الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 40 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


بدل ماكتي بتأتتي فيا 
واستطردت حديثها وهي تمسك المنديل كي تجفف دموعها
اني وحشة ياما ومستاهلش حضنك ده ولا انتي تستاهلي ان يكون عندك بت زيي 
نفت ماجدة كلامها بشدة وهي تضغط عليها داخل أحضانها كي تشعرها بالحب وهتفت بنفي
لا يابتي حقك إنتي عليا انك كل مرة كنتي بتاجي فيها اهنه كنت أردك وأشتمك واتهمك إنك بتتدلعي حقك على أمك ياقلب أمك اني مشيت ورا جهل العادات والتقاليد وموقفتش لجوزك ده من الاول لحد ما وصل بيه الحالة يمد يده عليكي وقدامنا كماني 

اقعدي يابتي في دار أبوكي لحد ما نفسك ترتاح وتهدى لحد ماتحسي انك تقدري تكملي وتشحني طاقتك للدنيا من جديد 
لحد مجدي دي مايتعلم الأدب ويعرف أنه كان معاه ست الناس وست الستات اللي محافظة عليه وعلى عرضه وولده 
ماإن ذكرت والدتها سيرة العرض حتى اجهشت في بكاء مرير لتذكرها ما آلت إليه فقد ضعفت وارتك بت كبيرة من الكبائر التي تهتز لها سبع سموات 
ثم تركت حضڼ والدتها وذهبت إلى غرفتها ودفنت رأسها في وسادتها وحالها يقطع نياط القلب 
وعادت بذاكرتها لسنوات من العمر مضت وهي تتذكر أولى طريق انحطاطها 
فلاش باك
كانت جالسة تتفحص الهاتف بيدها في جو ملئ بالفتور فمنذ أن تزوجت مجدي من عامين وهي تشعر بالملل فيومه كله يقضيه بالعمل ويأتي ليلا ينام من شدة التعب 
والى الآن لم تحمل في أحشائها جنينا منه كي يلهيها مشغوليات زوجها عنها 
وأثناء انهماكها في تصفح الهاتف الذي ملت منه استمعت الى صوت الباب يعلن عن وصول أحدهم نظرت في ساعتها وجدتها الخامسة عصرا فاندهشت ان ذاك ليس معاد رجوع زوجها فهو يأتي يوميا التاسعة مساء يتناول طعام العشاء ثم يغادر مرة أخرى كي يدور مصالحه 
ذهبت مسرعة بحيوية وابتسامة زينت محياها لظنها انه أتى اليوم باكرا وانها ستحظى بليلة سعيدة لم تقضيها معه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع 
وفتحت الباب بابتسامتها وإذا بها تنصدم بأنه ليس زوجها وانما هو عامر أخيه 
ألقى السلام عليها ويبدو على وجهه علامات الانزعاج 
كيفك يامها 
أشارت إليه أن يدلف فهذه شقة أخيه الأكبر كما أنها تعتبره أخيها الأصغر وهتفت 
زينة الحمدلله ياعامر إيه مالك باين عليك إنك زهقان وقرفان من شي 
دلف الى الداخل وهو يردد بفتور 
زهقان على الاخر اتخان قت مع صاحب الشغل من يومين ومشيت ومش هرجع اشتغل وياه تاني 
مطت شفتيها بسخرية
وه هو إنت مالك حالك مايل اكده ليه من اسبوعين سبت خطيبتك وكنت بتت خانق معاها كل شوي و دلوك سبت شغلك اللي كان واخد نص وقتك وبيسليك ليه اكده ياعامر 
احتدم غيظا من سيرة خطيبته التي ذكرتها مها مرددا بغ ضب
متجبليش سيرة البت داي تاني دي كانت بت الكبر والعنتظة واخدينها على الاخر ومفكرة نفسها ملكة جمال الصعيد وهي أصلا ولا فيها من الجمال قيراط 
ضحكت بشدة على طريقته الساخرة من تلك الفتاة ثم هدأت من نوبات ضحكها وأشادت بخفة دمه 
والله العظيم إنت دمك عسسسسل ياعامر وتصدق إنت عنديك حق والله ده أني قعدت وياها ساعة واحدة كنت عايزة أطبق في زمارة رقبتها من طريقتها وكأنها بتكلم الناس من مناخيرها 
ثم استرسلت حديثها بشهادة حق
بس الشهادة لله ياعامر البنتة كانت جميلة فعلا 
حرك شفتيه باستنكار وردد 
بس د مها تقيل على قلبي قعدتها بتخن قني وروحها مش مقبولة 
ثم تابع كلماته وهو ينظر لها نظرة اعجاب 
