رواية عشق وجزاء بقلم شيماء عبد المجيد
متبعا إرشادات سحر للوصول إلى أقرب مشفي بينما ظل جاسم محتضن رنا بشدة محاولا افاقتها
وصل عدي الي المشفي بأسرع وقت
بمجرد أن دلف للمشفي حتي صړخ بالممرضات پغضب.....
جاسم... أريد طبيبا هنا في الحال زوجتي في حالة حرجة
أسرعوا الممرضات بالإجراءات اللازمة وتم نقل رنا الي غرفة العمليات تاركه خلفها قلب ينازع من أجل معشوقته
جلس جاسم علي المقعد باهمال غير مدرك للواقع من حوله لا يفارق خياله منظر رنا وهي غارقة بدمائها كأن عقارب الساعة توقفت عند هذا المشهد لم ينتبه لمحاولة عدي التخفيف عنه .
غادر الطبيب فتوجه جاسم لغرفتها للاطمئنان عليها اما سحر فابلغت السيدة سلمي بما حدث مع رنا فاخبرتها بقدومها بأسرع وقت.
بعد قليل
افاقت رنا فشعرت بآلام متفرقة في جسدها حاولت النهوض فتألمت بصوت منخفض فانتبه جاسم لها فتحدث قائلا بلهفة
رنا.... حبيبتي إنتي كويسة !!
رنا بصوت منخفض.... عايز اي تاني حرام عليك سيبني في حالي وكفاية اوووي لغاية كدا
رنابحزن .... الكلام مش هيغير حاجة انت كسرت قلبي ياجاسم واهانتني كتير اوووي سمعت منك كلام عمري ما اتخيلت إن أسمعه في حياتي خلينا كدا أحسن.
جاسم بحزن.... أنا آسف والله آسف صدقيني مكنش قصدي أبدا أنا...
بس كفاية مش عايزة أسمع حاجة لو بتحبني زي مابتقول ابعد عني وكفاية اوووي أنا بحاول أتقدم خطوة في حياتي وبظهورك دلوقتي رجعتني عشرة لورا .
جاسم.... ممكن بس تسمعيني .....
رنا بعصبية.... قولتلك مش عايزة أسمع حرام عليك عايز اي تاني حياتي اټدمرت بسبك ولسه بتدمر كل ما بتظهر وأكيد شوفت اللي حصلي بسببك النهاردة فلو سمحت أخرج من حياتي وسبني ودلوقتي اتفضل أخرج.
اڼفجرت رنا پبكاء شديد فتحدثت سحر قائلة... لما إنتي بتحبيه للدرجة دي ليه مسمعتهوش.
رنا.... أنا مش عايزة اتوجع مرة تانية أنا لسه لحد النهاردة منستش اللي حصلي الافضل إننا نفضل كدا أحسن.
سحر..... إنتي حرة بس جاسم ميعرفش إن عنده ابن وأكيد الوضع هيتغير لو عرف.
رنا بقلق.... لا أكيد مش هيعرف حاجة
قطع حديثهم صوت طرقات الباب فدخل شاب في أوائل العقد الثالث من عمره يحمل في يده باقة كبيرة من الورد الجوري
زياد بلهفة ... حمد لله على السلامة يا حبيبتي إنتي كويسة !
رنا .... ايوا يا زياد بخير مكنش في داعي تتعب نفسك.
زياد..... تعب أي بس المهم تكوني بخير.
تألمت رنا عندما حاولت
النهوض فأسرع زياد قائلا بلهفة... إنتي كويسة ! ولو تعبانة أنادي الدكتور.
رنا.... مفيش داعي أنا كويسة..... صحيح طنط سلمي عرفت.
فأجابت سحر قائلة.... انا قولتلها وهي في الطريق زمانها على وصول
رنا.... مكنش في داعي تعرف أنا بقيت كويسة دلوقتي هتقلق علي الفاضي وكمان أدهم وملك زمانهم عرفوا.
سحر.... يعني كنت عايزاني أعمل أي وبعدين
حضرتك هتفضلي هنا كام يوم.
رنا... ليه
أنا بقيت كويسه .
سحر.... مش إنتي اللي هتقرري الدكتور اللي هيقرر.
زياد.... سحر معاها حق مش هيحصل حاجة لو بقيتي كام يوم في المشفي.
