الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 6 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز


يشير بطول ذراعه نحو الداخل يأمرها
انتي هتدخلي معايا دلوك وهتحكي بالتفصيل عن كل اللي حصل ولو عرفت انك بتكدبي هطير رجبتك 
حاولت ابتلاع ريقها وقد جف حلقها على الفور تأثرا من تهديده ثم ما لبثت ان تتماسك سريعا لتفرد ظهرها مزعنة لأمره تذكر نفسها انها نفيسة.... التي لا يغلبها شيء .
انهى صلاته ليخرج اليها مرتديا كامل حلته وقد وجدها جالسة على أحد الارائك متربعة القدمين بيجامة حريرية لامعة بحمالتين فوق الأكتاف تكشف حتى أعلى نهديها واللون الفيروزي انعكس على بشرتها المرمرية بروعة تكاد أن توقف القلب من فرط سعادته

حلم عمره الذي تحقق بعد عڈاب غافلة عن كل ما يدور من حفلات صاخبة بداخله تشاهد التلفاز واضعة طبقا من الفاكهة المفضلة بحجرها تتناول منه دون انتباه في غمره تركيزها بأحد البرامج وداخل احشائها تحمل طفلها منه
يا عيني ع التفاح اللي بياكل تفاح .
هتفت بها ممازحا يلفت انتباهها اليه لتهديه ابتسامة اشرقت بقلبه والذي رد بسرعة الخفقان لها 
فاقترب يسقط بثقله بجوارها حتى اهتزت بجلستها والطبق لتوبخه ضاحكة
براحة يا عم هتطيريني ببطبج الفاكهة والعيل اللي في يطني.
دمدم ضاحكا معها
يا ستي سلامتك انتي والعيل والطبج يا ام يامن انتي يا غالية.
الټفت اليه بابتسامة متسعة لتقارعه بمشاكسة
وانت عرفت منين ان اللي جاي واد عشان تلحج تسميه كمان دا يا حبيبي لسة ملحجش يتكون اساسا .
ء مش محتاج معرفة ولا تفكر انا عارف من الاول يا حبيبتي ان اول خلفتي منك صبيان خليكي متأكدة منها دي.
يا سلااام وكمان متأكد.
جوي زي ما انا شايفك جدامي دلوك .
قالها بنبرة واثقة لتزيد من دهشتها تردد بيأس محتفظة بروحها المرحة
لا انت مش معجول بجد يعني. المصېبة ان اللي يشوفك بالبس الكاجول والمودرن ما يظنش ابدا ان الكلام ده يطلع منك.
تبسم يتمتم بتصميم
يا ستي خليهم مخدوعين على كيفهم انا واحد مقتنع بكلام امي هي جالتلي هتبكر بالواد يا عارف عشان انا حلمت بكدة وانا صدجت يبجى خلصت.
قال الأخيرة بأسلوب فكاهي جعلها تقهقه ضاحكة حتى تحولت فجأة للجدية تخطابه
طب انا كان نفسي في طلب وبجالي مدة عايزة افاتحك فيه بس مش عارفة دلوك بعد خبر الحمل هتجبل ولا لأ.
اعتدل بجلسته يعقد حاجبيه بحيرة سائلا
ارفض ليه هو الطلب لدرجادي صعب
نفت على الفور
لا والله هو في الأصل ما صعب خالص.... بس كمان برضك حسب دماغك!
لاح التوجس على ملامحه ممزوجا بشعفه في المعرفة لتردف له بأمنيتها على تردد
انا عايزة اعمل مشروع لنفسي حاجة تنفع البنات والستات في بلدنا
بصفحة ارتسم عليها الڠضب حتى بدت
للناظر خير تعبير عن الخطړ القادم كان يتابع استرسالها في سرد القصة بما لا يدينها .
زي ما بجولك كدة يا بيه انا كنت ماشية بالصدفة لما شوفتها بتصوروكم وهي بجى مصدجت شافتني في وشها عشان تلاجي اللي يسد عنيها وتشركني ڠصب عني معاها في خطتها وتعكر بجى على الست روح وتشفي غليلها منها .
استطردت بدموع التمسايح
انا اترجيتها وبوست على يدها انها تسيبني في حالي وانا مش هتكلم ولا اجيب سيرة بس المفترية هددتني انها تلبسني تهمة ولا ڤضيحة وضغطت عليا لحد ما خدت التلفون من يدي وبعتت على ارقام الناس اللي تعرفها من عيلتهم من عمامها وعيال عمها واخوها.... الصور اللي لجطتها من تلفونها ونجلتها لتلفوني.
زفر من نيران حريقه من الداخل ليخرج صوته
فين الصور دي طلعيها .
توقفت على الفور لتضيف وهي تبريء ساحتها
قسما بالله ما اعرف اثرها دلوك يا بيه حتى خد تلفوني وشوف بنفسك.
