حي المغربلين شيماء سعيد
ببحر من اللوتس اللذيذة مزينة بطبقة من جوز الهند.
_______شيماء سعيد______
وقفت سيارته أمام فيلته الخاصة دار بعينه لها وجدها غارقة بعالم آخر رأسها على كتفه ثقيلة عليها جدا ازاحها قليلا يحاول التغلب على صداع رأسه قائلا بنبرة ناعسة
_ وصلنا إنزل يا جميل.
من هذا الرجل لا تعرف.. ما تشعر به و يدور بداخلها لا تعرف كل ما تعرفه بشكل جيد فتون و حقيقة حبها لعابد تفاجأت به يفتح باب السيارة يساعدها على النزول.
دلف للداخل ليرى الصمت عم المكان صعد بها لغرفة نومه ثم وضعها على الفراش بدأ بإزالة ملابسه مع إرتفاع حرارة جسده يخفف من شوب الأجواء.
أغلقت عينيها بإرهاق شديد لتشعر بأنفاسه الرجولية على بشرتها البيضاء فتحت عينيها لترى معالم وجهه عن قرب يبدو وسيم جذاب عادت برأسها للخلف قائلة بحزن
ألقى بجسده على الفراش بجوارها قائلا
_ مين عابد ده.
_ مش فاكرة أوي مين هما بس زعلانة أوي أوي ووو... أنت مين!
رفعت رأسها تنظر إليه قائلة ببعض الحزن
_ أنآ زعلانة أوي يا اسمك إيه صحيح مش فاكرة زعلانة ليه بس أهو محتاجة أعيط و خلاص طيب إحنا هنا ليه يعني.
للمرة التي لا يعرف عددها تجذبه إليها بكلمات بسيطة هو الآخر حزين و لا يعلم ما السبب الحقيقي لحزنه إلا أنه مستمتع بها و بطراوة جسدها الناعم تحت يده.
_ شعرك حلو أوي هو كدة طبيعي و الا لا!
فتحت فمها مبتسمة باتساع قائلة بفخر
_ طبعا طبيعي و كمان بصرف عليه أصل جليلة عندها جاز خام.
_ أنا حاسس بحاجات غريبة و حاسس أكتر إن عايزك من غير حتى لحظة تفكير اسمك إيه يا ساحرة!
ابتعدت عنه قليلا قائلة
_ فريدة اسمي فريدة.
_ و أنا فارس المهدي و من بعد الليلة دي هتكوني في حياتي يا فريدة حتى لو ڠصب عنك مش هقدر أبعد تاني.
_ اممم فارس أحلامي..
زاد صداع رأسها و بدأت الرؤية أمامها تبتعد شيئا فشيئا أصوات تأتي و تختفي تصل لآذان كلا منهما
_ عابد أنا بحبك مش فريدة
أنت حب عمري أنا.
أشياء غريبة و صراعات قوية تطوف برأس كلا منهما تبعده عن حقيقة ما وصلوا إليه.
_______شيماء سعيد______
مع ذهاب شقيقتها دون معرفة جليلة ضغطت على نفسها تحاول الظهور طبيعية بقدر المستطاع خرجت من غرفتها مغلقة الباب خلفها بالمفتاح حتى تظن جليلة أن فريدة نائمة بداخلها.
_ جليلة ممكن تهدي كل حاجة هتكون كويسة.
رفعت الأخرى وجهها الغاضب من عينيها الحمراء و بشرتها المتعرقة عابد شاب فريد سيكون لها خير السند و الظهر فريدة بأشد الحاجة إليه لتخرج من بحر أفكارها المتمردة على حياتها.
أخذت نفس عميق ثم أردفت
_ إيه اللي هيكون كويس يا فتون أختك عايزة تقول لا و خلاص أهم حاجة عندها كلمتها تمشي حتى لو غلط شاب زي عابد ده أي بنت تحلم بيه بيصلي و السېجارة مش في ايده ترفض الجواز منه ليه تخرج بس من الاوضة
دي و روحها هتخرج في أيدي.
كم مؤلم حديثها.. يأخذ قطعة من روحها حبيبها سيكون زوج شقيقتها هي من فعلت ذلك و وصلت بنفسها إلى تلك النقطة مجهولة الهوية ابتلعت غصة بحلقها مردفة
_ عندك حق بس الكلام بهدوء يا جليلة فريدة طيبة جدا و قلبها ضعيف دايما...
