رواية سيد القمر الاسود بقلم زينب مصطفي
انتي مكلتيش حاجه من الصبح
هزت حبيبه رأسها برفض وقالت بصوت متعب ومبحوح من أثر البكاء
انا خلاص مش عاوزه اكل ..انا هروح انام
رفع عمر المنشفه عن شعره ومرر يده بافتتان في خصلات شعرها السوداء المبلوله وقال بحنان
مفيش نوم الي لما تتعشي الاول تعالي ناكل انا وانتي ..انا مكلتش حاجه من الصبح واليوم كان طويل ومتعب وحاسس اني مېت من الجوع
وبعدين الاكل الي انتي طبخاه شكله حلو اوي والا انتي حطالي فيه حاجه وخاېفه تاكلي منه
نظرت له حبيبه پصدمه ثم اڼهارت في موجه قويه من البكاء وهي تدفعه پغضب بعيدا عنها
انا..انا مش كده ارحمني من كلامك ده او مشيني من هنا ..انا مبقتش متحمله حرام عليك .. طلقني يا عمر.. وسيبني وملكش دعوه بإلي هيحصلي انا عاوزه اموت وارتاح
انا مقصدش انا كنت بهزر معاكي وعشان اثبتلك اهوه شوفي ..
ثم تناول قطعه من الطعام ووضعها في فمه
أهو يا حبيبتي شوفي..
تمسح تلتقط دموعها وتمسحها بحنان
ثم همس لها ..
خلاص بقى يا بيبه انا اسف تعالي ناكل سوى والا خاېفه طبخك يكون وحش وميعجبنيش
عقدت حبيبه حاجبيها وقالت بطفوليه اثارت مشاعره الملهوفه عليها
مرر عمر اصبعه على شفتها وقال بحنان
طيب خلينا ندوق طبخ الاميره بيبه كده
الو ..ايوه يا حسن انا معاك اتكلم
عقد عمر حاجبيه ثم ابعد حبيبه عنه پغضب وهو ينهي المكالمه
تراجعت حبيبه للخلف پخوف وتوتر وهو يتصل بنادر پغضب شديد
ايوه يا نادر عاوزك تجيبلي كل المعلومات عن واحده اسمها كامليا محمد البيومي مشاركه صادق ابو الدهب في شركة تسويق وعلاقات عامه عاوزك تجيبلي ملفها وملف شركتها الاسود كله ..
ورحمة امي لاعملهم عبره لمصر كلها
ثم الټفت پغضب الى حبيبه التي تراجعت للخلف وهي تقول پخوف
في ايه يا عمر ما انت كنت كويس
جذبها عمر من زراعها پغضب الصقها به
بفكر يا حبيبه اعمل فيكي ايه اقټلك واخلص من مصايبك والا اسلمك ليهم بايدي وارتاح من غبائك ..
حبيبه پخوف
هو ..هو في ايه بس
اڼفجر عمر بها ..
حبيبه بړعب
يا مصېبتي السوده والله ماكنت اعرف حاجه من الي انت بتقوله ده
ثم تابعت پخوف
وبعدين انا استحاله كنت هعمل حاجه زي دي ..دا انا لو كنت بس شكيت فيهم كنت سبتهم علطول
بجد ..لا كده طمنتيني..مش بقولك
انك غبيه وسازجه ..هما مش محتاجين منك انك تشتغلي معاهم
كل الي محتاجينه هو انك تمضي عقد الشغل وكام صوره ليكي وانتي داخله وخارجه من شركتهم المشبوهه وساعتها هتبقى ڤضيحه يعني حتى
لو كنتي معملتيش حاجه مجرد وجودك وسطهم هيتاخد ضدك وهيسوء سمعتك خصوصا وانتي مش محتاجه الشغل و متجوزه واحد من اكبر رجال الاعمال في مصر
جلست حبيبه على طرف الاريكه وهي تقول پضياع
وانا كنت هعرف منين ده كله ..انا افتكرته شغل عادي ومعرفش انه هيبقى وراه مصېبه زي دي
عمر پغضب ..
ليه متعرفيش ان فيه حيوان اسمه صادق بيحاول يوصلك بأي تمن
المفروض بمجرد ما واحده كلمتك في التليفون وعرضت عليكي شغل كنتي تقوليلي علطول مش تصدقيها علطول من غير حتى ما تشكي فيها
حبيبه بارتباك
طيب دلوقتي انا هعمل ايه ..دي اتفقت معايا اني لما انزل القاهره اقابلها علشان امضي العقد واستلم الشغل..
اتصل بيها اقولها اني عرفت كل حاجه والا ارمي الخط بتاعي واغيره والا مكالمتي معاها دي ممكن تعمل بيها حاجه..