مش زيكي اكده يامرت اخوي شوفي كنت جايلك زهقان وقرفان ومن مجرد عشر دقايق قعدتهم وياكي ضحكت من قلبي ومش حابب أفوت قعدتك والله لولا وجودك ماكنت أعرف كانت هتهون إزاي وهتحدت ويا مين 
أخذت نفسا طويلا ثم هتفت بشرود وهي تنظر حولها بفتور 
طيب ماني زييك أهو قاعدة بين أربع حيطان لما زهقت من التلفزيون للتليفون مجدي ملهش مواعيد رجوع ومش فاضي أغلب الوقت أصلا طول النهار بكلم نفسي لما طهقت ياعامر 
ض رب كفا بكف ثم هتف باستنكار على حال أخيه الغير منصف في معاملة أهل بيته 
والله اني معرفش مجدي اخوي بيطيق الشغل ليل نهار اكده كيف 
واسترسل حديثه وهو ينظر لها بإعجاب
بقي في حد يهمل القمر ده ويفوته لحاله ليل نهار والله انى لو منيه لقعد جارك ومفوتكيش أبدا هو العمر في قد إيه علشان نضيع لحظاتنا الحلوة في هم الدنيا اللى مبيخلصش أبدا 
نظرت إليه بحالمية لأول مرة وتمنت لو أنه هو زوجها وليس مجدي وظل الإثنان ينظران بشرود كل منهم للآخر وتلك اولى شرارة التعود على تلك الجلسة التي تكررت مرارا

وتكرارا وأصبح كل منهم متعلق بالآخر وانقلب مسار حديثهم ونظراتهم 
عودة من الباك
عادت من شرودها على صوت رجوع مكة من الخارج وجلست على التخت بإنهاك وهي تاخذ أنفاسها وتخلع نقابها ثم لاحظت احمرار عينيها ووجهها واستشفت انها تبكي فسألتها بقلق
مالك ياحبيبتي پتبكي ليه عاد والله اني کرهت صنف الرجالة كلياتهم بسبب مجدي جوزك بوز الفقر ده 
تطلعت مها إلى السقف بخجل من حالها ومما كانت تفكر به وهي لاتريد النظر في عيناي
تلك الأبية الخلوقة المتمسكة بدينها وعزة نفسها بعزم ضد أي شبهات كعزم الجبال 
ثم تحدثت بطمئنة لها
له ياحبيبتي مش كل الرجالة زي مجدي ده ملهش مثيل في جموده وقس وة قلبه وبروده 
مسيرك هتقابلي اللي هيشوفك ملكة ويحطك تاج على راسه اوعاكي تتعقدي مني ولا تفقدي الأمل إنتي زينة البنتة اللي لازم هيجيلك زينة شباب قنا بحالها 
ما إن ذكرت مها حديثها ذاك حتى جال بخاطرها الاثنان الشيخ عبدالرحمن وآدم وظل عقلها يقارن بينهم وبالرغم من أن ذاك الشيخ لم ترى منه إلا المعاملة الصارمة منذ تلك المرة التى تحدثت معه فيها وقابلها بعد ذالك مقابلات عابرة إلا أنه يأخذ حيزا من تفكيرها ولكنها لم تحبذ طريقته في الحديث عن آدم فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا يغتب ولا ينم 
أفاقت من تفكيرها على صوت مها أختها تسألها بقلق
مالك ياحبيبتي سرحتي في ايه 
ألقت نقابها على التخت وخلعت حجابها من على رأسها ثم تحدثت بتيهة 
هو إزاي نفرق بين الشخص اللي نختاره شريك حياتنا والشخص اللي مينفعش نهائي 
اهتز فك مها بسخرية من استفسار أختها وأجابتها
ملقتيش إلا أني وتسأليها السؤال ده يامكة ! اسألي حد غيري نافع في اختياره ونافع في حياته مش زيي قال على رأي المثل اختياراتي مدم رة حياتي 
خلعت مكة مقبس شعرها وأسدلته على ظهرها حتى طال التخت الجالسين عليه ثم قامت وجلبت المشاطة وأعطتها لمها وطلبت منها
خدي الاول سرحي لي اللبيكة دي وبعدين نشوف حوار اختياراتك ده يا خيتي علشان افكرك بأيام زمان كنت اټخانق وياكي علشان تسرحي لي شعري وانتي كنتي تتمنعي فاكراها الايام داي يا أم الزين 
تناولت منها المشاطة وقامت بتمشيط شعرها برفق محبب إلى قلبها قائلة
ياه وينها الايام داي يامكة ياريتها تعود وأرجع مها القديمة بنقائها زي ماكنت بس ليت الزمان يعود يوما 
ليه بتقولي اكده ياخيتي إنتي لسه طيبة ونقية وقلبك كبير وحنينة زي مانتي وزيدي عليهم ولادك التوم حاجة جميلة ومنورين حياتك أها وتصدقي منورين حياتنا إحنا كماني 
