الإثنين 25 نوفمبر 2024

من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 24 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


والتي كانت تتابع الاخبار وتستمع إليهم 
جهزي حالك ياعروسة هتخرجي دلوك لعريسك ياقمر 
أمسكتها سكون من كتفيها وهتفت بتوتر بالغ 
له اني متوترة اووي اووي يامها متسبنيش أخرج لحالي قدام الناس داي كلياتها 
ربتت مها على ظهرها ورددت بطمئنة 
له اجمدي إكده هي الثواني الأولى وهتاخدي على الجو والمكان والتوتر داي هيمشي كلياته يالا اخرجي بالعصير وأني هخرج بالجاتوه 

رأتها تقف كما هي بتوترها فلكزتها على كتفيها قائلة 
يالا ياداكتورة همي عاد علشان ميقولوش علينا قلالات الذوق 
حاولت أن تهدأ من توترها وعدلت من ثيابها وحجابها وحملت المشروبات بيدين ترتعش وهي تتهادى في خطواتها كي تتفادى الوقوع 
خرجتا اليهم وفور أن رأتهم ألقت وجهها أرضا من شدة خجلها ثم مرت على الرجال أولا بالمشروب حتى وصلت إلى زينب والتي فور وقوفها أمامها حتى نطقت بتكبير 
الله أكبر ماشاء الله عروسة كيف القمر ياولدي تعالي اهنه اقعدي جاري يامرت الغالي 
وتابعت حديثها وهي تنظر إلى عمران مرددة بابتسامة
زينة الصبايا ياولدي دخلت قلبي من أول ماشفتها ربنا يبارك لك فيها ويتم لكم على خير ياضي عيني 
تحمحمت سكون بهدوء وأردفت بصوت خاڤت 
شكرا ياحاجة ده من ذوقك الجميل 
لاااااا

اني من اليوم تناديني بماما زيك زي رحمة وحبيبة يابتي جملة اعتراضية نطقتها زينب لسكون وهي تنظر لها بمحبة نابعة من قلبها وأكملت
ده أني مستنية اليوم ده من زمان قوووي ياحبيبتي ده إنتي هتنوري دارنا 
أنهت كلماتها وهي تجذبها من يدها تشدها الي أحضانها وبدور سكون شددت من احتضانها وهي تردد بطاعة
حاضر ياماما الحاجة 
لم تستطيع النظر إلي عمرانها كي تراه أو تملي عينيها من طلته وظلت على خجلها وتوترها 
أما هو لم تطلع عيناه فقط بل خصص كل حواسه لرؤيتها العين تنظر لطلتها والقلب يخفق غراما لعبيرها والروح تستعد شوقا لحديثها فطلتها كالبدر ليلة تمامه وعبيرها زهره يفوح أبهى عطوره وحديثها المنتظر هو كل مناه وأماله 
كان يتطلع الي كل انش فيها يتأمله ويحفره بداخله 
فاق من شروده بها على جملة والده 
مبروك ياولدي مبروك يابتي نتوكل على الله ونقروا الفاتحة وزي ماتفقنا إن شاء الله هنكتب الكتاب بعد شهر من دلوك والجواز كمان تلت شهور 
رفعوا أيديهم جميعا يرددون فاتحة الكتاب بأفواه منفرجة من السعادة بعد الانتهاء تناولوا المباركات بينهم مهنئين بعضهم البعض 
وبعد حديث طال بينهم مايقرب من ساعة هتف سلطان وهو يقوم من مكانه 
ربنا يتمم بخير وعقبال الليلة الكبيرة يالا ياأم عمران نتكل على الله إحنا ونسيبوا عمران مع عروسته شوي 
ردد مسعد قائلا 
ما لسة بدري ياحاج مستعجل على إيه قعدتك مايتشبعش منيها 