دفعت بهانفها القديم على سطح المكتب واستطردت موضحة
غازي الدهشان خدوا ومسح كل الداتا اللي عليه بعد ما وصل ليا هو كمان بجبروته وخلاني اشهد بالكلام ده جدام عيلته كلها عشان يبرئ اخته وهددني انه هيجطع لساني لو جيبت سيرة جدام حد حن عليك ما تجولوا اني بلغتك باللي حصل كفاية عليا جطع عيشي انا مش ناجصة كمان أذية
لم يعير رجاءها اهتماما بل تابع سائلا لاكتشاف حقيقة ما حدث
وايه اللي لف الموضوع لحد ما وصلها لجوازها من عارف .
الله أعلم يا بيه انا بعد شهادتي معرفش باللي حصل بعد كدة في المجلس بس الست روح كان حالها يصعب ع الكافر وفتنة دي جادرة انا معرفش هي دافعت عن نفسها بإيه بس هي اطلجت في نفس اليوم وغازي الدهشان جفل ع الموضوع بالضبة والمفتاح انا بلعت الظلم وجهرتي مع نفسي والست روح بعدها بأسبوع اتخطبت لواد عمها ازاي معرفش
توقفت تطالع هذا الجمود الذي اصابه واظلام وجهه وقد كان يبدو كالبركان الخامل يغلي بالحمم من داخله حتى اذا اتي وقت 
هتشغلني عندك يا بيه
سألته تقطع عنه شروده لتتلقى اجابته على الفور
هشغلك يا نفيسة
هللت بمرح تتمتم له بالإدعية وهو مستمر على تصلبه حتى اردفت تذكره
حن عليك انا واجعة في عرضك ما تجيب بسيرة عن الموضوع ده لتضر نفسك انت كمان ما انت عارف دول ناس جبارين.
مشروع يعني عايزة تشتغلي يا روح دا برضوا كلام 
قالها ونهض من جوارها بعبوس جعلها تردف بنبره يتخللها الحزن
بجولك امنيتي يا عارف يعني نفسي انفع بنات البلد بيها دا غير انه هيكون حاحة تحسسني بكياني بدل ما انا عايشة كدة كل حيااتي في الكتب
رمقها من محله وقد كان واقفا امامها بنظرة حانية بعدما اطرقت برأسها تضع همها في التلاعب في الطبق دون مواصله الجدال معه كالعادة تعتز بنفسها عن الإلحاح حتى في شيء هام كهذا ظل يتأملها حتى انتبهت لترفع رأسها اليه فتجد ابتسامة بعرض وجهه يفاجئها بقوله
تدفعي كام
في ايه
تدفعي كام عشان اوافج
بعدم فهم كان يكتنفها تحولت 
ضحك بتسلية يجيبها
كتييير 
قالها ليطوف عليها بنظرة وقحة ثم تابع غامزا
المهم بجى ايه المقابل عشان اوافج واساعدك في التأسيس كمان .
شهقت بفرحة لبداية تقبله ثم ما لبثت ان تعود لعدم الفهم سائلة.
ما انا مش فاهمة انت عايز ايه بالظبط
تبسم باتساع يجيبها بخبث
اجولك وانت اللي هتحددي موافجتي ولا لاه
اومأت رأسها له بتوجس حتى سمعت منه ما جعلها تنهض برفض منفعله
نعم يا حبيبي دا بعينك يا عارف
انهت تمشيط شعر الصغيرة لتتأمل الضفيرتين بإعجاب تردد لها بتغزل
بسم الله ما شاء الله شوفتي بجى لما بتسرحي وتلميه بتبجي حلوة ازاي
تطلعت ايه لنفسها في المراة لتوافقها الرأي بإعجاب 
صح يا خالتي نادية بس انا بسيبه عشان ستي ما بتعرفش تضفر زيك بتجرص على شعري وانا مبتحملش 
يا حبيبتي ما هي دي عادة الناس الكبيرة انا اني كمان كانت أمي بتجرط على شعري عشان ما يتفلتش وينعكش على رأيها بس كنت بتحمل وعشان كدة شعري طول حتى شوفي .
قالت الأخيرة تشير لها على خصلة كبيرة امسكت بها تطلعت بها الصغيرة بانبهار
انا كمان عايزة شعري يبجى زيك بس هو ليه مش ناعم ومفرود زيه
ضحكت تجيبها بحنان
عشان شعرك مختلف عن طبيعة شعري انتي طالعة زي عمتك وارثة منها كل حاجة حتى الشعر.
وحلوة زيها
وهتبجي احلى منها كمان.
قالتها بإطراء جعل الصغيرة تهلل فرحا قبل ان تأتي الوسطى شروق تاركة اللعب مع شقيفتها ومعتز لتطلب بعبوس طفولي
انا كمان عايزة اسرح شعري والف ضفرتين. 