قلبت عينيها بحزن على وصف اختها وأكملت ماتفعله ولم ترد على كلامها ثم استمعا إلى صوت دقات على باب الغرفة وإذا به أحد الصغيرين يستأذنها للدخول فأذنت له 
فتحت له مكة ذراعيها بالأحضان ثم أخرجته وتحدثت وهي تداعب وجنته 
ياخلاثوو على السكر حبيب خالتو اللي بيستأذن قبل مايدخل لأمه 
ثم أكملت وهي توجه حديثها إلي مها 
بذمتك ياشيخة في حد يبقي عنديه القمرات دول ويحزن ! والله إنتي ربنا باعت لك ملاكين يابتي 
زينت الابتسامة محياها وهتف الصغير
أني جعان ياماما 
قرصت وجنتيه بمحبة ورددت
ياحبيب ماما طيب مقلتش لتيتى ماجدة ليه 
ألقى الصغير عيناه أرضا خجلا لأنه ليس معتادا أن يطلب شيئا من أي شخص إلا من والدته فقامت معه بحب وأخذته في يداها 
أما مكة ظلت تنظر لأثرهم بابتسامة وهي تداعب خصلات شعرها الحريري وإذا بالهاتف الخاص بها يعلن عن وصول رسالة فتحته كي ترى محتوي الرسالة وإذا بها تنفخ ضيقا وجدتها رسالة من ذاك الآدم مدونا فيها
ازيك يا ملاكي حسيت إني عايز أسلم عليكي وأكلمك هو ينفع اتصل بيكي 
انزعجت من طريقة اقتح امه للخاص عندها وكتبت رسالته له بضيق
هو انت مفكرني ايه بالظبط علشان تبعت لي رسايل وعايز تكلمني 
كان متوقعا ضيقها وردها العن يف ثم أرسل لها 
طيب دي فيها ايه كمان ياست مكة هو أنا دخلت أوضة نومك بالغلط ولا حاجة 
اتسعت مقلتيها بذهول وأرسلت له ايموشن وكتبت رسالتها
إنت قليل الأدب على فكرة ومش محترم ولو سمحت لو كلمتني تاني ولا بعت لي رسالة هعمل لك بلوك من كل مكان 
رغم أنها اهانته إلا أنه ابتسم لبرائتها وشراستها في آن واحد يتعلق بها كل يوم عما قبله ينسحب لعالمها المختلف تماما عن عالمه كل دقيقة يحياها ماذا بها كي تأسره عن غيرها من كل نساء العالم 
ثم رد مشاغبتها بمشاغبة أخرى كي يستفزها 
على فكرة أنا أعرف أنك بتصومي اتنين وخميس و النهاردة الخميس اكيد انتي صايمة هو ينفع الصائم يرفث ويجهل !
استغفري ربك ياأستاذة وبالنسبة لردي الله يسامحك اللهم إني صائم 
قرأت رسالته ثم تسمرت عيناها أمام كلمة اللهم اني صائم 
وحدثت حالها قبل أن ترسل له 
يالك من رجل ماكر اتكذب علي كي تجعلني انجذب لعالمك 
لااا سأقصف جبهتك الآن واجعلك تخجل أمام

نفسك ثم أرسلت إليه 
صايم بطلوا كڈب بقي وسيبوكم من اللف اللي بيوصلكم لأي واحدة واللي علشانه تكذبوا وتألفوا 
حقا استفز بكلامها فأرسل إليها رسالة ټهديدية
شوفي بقي انا هرن عليكي فون دلوقتي ولو مردتيش اقسم بالله هطلع أعمل بث مباشر دلوقتي وهخلي تلت اربع مصر تشوفوا وهعمل لك منشن فيه وأقول لهم اني طالع النهاردة أجاوبكم على سؤالكم اللي بتسأله لي من زمان مين حبيبتك 
وطبعا أنا همنشن لك وقابلي بقي لما اعرفهم انك حبيبتي 
ثم ضغط الإرسال وانتظر عدة ثواني كي يجعلها تقرا الرسالة وفور أن رآها تفاعلت عليها بإيموشن مذهول قام بمهاتفتها ولم تتخطى الرنة الثانية حتى أجابته وهي تنفعل في وجهه ولأول مرة يعلو صوتها 
إنت كيف تدي لنفسك مساحة اكتر من اللي أنا مديتهالكش يابني آدم إنت !
هو الحب بالعافية اني مش عايزاك ها اكده مستريح 
كان ممسكا بلعبة البندول في يده ويحركها بسرعة تسبب صوتا أزعجها فأكملت حديثها بحدة لكراهيتها لتلك اللعبة بالذات 
والله حاسة إني بكلم عيل اصغير ! لو سمحت بطل الصوت ده وانت بتكلمني مبحبوش 
زود من سرعة لعبته وجعل صوتها أعلى عن ذي قبل مما جعلها تذوم في الهاتف ڠضبا كالأطفال ثم هتف ببرود 
لما تبطلي طريقتك دي الأول وانتي بتتكلمي معايا هبقي ابطل اللي بيزعجك
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 110 صفحات