديد فقال بعد ان زفر فى بطء 
بابا لو سمحت انا اعرف كل حاجة عن صوفيا هيا محتاجة لوجودى جنبها وانا مش هتخلى عنها ابدا 
تراجع محمود متهكما 
قال محمود وهو يدور حوله كأنه يحاول ان يفقده تركيزه 
ولما هوا كدة كنت بتعمل ايه معاها لوحدكو ودى اول مرة ولا عملتوها قبل كدة كتير من ورانا حصل ايه بينكو خلاك عاوز تعجل بال 
قاطعه زين وهو ېصرخ به 
تنفس فى عمق وهو يمسح حبيبات العرق التى تجمعت على جبينه فلم يظن ان معركته مع ابيه ستكون بتلك الشراسة 
انا مش بطلب حاجة عيب ولا حرام انا بحب صوفيا وهتجوزها ولازم تعرف ان مهما حصل مش هتخلى عنها ابدا 
دخلت سميرة فى تلك اللحظة وهى تقول فى قلق 
صوتكو عالى ليه ايه يا زين مالك فى ايه 
نظر زين الى والده دون ان يعلق وبعدها نظر الى امه قائلا 
بعد اذنكو 
راقبه محمود فى حنق حتى خرج واغلق الباب خلفه لينظر الى سميرة هامسا فى ڠضب 
شوفتى اللى عملنا حسابه حصل 
واشار الى الباب حيث خرج زين وقال 
البيه ابنك العاقل اللى فيهم عاوز يتجوزلى صوفيا 
شهقت سميرة وهى تضع يدها على صدرها 
يا نهار اسود الواد اټجنن على كبر ولا ايه 
ووضعت يدها على رأسها وهى تتمتم 
هنعمل ايه يا محمود نطردها وخلاص ونرتاح 
حك محمود ذقنه بسبابته قائلا 
دى ضيفة مرات ابنك انتى ناسية وبعدين مين قالك ان ده لوحصل ابنك مش هيتمسك بيها زيادة 
قالت سميرة وهى تتهالك على المقعد 
والعمل ايه 
تنههد محمود في عمق 
يمكن لو هوا عرفها على حقيقتها وعرف اد ايه هوا موهوم وخلاص يرجع هوا من نفسه 
رمقته سميرة فى حيرة بينما شرد هو فى عالم اخر لايفكر فى شىء سوى ان يبعد تلك الشقراء عن حياة ابنه بأى ثمن 
الفصل الرابع عشر 
وضعت يدها فى يده وهي تتمشى بالقرب من النيل حين توقفت فجأة عن السير لتقف أمامه تهتف في صدمة 
أنت بتقول ايه يا سامح مستحيل أعمل اللي بتقول عليه ده 
رد عليها فى حنق 
يبقى مش بتحبيني يا ايتن 
هزت رأسها فى عڼف نافية زعمه كأنه اتهمها بالخېانة العظمى 
أنت متأكد اني بحبك بس اللي بتقوله ده صعب 
ابتسم في تهكم 
بتحبيني بأمارة ايه بقا كل حاجة اطلبها منك ترفضيها معندكيش ذرة ثقة فيا ولا فى حبي ليكي روحتي اتخطبتي لواحد تاني وتقولي ڠصب عني طب ڠصب عنك لحد امتى 
امسكت رأسها وهي تهتف في انفعال 
انت مش فاهم حاجة انا أكيد هلاقي حل غير ده 
زفر فى ضيق وهو يشيح بوجهه قائلا 
حل حل ايه كام شهر عدى والوضع على
ماهوا عليه عاوزاني استنى لحد الفرح يعني ولا ايه 
واضاف وهو ينظر اليها فى حنق 
ايتن انا هبقا هتجنن لما بتخيله قاعد معاكي أو بيكلمك أو حتى بتبصيله ببقا ھموت وهوا من حقه كل حاجة وأنا مش من حقي أي حاجة 
عقدت ساعديها لترد في ضيق فاق غضبه وتخطاه 
أنا قولتلك كام مرة تروح تكلم بابا بس أنت رفضت 
رفع حاجبيه وهو يضع يديه في جيب بنطاله قائلا بطريقة سفه به كثيرا من تفكيرها 
أكلم باباكي عشان يرفضني ويطردني من قدامه لا خلصت دراستي ولا أهلي معاهم فلوس زيكم هيوافق عليا ازاي ده مش بعيد يخلي ابن عمك يكتب عليكي عشان يبعدنا للأبد 
وصمت للحظات قبل أن يتمعن بها يراقب تعابير وجهها وتأثره بكلماته 
أنا انسان عملي بفكر بعقلي لحل مشكلتنا دي لكن انتي اللي واضح أنك محبتنيش كفاية أو محبتنيش من أصله 
دمعت عيناها وتحشرج صوتها وهي تضم كفيها الى بعضهما في رجاء 
أنت عارف اني بحبك فبلاش الكلام ده أرجوك 
أفلت ضحكة ساخرة وهو يمسح وجهه بكفيه 
مش بالكلام يا ايتن أنا خلاص تعبت مش هفضل مستني لحد ما يزفوكي لابن عمك قدامي اتفضلي روحيلو عيشي مع واحد بتكرهيه بس عشان خاېفة تواجهي وأوعدك انك مش هتشوفي وشي تاني 
أمسكت بكفه تتوسله في خوف 
أرجوك يا سامح استنى اديني فرصة اللى بتطلبه صعب صعب 
انتزع يده فى عڼف وهو يهتف في صرامة 
لو بتحبيني بجد مكنش هيبقا صعب لكن انتي بتحبي تضيعي وقتك وانا أسف مش هكمل مع واحدة أنا مش واثق من مشاعرها ناحيتي 
وضعت يديها على ثغرها تقاوم شهقاتها وهي تراقبه يرحل من أمامها ويبتعد 
تشعر بروحها تنتزع من جسدها وتصاحبه تعلقت به واعتادت اهتمامه لايمكنها تخيل لحظاتها القادمة دونه فمنذ ان اقتحم حياتها دون سابق انذار وهى لاترى سواه 
فقط شهور قليلة هو كل مااحتاجه ليسخر كل ذرة من تفكيرها له 
ماذا ستفعل فى هذا الخواء الذي سيتركه بداخلها هل كان عليها أن تستجيب له وتثق به للنهاية دقات قلبها تتزايد فى هلع وهي تراه يختفى تماما من أمامها 
تود لو لحقت به
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 66 صفحات