أما ماجدة تحدثت وهي تحتضن زينب 
طيب هما لو وراهم مصالح ومتعجلين يمشوا وخليكي إنتي ياحاجة أني اتونست بيكي والله 
شددت زينب من احتضانها مرددة 
اني الود ودي مسيبش عروسة ولدي وامشي وأقعد وياكم بالساعات والله بس علشان أمور الدار إنتي دارية بيها مبتنتهيش 
واسترسلت حديثها وهي تقصد سكون 
متقلقيش ياعروسة الغالي هزهقك مني زيارات لحد ما تقولي جاي يابوي منيها المرة الفاضية داي 
هزت سكون رأسها باستنكار وأردفت بنفي
لا متقوليش إكده ياماما الحاجة ده إنتي تنوري في اي وقت وأن مكنتش الأرض تشيلك نشيلك فوق راسنا 
انفرجت أساريرها من ردها وازدادت ملامحها فرحة عارمة وهتفت
تسلمي ياأم لساان بينقط شهد ياقمرة إنتي 
وظلا يودعان بعضهم حتى انقضي الجميع وأخيرا تركوا
العاشق ومعشوقه يجلسون وحدهم في الشرفة الموجودة أمام عيناهم 
دقات قلوبهم تسبقهم ويكاد يسمع كل منهم دقات الآخر من فرط سعادتهم 
كانت سكون تجلس أمامه محپوسة الأنفاس تريد أن تنظر داخل عيناه ولم تستطيع أن تفعلها حينما استمعت إلي اسمه يخرج من بين شفتاه كترنيمات أعذب الألحان أغمضت عيناها وداخلها مغرم بسحر اللحظة التي انتظرتها كثيرا فهتف مناديا عليها بصوت مبحوح وهو يتعمق في النظر إليها
سكوني ليه مبتطلعيش ليا مرايداش عيونك تسكن عيون عمران 
انقلب وجهها وازداد احمرار وتوهجا من ذاك العمران وكلامه ونبرته التي يتحدث بها وقررت أن ترفع عيناها سهما بسيطا كي تروي عيناها برؤيته ورددت بهمس
له بس متوترة ومكسوفة شوي بس 
اقترب بمقعده قليلا منها ولكن مع حفظ المسافات وشبك كلتا يداه وهتف 
ياااه كنتي فين من زمان استنيتك كتييير ومكنتش متوقع إن يوم ملقاكي هتبقى صدفة ومن يومها عيوني بتتلهف لشوفتك 
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشها إليه
طيب انت متعذبتش كتير ياعمران أما أني استنيتك كتييير تاجي وكل مرة بشوفك قلبي ميبطلش دقات وانفاسي بتبقي محپوسة لحد ما تفارق المكان 
اتسعت عيناه بذهول من اعترافها المفاجئ وردد بدهشة ارتسمت على معالم وجهه 
كيف الكلام ده ياسكون إنتي كنتي تعرفيني من زمان وعشقاني كمان وأني معرفش 
تنهدت وبعيناي عاشقة أومأت له بأهدابها وتحدثت 
أعرفك من تلت سنين أول مابدات تدريب في المستشفي شفتك وانت قاعد مع الدكتور محمد كانت أول حاجة وداني تسمعها منيك ضحكتك على موقف بيناتكم بصوت عالي خلاني انتبهت ومن وقتها ارتبكت وركزت ودققت في صاحب الملامح ومن يومها ابتديت اركز مع الدكتور محمد وكل مرة بتاجي له زيارة بتاخد حتة من قلبي وياك وأنت خارج وكل يوم بيمر علي وانت مشايفنيش بټعذب وبحس إنك بعيد عليا ابعد من السما للأرض 
ضم حاجبيه وأغمض عيناه لوهلة من اعترافاتها وضغط بإحدى يداه على الأخري ثم فتح عيناه وهو ينظر لها نظرة عاشق 
يااااه تلت سنين ياحبيبي وانتي بتفكرى فيا ومستنية القدر يجمعني بيكي !