قطع حديثهم دخول
أدهم وملك وخلفهم سلمي فأسرع أدهم قائلا بدموع..... مامي إنتي كويسه فمسحت رنا دموعه قائلة.... كويسه يا حبيبي بلاش ټعيط بقي علشان لو عيطت هزعل منك
أدهم.... خلاص مش هعيط بس مش تزعلي
حضنته رنا بشدة فتحدثت ملك من بين دموعها قائلة .... إنتي كويسة مش كدا !فأجابت رنا وهي تمسح دموعها قائلة...... يا حبيبتي والله كويسة كل الحكاية شوية كدمات ومفيش حاجة خطېرة
زياد .... طيب استأذن أنا بقي حمد لله على سلامتك مرة تانية
رنا.....شكرا يا زياد
غادر زياد فاستأذنت سحر بالمغادرة هي الآخري
سحر..... رنا أنا همشي دلوقتي مش عايزة اي حاجة
رنا..... لا حبيبتي تعبتك معايا النهاردة
سحر.... لا تعب ولا حاجة أساسا أنا معملتش حاجة اللي عمل إنتي عارفاه كويس ..... كادت أن تكمل حديثها ولكن توقفت عندما رأت نظرات رنا المحذرة فسلمت على أدهم وملك والسيدة سلمي وغادرت
كان عدي علي وشك الخروج للذهاب لجاسم المشفي قاطعه دخول جاسم پغضب
عدي باستغراب..... جاسم!! أنا كنت لسه جايلك دلوقتي.
جاسم..... مفيش داعي أنا مسافر القاهرة دلوقتي شوف هتيجي ولا لا !
عدي.... نسافر!! هو حصل حاجة بينك وبين رنا
لم يرد جاسم ففهم عدي ما حدث فتعابير وجهه كانت كفيلة ليعرف ما حدث...
عدي... طيب مانسافر بكرة في معادنا.
جاسم پغضب..... أنا مش هفضل هنا ثانية واحدة عايز تخليك هنا براحتك بس هسافر
دلوقتي...
عدي.... طيب نص ساعة أجهز الشنطة واجي
جهز عدي أغراضه بأسرع وقت وغادر برفقة جاسم إلى القاهرة .
ذهبت ملك وأدهم ليأتوا بمشروبات فانتهزت السيدة سلمي الفرصة و
حاولت معرفة ما حدث مع رنا وأوصلها لهذه الحالة فقصت لها رنا ما حدث
فڠضبت منها كثيرا...
سلمي... أنا عايزة أعرف إنتي عايزة توصلي لفين !
رنا.... مش فاهمة قصدك اي !
سلمي پغضب.... لا فاهمة يا رنا إنتي لسه بتحبيه بالعكس بتحبيه أكتر من الأول دلوقتي لما جيه أعتذر منك وندمان علي كل حاجة علي الأقل اسمعي منه بس ولا هتفضلى طول عمرك عنيدة وعنادك دا هيخسرك كتير اوووي صحيح دي حياتك بس هتندمي بعدين
رنا بحدة.... هندم على أي بالظبط!!
سلمي..... بكرة أدهم يكبر ويسألك ابوه فين ساعتها هتجاوبي تقولي أي يا حبيبتي ابنك محتاج أبوه صحيح أدهم مش بيسأل كتير علشان فاكر إنه مسافر بس ابنك بيحس بالحرمان لوشاف حد من أصحابه مع باباه بطلي أنانية وفكري بابنك شوية.
رنا پغضب .... يعني أنا دلوقتي أنانية لما رفضت أسمعه وهو مكنش كدا لما ضړبني واهاني من غير ما يسمعني دلوقتي أنا الأنانية وهو الملاك .
سلمي.... أنا عارف إن جاسم غلط في الماضي بس بلاش نصلح الغلط بغلط أكبر منه كنتي تسمعي منه وبعدين اتصرفي بس لا علي طول بتتصرف بعند افتكري إنك هتخسري كتير بسبب عندك فكري في مصلحة ابنك أظن إنك كبيرة كفاية علشان تعرفي مصلحتك فين بس ياريت تفتكري إن أدهم موجود في حياتك وهيفضل رابطك بجاسم للأبد مهما حاولتي تبعدي هتلاقي القدر جمعكوا مع بعض وإن كان جاسم معرفش إن عنده ابن المرة الجاية أكيد هيعرف.
في قصر العمري....
تفاجأت السيدة فريدة من عودة جاسم فجأة فعلمت أن هناك أمر ما حدث معه.
