مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
لكنه لو سكت وكتم فى قلبه الأمور هتتعقد مش هتتصلح لازم يكون فى بينا وضوح بيوت كتير بتتخرب بسبب كده يعني كل واحد شايل من التانى فى نفسه وساكت مع انه لو اتكلم ممكن أوى المشكلة تتحل بسهولة
صمت قليلا ثم قال
اتفقنا اللى هيضايق من التانى فى حاجه يصارحه بيها على طول
أومأت برأسها فسألها
طال صمتها وهى تحاول تخير الكلمات المناسبة وهو لم يتعجلها بل انتظر ردها وأخيرا قالت
أعادك فى البيت لواحدك مع واحدة حتى لو كانت الخدامة مش شايف ان دى حاجه غلط
بدا وكأنه يفكر فى كلامها ثم قال
أنا معظم اليوم بره البيت وهى مبشوفهاش الا وقت ما بتحطلى الأكل أو وقت ما بكون عايز أطلب منها حاجه البنت دى غلبانه ويتيمه وملهاش حد فى البلد وعشان كدة خليتها تعد فى أوضة جمب المطبخ
بهدوء
حتى لو كان الوضع زى ما انت بتقول مينفعش تعيش معاك فى البيت وانت لوحدك
ابتسم قائلا
خلاص مبقتش لوحدى
لم تبتسم فقال بجديه
أنا مكنتش شايف الموضوع زى ما انتى شيفاه أنا اتعاملت مع الأمر ده بطريقة عمليه مش أكتر من كده
ثم اقترب منها وقال بخبث
هو حبيبى بيغير عليا ولا ايه
لو تحبي أمشيها وأجيب بدالها واحدة كبيرة فى السن مفيش مشكلة
نظرت اليه قائله
مش عايزة اكون السبب فى قطع عيشها
طمأنها قائلا
مش هتكونى السبب فى قطع عيشها ولا حاجه هخليها تشتغل مع البنات اللى بيشتغلوا فى الأرض و أديها أوضة فى سكن العمال
أخيرا الدنيا نورت كنتى مضلماها عليا على الصبح
قالت بخجل
معلش أنا لسه مش متعودة على الوضع الجديد وفى حاجات كتير أنا مستغرباها ومش متعودة عليها
اقترب منها وأمسك كتفيها لم تبتعد هذه المرة نظر الى عينيها بحب قائلا
بسرعة على وضعك الجديد
أفلتت نفسها من يده فإبتسم ثم قال بتحدى
طيب لو قولتلك دلوقتى أنا مش حابب الوضع ده وعايزك معايا فى أوضتى وجوزنا يبقى حقيقي هتعملى ايه
قالت ياسمين دون تردد ودون أن تنظر اليه
انت دلوقتى جوزى وأنا مضطرة أعمل اللى انت عايزه
سألها عمر
حتى لو كان الى أنا عايزه انتى مش عايزاه
ابتسم يطمئنها قائلا
وأنا مش هعمل حاجه انتى مش عايزاها
ثم قال
طيب ممكن ننزل بأه نكمل فطارنا
نزلا معا وتناولت معه الفطار هذه المرة وهى تشعر بإرتياح أكبر
بعد الفطار أخذها عمر ليريها أرجاء المنزل واتفق مع الخادمة أمامها على عملها الجديد كانت ياسمين سعيدة و هى ترى زوجها يفعل ذلك لإرضائها انبهرت بكل شئ فى البيت الكبير وحكا لها عمر قليلا عن تاريخ عائلته وعن جدوده وكيف وصلوا من الحضيض الى القمة كانت ياسمين مبهورة بما تسمع وأعجبت للغاية بتاريخ كفاح جدوده وبدا عمر معتزا بجدوده وهو يتحدث عنهم لمست جانبا جديدا فى زوجها وفرحت أن الحديث قربها منه خطوة أخرى
دخلت غرفتها تلك الليلة وهى تشعر براحة أكبر من الليلة الماضية رأت حقيبتها التى مازالت لم تفرغها موضوعه على الأرض بجوار السرير فحملتها ووضعتها على السرير وفتحتها أخرجت ملابسها وفتحت الدولاب لتضعه فيه لكنها شهقت فى دهشة وجدت فستان عرس أبيض اللون مرصع ومطرز كان شكله يخطف الأبصار تركت ما بيدها وتلمسته كان ناعما للغاية أخرجته من الدولاب ونظرت اليه فى دهشة كم حلمت بإرتداء هذا الفستان الذى حرمت نفسها منه فى زواجها الأولى لأنها لم تكن تشعر ببهجة العرس وضعته مرة أخرى فى الدولاب وأنهت افراغ حقيبتها ثم استسلمت للنوم وابتسامة صغيرة مرسومة على ثغرها
فى اليوم التالى اتصلت كريمه ب عمر الذى استيقظ من نومه على صوت جرس الهاتف قالت
