الجمعة 13 ديسمبر 2024

مزرعة الدموع بقلم منى سلامة

انت في الصفحة 64 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

 

حبه لها هى تعلم أنه يحبها بل يعشقها لكن مشاعرها هى المضطربة غير مستقرة اقترب منها فجفلت أمسك برأسها وقبل جبينها قائلا 
يلا ادخلى
شعرت بالخۏف نظرت الى غرفة النوم فى وجل حبست أنفاسها وقال بحنان 
دى أوضتك انتى
رفعت عينيها اليه فى دهشة وقالت 
أوضتى أنا 
ابتسم وأشار الى الغرفة المجاورة قائلا 

ودى أوضتى 
لم تصدق ياسمين ما تسمع ماذا يقصد أخرجها من حيرتها وهو ينظر الى عينيها المندهشه بحنان وقال 
أنا مقدر كل اللى انتى فيه ومستعد استنى عليكي الوقت اللى تحبيه الحاجة الوحيدة اللى هتصبرنى هو انك عايشه معايا فى نفس البيت مقريبه منى أنا عارف ان جوازنا جه بسرعة بالنسبة لك وانك لسه مش مستعدة للخطوة دى 
نظرت اليه غير مصدقه ما تسمعه فقال لها بحنان 
أنا بحبك جدا يا ياسمين وعايزك أوى بس مش هقرب منك غير اذا كنتى عايزانى زى ما أنا عايزك وبتحبينى زى ما أنا بحبك أنا قولتلك قبل كده مش ممكن أجبرك على حاجة واضح جدا عليكي انك مش عايزاها
نظرت اليه ياسمين وكأنها تتعرف عليه لأول مرة ابتسم لها فبادلته ابتسامه خجوله استغربت كيف نجح فى ازاله التوتر بداخلها كيف أشعرها بالراحة وبالأمان أشار الى الغرفة برأسه قائلا بحنان 
يلا ادخلى غيري هدومك وانزلى عشان نتعشى سوا 
قالت بحرج 
معلش أنا اسفه بس بجد تعبانه ومحتاجه أنام
قال عمر بإهتمام 
طيب أجبلك الأكل فى اوضتك
قالت بسرعة 
لأ شكرا بس أنا بجد جعانه نوم
تأمل عمر وجهها المتعب ثم قال بحنان 
ماشى يا حبيبتى ولا يهمك ادخلى نامى تصبحى على خير
دخلت الغرفة كانت غرفة جميلة جيدة الأثاث لها طابع كلاسيكى كما هو الحال فى الأسفل أخذت دشا وتوضأت وصلت وارتدت بيجامتها ثم دخلت الى فراشها واستسلمت للنوم 
بعد عدة ساعات من النوم شعرت ياسمين بحركة غريبه فتحت عينينها فجأة لتجد عمر واقف بجوارها شعرت بالفرع طمأنها قائلا 
متخفيش أنا دخلت بس أطمن عليكي لقيتك مش متغطية كويس فعدلت الغطا
نظرت الى الغطاء الملتف حولها جيدا همت بالجلوس لكنه أوقفها قائلا 
لأ متقوميش كملى نوم أنا خارج 
نظرت الى الساعة بجوارها قائله بصوت ناعس 
أنا كده كده لازم أصحى عشان باقى نص ساعة على الفجر
نظر اليها بحنان قائلا 
مش مهم صليه لما تقومى الصبح
رمقته ياسمين بنظرة حاده وشعرت بإنقباض فى قلبها ثم قالت دون أن تنظر اليه 
لأ هصلى الفجر حاضر
صمت عمر ظلت جالسه فى الفراش تتمنى انصرافه حتى تستطيع النهوض خجلت أن يراها بالبيجاما استدار عمر وفتح الباب وانصرف كانت تشعر بالضيق لهذه البداية الغير موفقه بينهما فهى لم تترك صلاة الفجر يوما إلا فى حالات
مرضها الشديد لكنها ظلت ومنذ نعومة أظافرها معتادة على أداء الصلاة فى
وقتها وهذا شأن البيت كله وكانت تشعر بالبركة فى يومها عندما تستيقظ وتصلى الفجر وتظل تدعو الله و تقرأ وردها وأذكارها حتى الشروق نظرت الى نفسها فى المرآة وابتسمت بسخرية قائله وماذا توقعتى غير ذلك منه يا ياسمين توضأت وصلت و أنهت أذكارها لم ترغب فى النوم مرة أخرى وعندما أشرق نور الصباح خرجت الى شرفة غرفتها تستنشق تلك النسمات المنعشه كانت غرفتها تطل على الحديقة الخلفيه والتى اقل ما يقال عنها أنها رائعة تسلل عبير الأزهار المنعش اليها فأغمضت عينيها لتستمتع بتلك الرائحة الخلابه سمعت طرقات على باب غرفتها دخلت وفتحت الباب لتجد عمر واقفا أمامها ابتسم قائلا 
لمحت النور من تحت بابك عرفت انك صاحيه وفاتحه البلكونه يلا عشان نفطر سوا