أومأت لها جليلة بقلة حيلة ليدق باب المنزل أشارت لفتون بفتح الباب دقيقة الثانية الخامسة و فتون تنظر إليه صامتة مشتاقة نعم هي مشتاق إلى جزء لا يتجزأ منها ترقرقت الدموع بعينها مع ارتجاف تنطق حروف اسمه ببطء شديد.
حالته مثلما صغيرته فتون فرقها عن فريدة ببساطة لمعة العين مختلفة بتلقائية فتح ذراعيه لها لتنعم بدفيء الأمان شعور رائع.. وصفه بالكلمات لن يعطي له حقه.
حرك كفه على ظهرها قائلا
_ وحشتيني يا فتون فوق ما تتخيلي..
مسحت وجهها به مثل القطة الصغيرة قائلة
_ أنت كمان يا أبيه وحشتني أوي مش عارفة إزاي قادر تبعد عننا كل ده يا أبيه..
_ فتون.
ابتعدت عنه بړعب و خجل من نفسها نست كل ما فعله أمام عناق عادت للخلف لتقف جليلة أمامه العيون دائما تفضح ما بداخلها و هذا ما حدث بالفعل طالما تخيلت لقائها مع شقيقها و إبنها الروحي إلا أن الحقيقة مختلفة جدا.
كلمات كثيرة.. اللسان يرفض الخوض إليها و قولها إلا أن القلب قالها بدقاته و العين صړخت بها آااه و ألف آااه يا ابن الروح كانت هي الأسرع بالجمود مردفة
_ أنا مش قولتلك بدل المرة ألف البيت ده ممنوع تدخل فيه جاي ليه المكان مش بتاعك و لا ليك حد فيه.
أزاح جسدها بكفه عن طريقه و أغلق باب المنزل خلفه مردفا بجدية
_ البيت بيتي و بإسم فاروق المسيري يا جليلة أما ليا فيه مين!! ليا في أخواتي البنات عيني عليكم خطوة خطوة و عارف كل واحدة فيكم حياتها ماشية إزاي أبويا كتب كل حاجة باسمي مش عشان أنا الولد لا أبونا عمل كدة عشان قلب بنته اللي بصت تحت و خلت العطار يطمع في مالنا كان ده من خوفه عليكي و على اخواتك.
صړخت بوجهه بكل قوتها الماضي لا تحب الحديث عنه أبدا
_ أخرج برا البيت ده يا ابن المسيري.
_ أنا جاي لأختي يا جليلة فريدة فين!
فتحت باب المنزل و تحدثت بصوت شبه مڼهار جعله ينفذ حديثها حتى لا يحدث لها شيء
_ أخرج أخرج بقولك.
أغلقت الباب خلفه و ذهبت إلى غرفة فريدة بعدما أخذت نسخة من مفاتيح الغرفة من غرفتها لتجد فريدة غير موجودة بالمنزل الساعة الثانية عشرة منتصف الليل.
_____شيماء سعيد_____
_ أختك فين يا بت.
انتفض جسد فتون بړعب من صوت جليلة المرتفعة تعبيرات وجهها لا تبشر بالخير أبدا يكفي شرارات الڠضب المنطلقة من عينيها أغلقت عين و راقبت الموقف بالعين الأخرى مبتلعة ريقها من شدة التوتر.
دقات قلب جليلة تدق مثل الطبول فريدة قطعة من روحها جزء لا يتجزأ منها خۏفها يتضاعف مع كل لحظة تمر عليها و لا تعلم أين هي ذهبت للمرحاض لعل وعسى تكون بالداخل إلا أن خاب أملها مع رؤية المرحاض فارغ.
أرتدت عباءة الخروج خاصتها ستبحث عنها بأي مكان قطعت طريقها فتون القائلة بصوت مرتجف
_ اهدي يا جليلة هي عند أزهار.
كڈبة وراء الأخرى و لا تعلم إلى أين ستصل ذهبت إلى فاروق و فاروق أتى لهنا فلتت أعصابها من سيطرتها عليها خائڤة على شقيقتها و بنفس الوقت تخشى رد فعل جليلة..