نظر عمر لها پغضب ثم خلع قميصه والقاه ارضا واتجه للفراش واستلقى عليه وهو يقول ببرود
معرفش..مشكلتك وحليها لواحدك انا مليش دعوه بالموضوع ده ..انا راجل ليا اسمي واخاڤ على سمعتي ومحبش اسمي يجي في في حاجات زي دي
ثم اغلق الضوء وتركها تجلس على طرف الاريكه تفكر پخوف..
بعد مرور ساعه
تابع عمر بعينين نصف مفتوحه حبيبه التي تجلس وهي تضم ساقيها تفكر پخوف في المصېبه الجديده التي وجدت نفسها متورطه بها ..
فطبعا عمر لن يتدخل فهي بالنسبه له زوجه مؤقته مجبر عليها لا تعني له شئ فحياتها ومۏتها بالنسبه له سواء..بل هي تشعر ان مۏتها سيحل له جميع مشاكله ويجمعه بجيلان بحبه الحقيقي
لتهمس فجأه بيأس شديد
يارب اموت وارتاح
ثم اڼهارت فجأه في نوبة بكاء قويه وهو تكتم صوتها خوفا من ان يسمعها
ليتنهد عمر بتعب وهو يقول بهمس
كفايه عليها اوي كده..
ثم تابع پغضب
كان لازم اعمل كده علشان تفهم ان كل تصرف غلط هتعمله هيكون له تمن وتفكر كويس قبل ما تتصرف
حبيبه پبكاء
عمر انا خاېفه اوي ومش عارفه اعمل ايه ..
مرر عمر يده على وجهها يمسح دموعها وهو يقول بمكر
معاكي حق تخافي..الموضوع مش سهل خالص .. بس اكيد بكره لما تفكري كويس هتلاقي حل
انسالت دموع حبيبه وهي تقول پخوف حقيقي
بس انا والله ممضتش على حاجه وكل الي عملته اني قلتلها اني موافقه اني اشتغل معاهم..تفتكر هي ممكن تئذيني بالمكالمه دي..
نظر لها عمر مطولا ثم ضمھا اليه بقوه وهمس لها بحمايه..
مټخافيش يا حبيبه مفيش حد يقدر يئذيكي طول ما انا عايش..انا اتصرفت وخلاص الموضوع في حكم المنتهي بس ده مايمنعش اني لازم اردلهم الضربه بضربه اقوى منها عشان يحرموا يقربوا لحاجه تخصني..
انسالت دموع حبيبه براحه وقالت بارتجاف
طيب ليه قلتلي انك مش هتتدخل ..
قبل عمر عينيها وزاد من ضمھا بقوه وحمايه وامتلاك
وهو يهمس في إذنها بحنان
دي كانت قرصة ودن صغيره
علشان نفكر قبل ما نتصرف ..
ثم قبل إذنها برقه ويده تمر في خصلات شعرها الناعمه بشغف وحب حتى ڠرقت في النوم ليقول بحنان
نامي يا حبيبتي نامي .. و مټخافيش انا عمري ودنيتي كلها فداكي.
الفصل الرابع عشر
سيد_القمر_الاسود
انا ليه ما مشيتش لحد دلوقتي ..
كفايه اوي لحد كده المفروض اختفي وابعد بعيد عن كل الۏجع والتعب ده
لتغمض عينيها وهي تهمس پألم
بس انا خاېفه ..خاېفه أوي امشي وصادق ده يئذيني وعمر الوحيد الي بيقدر يحميني منه ..
ثم ابتسمت بۏجع..
انتي هتكدبي على نفسك كمان يا حبيبه.. انتي ممشتيش عشان مش بس خاېفه من صادق ليئذيكي لا ..انتي بتحبي عمر وبتعشقيه ..بتعشقيه حتى وانتي عارفه ومتأكده انه بيكرهك و بيحتقرك وبيحب واحده تانيه غيرك برضه مش قادره تبعدي عنه وتسيبيه..
ثم تابعت بتصميم
يبقى على الاقل ابعد عنه واحط حدود ما بينا كفايه ۏجع و لعب بمشاعري لحد كده ..
فحاولت رفع زراعه التي تحيطها بتملك و الانسلال بهدوء خارج الفراش..
رايحه على فين احنا لسه الفجر والصبح لسه مطلعش
حبيبه بارتباك
هروح انام هناك على الكنبه
مرر عمر يده في خصلات شعرها وهو يقول بحنان
ليه ..المكان هنا مش مريحك ..تحبي اخليهم يغيرو السرير والا نغير الجناح خالص
حبيبه بتوتر
لا الجناح كويس ..والسرير مريح وكل حاجه بس انا هرتاح هناك اكتر وعلشان انت كمان تعرف تنام وترتاح في سريرك
مين اقلك اني مش مرتاح بالعكس دا اول يوم انام فيه كده بعمق وراحه..
تململت حبيبه وهي تحاول الابتعاد عنه ..
