السبت 23 نوفمبر 2024

قصه كوب الشاي

موقع أيام نيوز

تقول: في أول أسبوع زواج لي، أخبرتني حماتي والدة زوجي أن من عاداتهم عدم السماح للعروس الجديدة مشاركتهم الاعمال المنزلية في اسبوعها الاول، كونها عروسا حديثة عندهم، أيضا حتى تلاحظ جيدا طريقة عملهم ومكان وضع الاشياء فإن باشرت العمل الاسبوع التالي يسهل عليها الامر

لم يكن ذلك مهما جدا بالنسبة لي، فقد كنت أساعد أمي في أعمال المنزل والمطبخ،لذا لم تكن مشاركتي لهن لتقـ,,ـلقني، تمنيت فعلا لو سمحوا لي باعداد بعض الاطباق الشهية حتى اسعدهم بها واحظى ببعض الثقة في نفسي، والاهم جعل زوجي فخورا باختياره امامهلكن الرياح لا تجري بما تشــتهي الســفن دوما! اعدي لنا الشــاي! هذا ما طلبوه مني في آخر ليلة من الاسبوع الاول، قالوا بالحــرف الواحد ” نريد ان نتحلى شايا طيبا من ايدي عروستنا الجميلة” لكن المؤسف في الامر اني لا اجيد اعداد الشاي، اعد اي طعام صعب، اي طبق تقليدي او عصري لكن الشاي لا اجيد اعداده..­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­

­ ­ لم اجرب اعـ,,ـداده سابقا ولم اتخيل يوما ان يكون اول طبق يطلب مني تحضـ,,ـيره..!!!

 حتى زوجي يدرك جيدا اني لا اجيد اعداده، فوعدني بتعليمي ذلك فقد كان يعده في رحلاته رفقة اصدقائه،وهذا ما جعلني لا اقبل على تعلمه حتى اتقنه على طريقته نظرت اليه نظرة ترجي، لم يستطع التحرك ولا الكلام، ماذا سيقول!؟ هل سيقول هي لا تجــيد ذلك دعوها وشأنها!؟

 سيسخرون منه، سيتهمونه بدفاعه اللامبرر عني من اول اسبـوع زواج!!! 

هل اصرح باني لا اجيد ذلك، كيف ستكون ردة فعلهم، سيضحكون، سيسخرون، حتى لو لم يفعلوا ذلك امامي تفاديا إحراجي، سيفعلون ذلك خفية عني لكن ليس عنه، سيؤذونه بكلام مخــيب للامال، سيقولون هل هذا هو اختيارك؟ لا تجيد اعداد شاي بسيط لنا!؟

 كم تمنيت لو كانت لي القوة الكافية لأقول لا اعرف، كم تمنـيت لو كنت اجيد اعداده، كم تمنيت لو طلبوا مني امرا اخر لأبهرتهم، لماذا الشاي تحديدا !!!

لم تكن لي القوة الكافية لحمل هاتفي أمامهم، سيدركون مباشرة بأني سآخذ الوصفة من النت، حاجز وهمي وضعته لنفسي بيني وبينه وهو في الشاحن داخل غرفتي­   لم اقوى على فتح باب الغرفة وهم ينتظرون بلهفة الشاي على ماىدتهم من ايدي عروس ابنهم او اختياره الذي وضعوه في اختبار صعب الليلة،اما ان يفـ,,ـخر بي لبقية العمر او يبقى مخذولا امامهم! رن فجـأة صوت هاتفي، فتنفست الصعداء،

 استاذنتهم لدخول الغرفة وحمله واذ به اتصال من زوجــي تسبقه رسالة يخبرني فيها بطريقة اعداده وكأننا في الحړب، وكأني اتلفظ انفاسي الاخيرة بين يديه، تلك الحروف، تلك الدقة في التخطيط،تلك القوة التي منحني اياها ذلك اليوم لازلت اشعر بها حتى الان ،و رغم مرور عدة سنوات على ذلك لازلت كلما تذكرتها ابتسمت، كلما انتابني الفشل واليأس نهضت وعدت لأقاتل مجددا، لازلت كلما انظر إليه أشعر بالفخر، بالنصر، صبرت وصــمدت، فحــارب هو وانا انتــصرت