مبروك يا حبيبي عليك انت وعروستك
الله يبارك فيكي يا ماما
فين ياسمين اديهالى أكلمها
توتر قليلا ثم قال
هى مش جمبي دلوقتى شوية وهخليها تكلمك
طيب يا حبيبى أنا بس كنت عايزة أقولك اعملوا حسابكوا انى هعملكوا حفلة كبيرة هعزم فيها صحابنا وحبايبنا شوفوا انتوا المعاد اللى يناسبكوا
قال عمر بدهشة
حفلة ليه
ايه اللى حفلة ليه انت تسمع اللى أن بقولك عليه مش كفاية جوزت ابنى الوحيد سكيتي
خلاص يا ماما زى ما تحبي بس مش دلوقتى يعني سبينا شوية كده
أنا قولت ان انتوا اللى هتحددوا المعاد اللى يناسبكوا بس متتأخروش عايزينها بسرعة عشان كل اللى يعرف انك اتجوز يزعل مننا ويفتكر اننا عملنا فرح ومعزمنهوش
حاضر يا ماما هشوف ياسمين ونحدد معاد
خرج عمر من غرفته واتجه الى غرفة ياسمين طرق الباب كثيرا ولم تجب فتح الباب فلم يجدها فى غرفتها نزل لم يجدها فى المنزل أخبرته الخادمة الجديدة والتى كانت سيدة فى العقد الخامس من العمر أنها قالت انها تتمشى قليلا فى المزرعة صعد عمر وارتدى ملابسه وخرج علم أنه سيجدها هناك عند شجرته وكان مصيبا رأته فابتسمت اقترب منها بإبتسامه قائلا
عرفت انى هلاقيكي هنا
أشارت الى الشجرة قائله
دى خلاص بقت شجرتى
قال بمرح
نعم دى شجرتى أنا شجرتك منين
قالت بمرح ممثال
أيوة شجرتى عندك شجر كتير فى المزرعة لكن دى حبيتها من أول ما جيت المزرعة ومش بحب أعد الا فى ضلها
جلس بجوارها على الجذع وقال
على فكرة بأه أنا اللى زرعت الشجر دى
قالت بعدم تصديق
يا سلام بجد
أيوة والله أنا اللى زرعتها اتأكدتى بأه انها بتاعتى
قالت بعند مازحه
مليش دعوة برده دى شجرتى
طيب وأنا مستعد أخليكي انك تشاركيني زى ما بتشاركيني حياتى
ابتسمت ونظرت اليه قائله
انا شوفت فى دولابي فستان فستان فرح
أيوة ده فستانك
ابتسمت قائله
وعرفت مقاسي منين
من فستان ريهام اللى اديتيه ل كرم انتى وأختك نفس الطول ونفس الوزن تقريبا لو مش مظبوط عليكى قوليلى وأنا أجيب واحدة تعدلهولك
قالت بصوت خاڤت
ما قستوش
قال بهمس
وأنا مشتاق أوى انك تلبسيه وأشوفه عليكي بس متلبسيهوش أدامى إلا لما تحسي
انك مستعده انك تكونى عروستى أكمل هامسا
أنا بحبك أوى
تسارعت ضربات قلبها مرة أخرى اقترب منها أكثر فجأة رن جرس هاتفها ليقطع سحر تلك اللحظة نهضت من على الجذع والاحمرار يغزو وجهها وقالت بسرعة دون أن تنظر اليه
دى ريهام هروح أكلمها من البيت
مشت فى اتجاه المنزل وهى تحاول تنظيم ضربات قلبها ردت على أختها
سمسمة حبيبتى صباح الخير
صباح النور يا ريهام
ايه أخبارك النهاردة
تمام الحمد لله
مال صوتك متوترة كدة ليه اخانقتوا ولا حاجه
ابتسمت ياسمين قائله بصوت
مضطرب
لأ لأ متخانقناش عادى يعني مش متوتره عادى
ضحكت ريهام قائله
عيني عليكي بارده
ريهام بطلى
طيب أنا حبيت أطمن بس مكنتش أعرف انى بتصل فى وقت مش مناسب
ياسمين پغضب
ريهام لو مبطلتيش هقفل
استمرت ريهام فى الضحك قائله
أنا اللى هقفل أنا مش فضيالك يلا سلام
اقترب منها كرم قائلا
بتكلمى مين
ابتسمت قائله
ياسمين كنت بطمن عليها
جذبها من يدها قائلا
طيب تعالى أقولك كلمه سر
هتفت قائله
هو انت لسه فى عندك أسرار
ضحك قائلا
يووووووه كتير أوى تعالى بس وأنا أحكيلك
توجهت ياسمين الى المطبخ لتعد مع الخادمة طعام الغداء أرادت
أن تطبخ بيدها لترى رأسه فى طعامها عاد عمر ليجدها فى المطبخ نظر اليها بخبث وغمز يعينه
احمرت وجنتاها مرة أخرى وتجاهلت النظر اليه فقال
بتعملى ايه
بحضر الغدا
اقترب منه مبتسما
يعني هتأكليني من ايدك النهاردة