فريدة.... جاسم!! حمد لله على السلامة يا حبيبي
جاسم بتعب... الله يسلمك يا ماما
فريدة..... مالك يا حبيبي في حاجة حصلت في السفرية المفروض ترجع بكرة
جاسم.... مفيش حاجة يا ماما بعد إذنك هطلع ارتاح شوية
فريدة باستغراب.... ماشي يا حبيبي.
صعد جاسم لغرفته حتي لا يشاهد أحد انهياره فلا يريد لأحد من والديه أن يعلم بالأمر بمجرد ان دلف الي الداخل لم يستطع التحمل أكثر من ذلك فانهار وسمح لدموعه بالهبوط علها تخفف من ۏجع قلبه
ولكن هل لقلبا چرح بڼار العشق والفراق الهدوء !!
فأمسك بفازة من الكريستال ورماها باقصي قوته تجاه المرآة فانكسرت إلي شظايا صغيرة كشظايا قلبه وتناثرت حوله فأصبحت كل قطعة تعكس انهياره حطم كل شئ من حوله وهو ېصرخ بزمجرة كزئير التنين الغاضب فقد تمكن الڠضب منه حتي أعلن تمرده وخرج في في صورة ڼار قوية ټحرق كل شئ أمامها.
في الأسفل كانت السيدة فريدة تفكر في سبب عودة جاسم بهذه الطريقة حينما استمعت الي صوت ټحطم قوي فشعرت بانقباض قلبها وتوجهت مسرعة إلي غرفة جاسم فوجدت الغرفة محطمه بالكامل فبحثت عن جاسم وجدته يجلس على الأرض مهملا يبكي على محبوبته فقلقت كثيرا وعلمت أن الأمر خطېر لدرجة ان يبكي جاسم من أجله .
فذهبت إليه وضمته بقوة وتحدثت پبكاء
فريدة.... جاسم ! مالك يا حبيبي أي اللي حصل وصلك للمرحلة دي
بكي جاسم بحضن امه قائلا بلا وعي ..... خلاص يا ماما سبتني للأبد الإنسانة الوحيدة اللي حبتها ضيعتها من إيدي خلاص .
بكي جاسم بقوة لان البكاء
يريح القلب وقلبه هو ارهقته مآسي الحب وڼار الشوق وۏجع الفراق .
لم تفهم فريدة شئ مما يقوله ولكن استغربت كثيرا من دموع ابنها فلأول مرة يبكي من أجل فتاة بل أول مرة يبكي بهذه الطريقة
فاشفقت على حالته وتحدثت قائلة.... اهدى يا جاسم وقولي اللي حصل وأنا هساعدك يا حبيبي....
لم تحصل على إجابة فتركته يهدئ قليلا
فريدة .... طيب يا حبيبي تعالي أرتاح شوية ونتكلم بعدين
استطاع جاسم النهوض برفقة والدته وتوجه لغرفة أخري ليرتاح قليلا.
ظلت بجانبه حتي غفي كطفل صغير ارهقه كثرة البكاء اطمئنت عليه ثم تركته وخرجت .
في منزل عدي
تجنب عدي الحديث مع ندي حتي لا يحدث مشاكل بينهم بسبب رنا وجاسم لذا اعتزل غرفته.
كان عدي حزين على صديقه فعندما رأي رنا أمامه شعر بأن حياة صديقه ستصبح أفضل
ولكن كان علي خطأ فأصبح صديقه أكثر حزنا مما مضي قطع شروده صوت الهاتف كاد أن يرفض الإتصال حينما انتبه ألي إسم المتصل
فتنهد وأجاب...
في قصرالعمري
وصل عدي الي القصر بسرعة كبيرة فلم يكن المتصل سوي السيدة فريدة تخبره بضرورة حضوره لأمر هام بخصوص جاسم فأسرع بالحضور خوفا من حدوث مكروه لصديقه..
دلف الي الداخل فوجد السيدة فريدة تجلس بانتظاره ويبدو علي ملامحها القلق
عدي بقلق..... خير يا طنط جاسم كويس
فريدة.....لايا عدي مش كويس أنا عايزة أعرف أي اللي حصل معاكوا في السفرية دي
عدي بتوتر.... هيكون حصل أي يعني مفيش حاجة طبعا.
فريدة.... متأكد يا عدي إن مفيش حاجة
عدي وهو يبتلع ريقه .... اكيد يا طنط
فريدة..... أوك تعالى معايا ثانية
صعدت فريدة برفقة عدي الي