همت بالخروج فاعترض طريقها وأشار الى الاسدال الذى ترتديه قائلا 
هتفطرى كده 
نظرت الى الاسدال ثم قالت 
أنا كنت لابساه لانى كنت واقفه فى البلكونه 
ابتسم قائلا 
متخفيش أنا ادينك أوضه بتطل على الجنينه اللى ورا ودى محدش بيدخلها مفتاحها معايا 
أومأت برأسها فقال 
هستناكى تحت
خلعت اسدالها وارتدت عباءة للبيت محتشمة جمعت شعرها للخلف كانت تشعر بالخجل من رؤياه اياها بدون حجاب ثم تذكرت أنه بالفعل رآها هكذا من قبل ابتسمت وهى تتذكر حنانه ورقته ولهفته عليها يوم أن خطفت هى تعلم جيدا بانه يحبها لا تشك لحظة فى ذلك فتحت باب الغرفة وشعرت وكأنها غريبا يتلمس طريقه فى مكان يجهله نزلت الدرج وبمجرد أن وصلت لنهايته وجدت عمر يخرج من احدى الغرف ثم يمسك يدها ويجذبها أجلسها على طاولة الطعام وجلس بجوارها نظرت الى كل الطعام المعد بدهشة قائله 
ايه ده كله 
ابتسم قائلا 
أول مرة ناكل مع بعض وبعدين انتى متعشتيش امبارح
ابتسمت قائله 
على أساس انى هاكل كل الأكل ده يعني أنا أصلا أكلتى ضعيفه أوى
وضع كفه على كفها الموضوع على الطاولة فإضطربت وسحبت يدها لم يعر ذلك انتباها وأكمل مبتسما 
لا لازم تهتمى بأكلك وتبطلى أكل العصافير بتاعك
شرعا فى تناول الطاعم كانت ياسمين تنظر لما حولها تتعرف على المكان وقع نظرها على الحړق فى يده فأشاحت وجهها عن يده حاولت أن تتناسى الأمر لكن هيهات لاحظ عمر اضطرابها وتوقفها عن الأكل فقال 
فى حاجه الأكل مش عاجبك
قالت بسرعة 
لأ بالعكس 
هنا حضرت الخادمة لتضع أمامهم ابريق الماء نظرت اليها ياسمين من رأسها على أغمص قدميها كانت فتاه جميلة ذو ملامح هادئة ترتدى جلباب فلاحى وعصبه على رأسها نظرت الى عمر مبتسمه وقالت 
تؤمر بحاجة تانى يا بشمهندس
هز عمر رأسه دون أن ينظر اليها وقال 
لا شكرا
خرجت الخادمة وظلت ياسمين ساهمه نظرت الى عمر قائله 
هى البنت دى بتشتغل هنا 
أيوة
بدا عليها التردد كان عمر يرد بلامبالاة وكأن الأمر لا يمثل له أى أهمية فنظرت اليه وقالت 
يعني انت وهى عايشين فى البيت ده لوحدكوا 
نظر اليها عمر وبدا مستغربا سؤالها ثم قال 
أيوة
ترددت قليلا ثم قالت 
هى جديدة هنا 
لأ شغاله هنا من شهور
كان فى واحدة شغاله قبلها 
بدا شاردا ثم قال بضيق 
أيوة كان فى قبلها صفية
شعرت ياسمين بالڠضب يتصاعد بداخلها وتوقفت عن الأكل نظر اليها عمر بدهشه قائلا 
مالك مش بتاكلى ليه
حاولت تمالك أعصابها وقالت بهدوء 
مفيش شبعت
تفرس فى وجهها
ثم قال 
شكلك مضايق ايه اللى ضايقك
نظرة اليه نظرة حادة ثم قالت وهى تنهض 
بعد اذنك أنا طالعه أوضتى
تركته ودخلت غرفتها جلست على السرير وعينيها تشعان پغضب مكتوم بحثت عن هاتفها واتصلت ب سماح التى قالت بدهشة 
فى عروسة تتصل بصحبتها يوم صباحيتها على الصبح كده
قالت ياسمين پحده 
لا أنا عروسة ولا دى صبحيتي 
قالت سماح مستفهمه 
ايه اللى حصل شديتوا مع بعض
قالت ياسمين بحزن 
أنا كنت واثقة اننا مننفعش لبعض كان قلبي حاسس احنا عمرنا أبدا ما هنقدر
نفهم بعض ولا نعيش بإسلوب بعض 
طيب اهدى وفهميني اللى حصل
صمتت ياسمين قليلا كادت أن تقص عليها أمر الخادمة التى تبيت ليلها فى نفس البيت مع عمر بمفردهما وهو لا يرى بأسا فى ذلك ويرى الأمر عادى جدا لكنها أحجمت وقالت بصوت خاڤت 
مش هقدر أحكيلك يا سماح مهما كان هو زوجى دلوقتى ومينفعش اتكلم عنه وحش مع حد
قالت سماح 
خلاص براحتك طيب نتكلم فى المشكلة القديمة اللى أنا عارفاها فعلا موضوع الحريق ومرات الغفير انتى حسه بإيه دلوقتى بخصوص الموضوع ده
قالت ياسمين بحيرة 
مش عارفه 
قالت سماح 
ياسمين ليه متحطيش احتمال ان البنت اللى اسمها ولاء دى