تلت سنين وانتي بتتلهفي لشوفتي واني مدراينش 
وتابع كلماته وهو يشير على حاله بتنهيدة حارة
ياه ده أني من أول عيني ماوقعت في عيونك من اول نظرة ومن أول همسة متحملتش كيف اتحملتي عڈاب العشق ياسكوني كل السنين داي 
مرت الذكريات أمام عيناها وتذكرت كم اشتاقت له ولم تجده كم ودت رؤيته في أوقات حزنها وفرحها ولم تجده 
خرجت تنهيدة من صدرها وأجابته 
كنت بصبر نفسي من المرة اللي بشوفك بيها للمرة اللي بعديها وكل مرة بشتاق فيها ومبشوفكش وتطول الغيبة بدعي ربنا يبعتك حدي علشان قلبي يهدى

كان يحسد نفسه في تلك اللحظة عليها ود الآن أن يحتضنها ويأخذها بين ذراعيه كي ينسيها ألم الاشتياق فحقا مؤلم أن يكون حبيبك أمام عيناك ولا تستطيع حديثه 
رأت نظرته المرتكزة عليها ويبدو عليها الشفقة فسألته 
مالك ياعمران بتبص لي إكده ليه 
اخذ نفسا عميقا ثم زفره وتحدث بوله من إحساسه بها 
تعرفي نفسي أخدك بين أحضاني وأضمك لقلبي وأفضل أطبطب عليكي علشان أنسيكي أي لحظة خليتك تتعبي وتسهري وانتي بتفكرى في عمران 
ابتلعت انفاسها بصعوبة من كلماته الكبيرة علي بداية عشقهما وهتفت برجاء
لااا ياعمران بلاش الكلام ده عاد مهتحملهوش خليني صابرة الشهور القليلة داي واني متماسكة ده أني انتظرتك كتييير لحد ما ربنا جبر قلبي 
أحس بخجلها وهداها مرددا
من عيوني ياعيوني إنتي فات الكتييير مبقاش إلا القليل 
وهكذا حديث المحبين العاشقين أوله نظرة وأوسطة ابتسامة وآخره كلمة عهد أمنتهم باستكانة 
مرت الأيام على أبطالنا وهم منخرطون كل في وجهته فوجد قررت اصطياد سلطان وانتوت على أن تنول عمران في خطتها الواثقة من نجاحها تلك المرة 
أما مكة انشغلت كثيرا في مذاكرتها بتركيز وجدية وفي نفس الوقت تحاول تطوير نفسها في مهنتها وأصبحت مقربة جدا لهند فهي تتابعها عبر الواتساب وطالت المحادثات بينهم وأغلب يومهم يتحدثون عن كل شئ في حياتهم فقد ارتاحت هند لها بشدة وأحبتها رغم صغر سنها 
أما عن رحمة فهي تتابع عملها بشغف وباتت تحفظ طباع ذاك الماهر عن ظهر قلب 
والان جالسة على مكتبها تفحص ملفات القضايا وتعيد ترتيبها 
وأصبح ماهر يعجب بذكائها وبدأ يشعر بأنها جزء لا يتجزأ من يومه فهي أصبحت تأتي يوميا ثلاث ساعات إلي المكتب 
وأثناء انهماكها في العمل دلف زميل لها في المكتب وألقى السلام وجلس مقابلتها وتحدث
كيفك ياآنسة رحمة المكتب نور بوجودك كل يوم 
أجابته بمهنية وهي تقلب في الأوراق التي أمامها
شكرا جدا يارامي ده من ذوقك بس 
شبك رامي كلتا يداه وأكمل حديثه وهو يحاول جذب انتباهها 
تعرفي إنك مثال للبنت الذكية الطموحة اللي بتحب النجاح وعمرها ماتعرف الفشل 
ألقت الاوراق من يدها وجذبت اللابتوب ورددت بإهمال وهي تنطلق بأصابعها عبر لوحته 