همت نادية ان ترحب بها ولكن ايه سبقتها باعتراض
كل ما اعمل حاجة لازم تجلديني ياباي ع الغيرة مش هي دي نادية اللي بتجولي لماما انك بتكرهيها
وافرضي يعني يكرهها ما هي ماما دايما بتجولي خليها تعملك اللي انتي عايزاه وان بابا جابها خدامة لينا .
بت يا شروق تعالي هنا.
دوت صيحته الغاضبة من خلفهم مناديا باسمها بنبرة خطړة جعلت الأخرى تفيق من صډمتها لتنهض على الفور تضم الطفلة اليها بحمائية تدافع
ملكش دعوة بيها هي أكيد متجصدتش 
اقترب يدعوها ببأس
سبيها نا مش هضربها انا بس هفهما غلطها.
رفضت مواجهة له بعدم اكتراث
وانا جولت له لو عايز صح يبجى في وجت تاني مش دلوك .
يا نادية سبيها الله يرضى عنك.
هدر بصوته الجهوري اثار الړعب بقلب الاطقال حتى انتبه ليتراجع عن حدته يأمرها بلطف ولكنها اصرت على موقفها
يا نادية بجولك سبيها.
وانا جولت في وجت تاني مش دلوك البت صغيرة ومحدش ياخد على كلامها.
اضطر في الاخير امام تحديها له لان ينصاع يترك المنزل بأكمله يحفر الأرض بغضبه يلعن حظه المشؤوم بأن تزوج امرأة لا تعرف اخلاقا ولا دين تبث سمومها في عقول الاطفال غير عابئة بما تفعله بهم هذه الأفكار ليته ما انجب منها ولا تزوجها من الاساس
رمقته من محلها باستغراب بعدما تفاجأت به جالسا في وسط الصالة فور خروجها من غرفة النوم دون ان تشعر به ولا بدخوله الصاخب كالعادة في النداء عليها او اصدار اي صوت يعلمها بوجوده
لتجده الان جالسا بهذه الهيئة الواجمة بسكون غريب عنه ينظر نحو نقطة ما في الفراغ بشرود جعله لم يشعر بها وحتى تقترب منه حتى جلست مقابله تحدثه
حمد الله ع السلامة امال انت جيت امتى انا محسيتش بيك خالص.
التف اليها بنظرة غامضة وملامح مغلقة زدات من توجسها ليخرج صوته اخيرا
الدكتورة جالتلك ايه
اجفلها بعدم اكتراثه بالرد على اسئلتها ثم الدخول مباشرة في هذا الأمر الذياصبح يعطيه اهمية مبالغ فيها هذه الأيام على غير العادة ليثير توترها في الرد عليه
ما انا رنيت عليك بعد ما طلعنا على طول من
عندها بس انت مرديتش وبعدها بعت رسالة ابلغك ان........
مكنتش فاضي خلصي جولي جالتلك ايه
قاطعها بحدة اربكتها لتردف على الفور موضحة
ما انا جيالك في الكلام اها الدكتورة جالتلي اني زينة ولسة بدري ع الاستعجال بس امي لما شددت عليها كشفت عليا وطلبت مني تحاليل وانا طلعت من عندها عملتها على طول وعشان كنت باعتة رسالة ابلغك.
اومأ بتفهم ليرفر عائدا لشروده فتواصل هي بعفويتها
دي دكتورة زينة امي بتشكر فيها جوي احسن من دكتورة البلد اللي مبتفهمش اي حاجة .
ظل على صمته وكأنه لا يسمع مما اضطرها لسؤاله
عمر هو انت في حاجة شغلاك لو على العيال ان شاءالله ربنا هيكرمنا بس احنا منستعجلش زي ما جالت امي وجدتي ام ابويا كمان.
رفع رأسه اليها يحدجها بحنق ليوقف ثرثرتها من البداية لتنكمش على نفسها بقلق من رد فعله وتلفت انتباهه بهيئتها الوديعة تلك وهي بكامل زينتها ترتدي منامة تكشف عن جسدها اكثر مما تستر من يصدق ان الفتاة الخفيفة التي رأها اول مرة تحدثه بجرأة هي نفسها من تجلس امامه الان لا تقوى على مواجهته حتى بنظرتها
ترهبه وتخشى غضبه بصورة جعلته يشعر بالإطراء لتخفف عنه ما كان يفتك به
منذ دقايق لتغزو ابتسامة انتشاء محياه فيخاطبها بصوت هادئ
هدير 
حينما رفعت رأسها اليه اومأ بعيناه لها يأمرها
تعالي .
اذعنت بطاعة لتجلس نحو ما اشار اليها بجواره على الاريكة فيباغتها بأن
 

انت في الصفحة 6 من 89 صفحات