أزاحت جليلة فتون بعيدا عن طريقها قائلة بصوت مرتفع
_ بتعمل إيه عند أزهار يا بت و أزهار لحد دلوقتي قاعدة على الفرش بتاعها تحت أنا هروح أجيبها من شعرها عشان شكلها نسيت شبشب جليلة و ليها مزاج ينزل يرن على وشها.
دفعة جليلة لها آلمت جسدها إلا أنها عادت إلى الوقوف أمامها من جديد مردفة برجاء تمنعها من
الخروج
_ هي قاعدة عندها عايزة تقعد شوية لوحدها يا جليلة أزهار في الدور اللي فوق مننا سبيها النهاردة و بكرا نتكلم و بعدين الجواز مش بالڠصب يعني.
ردت عليها الأخرى بسخرية
_ يا فرحة قلبي بيكي عايزة أختك تبات برا البيت اخفي من وشي... نص ساعة لو أختك منزلتش من فوق و الله العظيم هتبات برا بس في المستشفى.
لم تجد أمامها حلول إلا الإتصال بأزهار لتكون معها بنفس الخطة حتى تعود الأخرى ثانية و ردت عليها أزهار بحزن
_ الو يا فتون أخبارك.
ألقى نظرة سريعة على الباب تتأكد من عدم وصول صوتها للخارج ثم أردفت
_ الحمد لله يا أزهار اقفلي الفرش و تعالي عندنا.. اطلبي من جليلة فريدة تبقى معاكي النهاردة هي بتسمع كلامك و بتحبك أنا قولتلها إن فريدة عندك.
شهقت أزهار مردفة
_ آمال
هي فين يا فتون لما مش في البيت و لا عندي في وقت زي ده!..
بتنهيدة طويلة أجابتها
_ صممت تروح لفاروق عشان حصل سوء فهم بينها و بين جليلة أنتي عارفة لو جليلة عرفت إنها راحت لفاروق هتكون مصېبة مفيش ليها حل أبدا.
_ خلاص خمس دقايق و هكون عندكم.
أغلقت معها الخط لترى رسالة مرسلة من محطم قلبها يطلب منها الإتصال تركت الهاتف من يدها و ألقت بجسدها على الفراش بإهمال لعبة الحب بدأتها و هي مراهقة و اليوم ضاع كل شيء منها من البداية لم تخطط لنهاية أو تعلم كيف ستكون..
تحاول إخفاء جرحها لأنها السبب الأكبر بما يحدث الآن مع توأم روحها رنين هاتفها على النغمة المخصصة إليه تعالت معها رنين قلبها يلعن عن ضعفه و إشتياقه.
همسته المشتاقة ذابت بها مع نبرته الرجولية الخالصة أخذت نفس عميق و كتمته بداخلها مقهورة بما فعلته بنفسها و به
_ أخيرا يا فريدة حلم العمر بدأ يتحقق و خلاص هتكون مراتي و على اسمي.
زوجته و على اسمه بالفعل كان حلم بعيد بعيد جدا و الآن فقط تأكدت بأنه مستحيل خانتها دمعاتها و سبقت لسانها بالسقوط على وجهها أبعدت الهاتف عنها لتسمح لشهقاتها بالخروج من أعماق قلبها.
آه و ألف آه على وجعه لا يشاركها به أحد يأكلها بمفردها غصة مؤلمة تحاملت على نفسها و ابتلعتها بحلقها للحظة وصل بها عقلها إلى ليلة زفافه على فريدة و كيف سيكون بقمة سعادته.
هل سيأتي يوم و تحمل به طفل هو أبيه و هي ليست والدته بل نسخة منها بالشكل عاد و همس باسمها لتعود معه إلى أرض الواقع
_ مالك يا فريدة حاسس إنك مش مبسوطة زي ما أنا مبسوط حتى و أنتي قاعدة معايا حاسس إني مش مع حبيبتي اللي روحي فيها!
فراشات ناعمة أثارت كل جزء منها أهو بالفعل يشعر بها و يعرف كيف يفرقها عن غيرها! أخرجت تنهيدة حارة ثم أردفت بصوت حاولت إظهار المرح به
_ أكيد مبسوطة و جدا يا عابد بس أنت عارف أول مرة نقعد