كلنا اهنه يد واحدة يامتر وبنكمل بعض وطريقتنا في الفكر نفس الذكاء لأن اللي مختارنا واحد 
نطق فاهه سريعا
إلا إنتي فيكي حاجة مختلفة تجذب اي حد أنه يشوفها فيكي 
الى هنا ولم تستطيع تجاهله فأغلقت شاشة الحاسوب وأردفت باستفسار
يعني ايه كلامك ده يارامي 
انفرجت أساريره لأنه استطاع جذب انتباهها وهتف مصارحا إياها
اني هقول لك على حاجة حاسسها من ناحيتك وياريت تفكري قبل ماتردي علي 
عدل من ربطة عنقه بتوتر وأكمل 
اني معجب بيكي من أول يوم شفتك فيه اهنه في المكتب وحابب نتعرف على بعض لو معندكيش مانع 
كادت أن تجيبه إلا أنها بهت وجهها وما ت الكلام على لسانها فور ان رأته دالفا الي المكتب وهو يردد بغ ضب يصحبه البرود 
تاخد مستحقاتك وتمشي من المكتب فورا 
انتفض ذاك الرامي من مكانه وردد معتذرا
آسف جدا يافندم اني عرفت غلطتي وأوعدك مش هتتكرر تاني 
لم يعيره أدنى إهتمام ووجه أنظاره إلى رحمة آمرا إياها 
بلغيهم فورا باللي قلته بخصوص الأستاذ وحصليني على مكتبي 
اړتعبت من نبرته ونظرته وفورا قامت بالاتصال عن المسؤول المالي عن المكتب وأبلغته ماأملى عليها وجمعت ملفاتها ورتبتهم ووضعتهم في درج مكتبها وأغلقته بإحكام فهي لن تتحمل الخطأ وتضع الأمور ڼصب عينيها فهي قد عشقت العمل هنا وأحبت التحدي داخل ذاك المكتب وستتعب لتصل دلفت بخطى ثابتة إلى المكتب وهدأت من حالها كي لايراها خائڤة أو ضعيفة فهي حفظته عن ظهر قلب 
وجدته يتحدث وهو مشطاط من الڠضب 
إيه اللي أني سمعته ده ياآنسة هو المكتب بقي موعد للغراميات بتاعتك ولا ايه 
خطت خطوتان حتي اصبحت أمام مكتبه مباشرة ودافعت عن حالها 
أني معملتش حاجة والله يامتر اني كنت بتابع شغلي وبصيت لقيته بيتكلم إكده زي ما حضرتك سمعت لسه هرد عليه نفس الرد ده لقيتك قدامنا 
على نفس غضبه أردف بكلمات 
ماهو لو حضرتك
مصدرة الوش الخشب للكل وخصوصا الشباب اللي في المكتب مكنش حد قدر يقول لك الكلام ده 
وتابع حدته بسخط أذهلها 
لكن حضرتك ماشية تهزري وترمي ابتسامات للي رايح واللي جاي علشان تجذبيهم ليكي وتتشافي 
اهتز جسدها بع نف من كلماته وتشنجت عضلات وجهها وباتت لاتصدق ما رماها به ذاك الماهر وهتفت بعدم تصديق
اني يافندم! تقصدني بالكلام ده 
واسترسلت دفاعها عن نفسها بملامة 
ايه اللي بدر مني يخليك تقول إكده 
قام منتفضا من مكانه وهو غاض ب مستكملا حدته باستفسار
وحضرتك بقي رأيك ايه في إعجاب المتر بيكي 
طبعا قلبك طار من الفرحة والسرور انك بقيتي محط أنظار الجميع مانتي مديرة مكتب ماهر الريان 
الى هنا ويكفيها فلن تتحمل إهانات منه وخاصة في تلك المسألة بالتحديد فهي ابنة سلطان المهدي وأخت

عمران المهدي
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 110 صفحات