أومأت برأسها مبتسمه فابتسمت الخادمة وخرجت من المطبخ فنظر اليها عمر وهى تغادر ثم الټفت الى ياسمين قائلا بمرح
ست ذووووق مفيش بعد كده
سألته
ليه
طبع قلبه على وجنتها قائلا
عشان سابتنى أستفرد بيكي براحتى فى المطبخ
حاول معانقتها فهربت منه وقالت
لو سمحت اطلع بره خليني أركز
هو انا يعني مشتت تركيزك
أيوة مشتت تركيزى
طيب هخرج ماما هناك وانتى هنا وأنا اللي كنت بتريق على بابا لما ماما تطرده من المطبخ طلعت مراتى زى أمى
ابتسمت قائله بتحدى
بره لو سمحت
قال بلهجة مسرحيه
أوامر معاليك يا باشا
خرج عادت الخادمة فشعرت ياسمين بالخجل من نظراتها فتمتمت
ربنا يخليكوا لبعض ويحببكوا فى بعض كمان وكمان
وجدت نفسها تردد بقلبها آمين
يعني ابن أخويا يتجوز وأنا آخر من يعلم
هتفت ثريا بتلك العبارة پغضب فقال نور يهدئها
الموضوع جه بسرعة يا ثريا ووالد البنت توفى يعنى مكنش ينفع يتعمل فرح
أكملت ثريا پغضب وكأنها لم ستتمع اليه
يعني عشان هى مطلقة ما يتعملش فرح طيب ذنبه ايه عمر ودى أول مرة يتجوز فيها ذنبه ايه يتجوز من غير فرح
قالت كريمه
أنا قولتله اننا هنعمله حفلة كبيرة لما يرحعوا ان شاء الله ونعزم الناس كلها
قالت ثريا پحده
بعد ما دخلوا خلاص هنعمل حفلة ما كان من الأول ولا الهانم كانت متسربعه على الجواز ايه مش قادرة تستنى لما دمعتها على باباها تنشف ايه ملها ملهوفة على الجواز كده
قال نور بنفاذ صبر
يا ثريا قولتلك 100 مرة ان عمر هو اللى أصر على وان مراته تبقى فى بيته
ثم نهض قائلا
انا قايم اشوف شغلى عن اذنكوا
كان يعلم بأن الحوار مع أخته وهى غاضبه هو ضړب من العبث قالت ايناس پحقد
بكرة يزهق منها ويعرف انه ارتكب أكبر غلطه فى حياته ويطلقها زى ما اللى قبله طلقها
أصرت ياسمين على أن تعد طاولة الطاعم بنفسها أنهت اعدادها وطرقت باب المكتب كانت تنتظر أن يأذن لها عمر بالدخول لكنها وجدته يفتح الباب بنفسه مبتسما ابتسمت له قائلا
السفرة جاهزة
توجها الى غرفة الطعام وجلسا معا نظرت اليه لتراقب تعبيات وجهه نظر بسعادة الى كل ما أعدته وقال بدهشة
انتى ساعدتى الست فى كل الأكل ده
قالت بمرح
قصدك هى اللى ساعدتنى
نظر اليها بإعجاب قائلا
ده طلعت مراتى شاطرة أوى و أنا معرفش أنا قولت أخرك صنية المكرونة بالبشاميل
ضحكت قائله
آه اللى خدتها من بيت صاحبك وانت نازل
ضحك قائلا
اعمل ايه يعنى ما انتى كنتى معذبانى قولت أهى أى حاجه من ريحتك على فكرة ماما كلت
منها معايا وعجبتها جدا رغم ان ماما مبيعجبهاش بسهوله أكل حد
ابتسمت بسعادة وقالت
كويس يعني ماما كريمه عجبها أكلى
قال وقد تذكر فجأة
صحيح كلمتك النهاردة وسألت عنك بس كنت لسه صاحى من النوم وقولتلها انك هتكلميها
خلاص بعد الغدا هكلمها ان شاء الله
قال عمر بلهفه
طيب يلا لانى واقع من الجوع وريحة الأكل فتحت نفسى على الآخر
راقبته ياسمين بسعادة وهو يأكل من طعامها بنهم ويشيد به استيقظت ياسمين فى اليوم التالى قبل أذان الفجر كالعادة توضأت وصلت قيام وانتظرت الفجر وقفت فى الشرفه تراقب الحديقة فى الليل ابتسمت وهى تتذكر
مداعبات عمر ومرحه معها بعد الفطار جلسا يحتسيان الشاى فى الشرفة كانت ياسمين شارده فسألها عمر
بتفكرى فى ايه
انتبهت من شرودها على سؤاله فقالت بتأثر
ريهام وحشتنى أوى طول عمرنا واحنا مع بعض وعمرنا ما افترقنا أبدا
راقب عمرتعبيرات وجهها الحزينه ثم قال فجأة
تحبي نروح ل سماح و أيمن النهاردة
نظرت اليه فى دهشة غير مصدقه وقالت
بجد ينفع نروحلهم النهاردة
ابتسم وقرب كرسيه منها قائلا
أيوة طبعا ينفع أنا عارف ان سماح هى أقرب صاحبه