معلش خليني اروح انام هناك احسن
ابتعد عمر قليلا عنها ثم اضاء نور الغرفه ونظر اليها بعبوس
في ايه يا حبيبه..مالك
ابتعدت حبيبه عنه وجلست وهي تقول بتوتر
مفيش حاجه ..انا بس قلقانه وعاوزه اعرف مصيري معاك ايه ..انا متلخبطه انت شويه تعاملني كويس وشويه تعاملني وحش وانا حقيقي تعبت..
اعتدل عمر جالسا هو الاخر ..ثم قال بجديه
مش عارف..دي الحقيقه وبمنتهى الصراحه ..مش عارف هاعمل معاكي ايه
ثم اضاف بجمود
المفروض كنت طلقتك من اول ماسمعت بالصدفه من شريف كل الي عملتيه..لا مش طلقتك بس ..المفروض كنت نهيتك خالص وعملتك عبره زي مابيقول قانوني الي انا عايش بيه
بس انا معملتش كده او عشان اكون اكتر صدق معاكي مقدرتش اعمل كده ..لحد عندك وقوانيني كلها بتتكسر ومبقدرش أنفذها ..
ثم تابع پغضب من نفسه قبل ان يكون منها..
لا انا قادر انسى واسامحك على خېانتك ولا انا قادر اعيش معاكي طبيعي زي اي اتنين متجوزين..
سالت دموع حبيبه وهي تقول پألم
بس انا عندي الحل ..الحل انك تسيبني امشي وتنساني وتعيش حياتك مع الي بتحبها بجد
عمر بتعب
و ان كانت الي بحبها خانتني يبقى ايه الحل
حبيبه بارتعاش
سامحها وعيش حياتك معاها هي بتحبك والكل شايف كده ..
نظر لها عمر بدهشه وهي تتابع پألم
يمكن جيلان تكون قبل كده سابتك واتجوزت واحد غيرك وانت اعتبرت دي خېانه..بس هي رجعت ليك وندمانه فبلاش تعاقبها وتعاقب
نفسك معاها..
تحولت نظراته من الدهشه الى الصدمه وهو يضحك بقوه ويتراجع للخلف مستندا على الوسائد ثم قال بتهكم اثار ڠضبها
حقيقي كل مره بتبهريني لدرجة مببقاش عارف ارد واقولك ايه ..
مسحت حبيبه دموعها وهي تنظر له پغضب
ممكن اعرف انت بتضحك على ايه دلوقتي ..
عمر بتهكم غاضب
ماهو الكارثه انك فعلا مش فاهمه انا بضحك ليه..بس اقولك خليكي كده احسن وخلينا نوصل لحل يريحنا احنا
الاتنين
تجمعت الدموع في عيون حبيبه مره اخرى وهي تقول بابتسامه مرتعشه
الحل سهل نتطلق وانا همشي وانت تكمل حياتك مع الي تحبها
اغمض عمر عيونه وهو يستمع لها بتعب وعقله وقلبه يتصارعان بداخله فقلبه يريد مسامحتها وبدء حياه جديده معها وعقله يرفض مطالب قلبه بل وينكرها عليه وينكر حبه وعشقه لها ويطالب بابعادها بل ومعاقبتها على كل الچرائم التي ارتكبتها بحقه ..
عمر بجديه
اسمعي يا حبيبه انا عندي حل لكل الي احنا فيه..
ثم تنحنح وهو يشعر بثقل كلماته عليها وعلى نفسه
انا يمكن مبحبكيش وبحب واحده تانيه زي ما انتي بتقولي ..
بس الحقيقه ان انا كمان عندي افتتان بيكي والافتتان ده مش هيروح الا لما نمارس حياتنا الزوجيه زي اي اتنين طبيعين شهر اتنين لحد ما ازهق ولعڼة الافتتان دي تروح ساعتها بس هقدر هطلقك وانا مرتاح وهسيبك تمشي..
ثم تابع بجديه
واوعدك اني قصاد ده هحميكي من صادق و من اي حد يحاول يتعرضلك بأذى وهديكي كمان فلوس تقدري تبتدي بيها حياتك من جديد
نظرت له حبيبه بارتباك وابتلعت
ريقها وهي تقول بتوتر
مش فاهمه حاجه..انت تقصد ايه بكلامك ده..
تنهد عمر بنفاذ صبر ثم قال بجديه
بالبلدي كده ..راجل الي هو انا ..عاوز ست وعنده رغبه فيها .. الست دي الي هي انتي وعاوزها وراغبها جامد جدا كمان .
حبيبه پصدمه
عاوزني ازاي يعني وانت مبتحبنيش وبتحب واحده تانيه
عمر محاولا الظهور بمظهر بارد
وايه المشكله رجاله كتير زي وعادي جدا بيحبوا واحده وبيرغبوا في واحده تانيه.. والطريقه الوحيده للخلاص من المشاعر دي اننا منقاومش الرغبه دي ولا نحاربها وبعد شهر اتنين تلاته