بتحاول توقع بينك وبين عمر عشان تمنع جوازتكوا
قالت ياسمين بحيره 
وهى ايه مصلحتها فى كده هتستفاد ايه لما تمنع جوازنا
تستفاد انها تخرب عليكي يا ياسمين مش هى كانت بتحب عمر ممكن أوى تكون غارت منك وعملت الفيلم ده عليكي عشان متتجوزيش حبيبها ياسمين مش كل الناس طيبة زيك فى ناس مؤذية جدا وعايشة على أذية الناس زى مصطفى وزى اللى اسمه بسطويسي ده وزى مها مش كل الناس طيبة وتعرف ربنا يا ياسمين
صمتت ياسمين تفكر قليلا ثم قالت 
والورق اللى جابتهولى من المستشفى والراجل اللى شهد 
قالت سماح 
سهل أوى لو ليها حد
معرفة فى المستشفى تخليه يضربلها الورق أو هى بنفسها تاخد منه ورقة فاضية وټضرب التقرير مش هى دكتورة يعني تعرف كويس عن اصابات الحروق وتكتب تقرير مية مية وتديهولك على انه التقرير اللى جابته من الاستقبال أما بالنسبة للراجل ممكن يكون اتلخبط بين عمر وبين واحد تانى أو هى قالتله انه يقول ان الراجل اللى كان مع مرات الغفير يبقى عمر لكن عمر ملوش علاقة بالموضوع أصلا
قالت ياسمين 
طيب والحړق اللى فى ايده واللى مرضاش يقولى سببه 
ممكن يكون اتحرق من أى حاجه مش شرط نفس الحريقة دى يعني ممكن اصلا يكون الحړق ده فى ايده من قبل موضوع حړق البيت ولاء استغلت الحړق اللى فى ايده عشان تقنعك انه له دور فى حكاية مرات الغفير
فكرت ياسمين فى كلام سماح قليلا ثم قالت 
لازم أتأكد بنفسي
ازاى 
قالت ياسمين فجأة 
متعرفيش محامى كويس هنا 
محامى ! عايزاه ليه
تعرفى بس ولا متعرفيش
أعرف محامية كويسة مرات صاحب أيمن عرفنى عليها وهى ست كويسة أوى وشاطرة
قالت ياسمين بلهفة 
كويس أوى أنا عايزاكى تخلى المحامية دى تحاول توصل للورق اللى فى المستشفى وأنا هديكي اسم المستشفى واليوم اللى حصلت فيه الحريقه وهى محامية يعني أكيد لها طرق توصل بيها للورق ده كمستندات أكيد بتحتاجها فى القضايا بتاعتها وشوفى أتعابها وأنا هدفعهالها 
قالت سماح بشك 
مش عارفه طيب ما تواجهى عمر
قالت ياسمين بيأس وسخرية 
أواجهه أقوله ايه أقوله انت زنيت بمرات الغفير اللى كان بيشتغل عندك وهو طبعا هيقولى أيوة وېخرب بيته بإيده ويهد جوازه بنفسه وهو عارف وواثق انى لو عرفت حاجه زى كدة مستحيل أكمل معاه !! أكيد طبعا هينكر يا سماح انتى مشفتيش مصطفى لما والدى كان بيواجهه بخيانته فضل يحلف بالله انه مظلوم وان البنت بتفترى عليه لحد ما بابا قاله على المحادثة اللى شوفتها بينه وبين البنت دى ساعتها مقدرش ينكر لان كان فى معايا دليل أنا لو روحت واجهت عمر وكان فعلا هو مذنب أكيد هينكر ومش بعيد يخفى الشاهد زى ما خفى مرات الغفير وساعتها عمرى ما هعرف أوصل للحقيقة أبدا وهعيش طول عمرى شاكه فيه
قالت سماح 
طيب خلاص هكلم المحامية 
بس خليها تعجل الموضوع يا سماح عايزة أعرف فى أقرب وقت الورق اللى نسخته معايا ده حقيقى ولا مزور
حاضر بس أنا واثقة انه مزور
قالت ياسمين بلهفه 
ياريت يا سماح ياريت يكون مزور 
سمعت طرقات على الباب فأنهت الاتصال مع سماح فتحت لتجد عمر قال لها بهدوء 
ممكن أدخل 
ترددت لكنها أفسحت لها الطريق
دخل وأغلق الباب خلفه جذبها من يدها وأجلسها بجواره على السرير شعرت بالتوتر رفع وجهها لتنظر اليه ثم قال 
بصى يا ياسمين ده أول يوم جواز لينا وعايزين نتفق على حاجات معينه عشان لسه أدامنا طريق طويل مع بعض
استمعت له ياسمين بكل حواسها أكمل 
انتى فى حاجه ضايقتك واحنا بنفطر ولما سألتك اتهربتى وطلعتى أوضتك اللى عايزين نتفق عليه هو ان اللى يضايق من التانى فى حاجه لازم يصارحه بيها
 

63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 74 صفحات