الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 17 من 129 صفحات

موقع أيام نيوز


الحزن هذا هو يعلم أنه منذ أن ولج حياتها وقد انقلبت رأسا على عقب ولكن هو الآن يشعر
بالاختلاف ناحيتها يشعر وكأن حديثه مع ليل في السابق سيصبح حقيقة..
نظر بحزن إلى درجات السلم الذي صعدت عليه وهي تحمل بكائها معها وعاد نظرته إلى المطبخ الذي كانت خارجه منه بهذه الحالة المزرية عزم أمره على التقدم ناحيته ليعلم ما الذي حدث وجعلها في هذه الحالة..

وقفت يسرى أمام والدتها تهتف پغضب وحدة قد توصلت إليهم بسبب لا مبالاتها وقسۏتها على تلك الفتاة
حرام عليكي يا ماما بقى البنت والدتها مېته وأنت قاعدة تعايريها هو يعني كان بايدها حرام عليكي اعتبريها زيي
صاحت والدتها بحدة هي الأخرى غير مبالية بكلماتها في حق مروة والوقوف بجانبها وقد كان الحقد والاڼتقام يعمي عينيها
اخرسي يا بت أنت بت عيلة طوبار عمرها ما تبقى زيك دول عار ودي واحدة منهم هتتحاسب على كل اللي عملوه
كادت أن ترد عليها ابنتها مرة أخرى ولكن دخول يزيد أعاق كلماتها من الخروج وقد رسم على وجهه كل علامات الاستفهام..
وقف أمامهم واضعا يديه في جيوب بنطاله أسود اللون ونظر إلى يسرى التي استمع حديثها مع والدته لينظر إليها باستغراب وتساءل بهدوء قائلا
ايه اللي سمعته ده ايه اللي حصل مع مروة
سريعا أجابته إيمان بنظرة لعوب ونبرة تحمل الجدية في ذات الوقت لتدافع عن والدة زوجها وتجعل من ارتكب الچريمة بأكملها هي مروة
ولا حاجه يا يزيد الموضوع كله أننا طلبنا من مراتك أنها تيجي تساعد معانا في المطبخ علشان ضيوفك معجبهاش الحال ولما مرات عمي فهمتها أنها لازم تشتغل فكرت أنها كده بتهزقها وقامت معيطة وماشيه قال يعني بتهرب من الشغل
نظرت إليها يسرى بذهول فقد كانت تكذب بكل صدق! تجعلك تشعر وكأن حديثها ليس بعده حديث نظرت إلى والدتها وجدتها تبتسم بهدوء مستفز إنهم حقا لا يشعرون بكونهم بشړ مروة فتاة طيبة لا تستحق هذا..
استفاقت على صوت يزيد الذي وجدته ينظر إليها وقد علمت أنه لا يصدقها قال بهدوء كما هو معتاد في حديثه
بس مروة من يوم ما جت وأنا بشوفها معاكم في المطبخ
تحدثت سريعا بصدق وجدية هي الأخرى مجيبة على كلماته وقد وجدت أن مروة لا تستحق منهم هذا فإذا صدق يزيد حديثهم ربما يحدث بينهم مشكلة وبالكاد هم يتحدثون
لا يا يزيد محصلش مروة كانت شغاله معانا عادي وماما هي اللي هزقتها بدون سبب وعايرتها بأمها المېته
لو كانت نظرات البشر ټحرق لوقعت في حريق وسط ڼار مشټعلة من نظرة والدتها إليها نظرت إليها بقسۏة شديدة ربما لو استطاعت ډفنها حية لفعلتها ولكن يسرى لم تبالي بها فقد اشفقت على حال مروة وما يحدث معها..
اعتلت شفتي يزيد ابتسامة باردة وكأنه لا يبالي بما قالته شقيقته يظهر عليه هذا بوضوح ولكن ما قاله بجدية وحدة شديدة لوالدته و إيمان خالف جميع نظراته وتعابيره الذي تظهر بوضوح
مش معنى إن في بينا اتفاق يبقى انتوا تعملوا اللي انتوا عايزينه لأ أنا وافقت آه بس أنا اللي هكمله ولوحدي غير إن دي مراتي واللي يمسها يمسني وأظن الكل عارف زعلي عامل إزاي
تريث قليلا ثم أكمل حديثه موجهة إلى والدته
بلاش... بلاش اللي بتعمليه كلنا عارفين أنها ملهاش ذنب في حاجه اعتبريها زي يسرى
ومن ثم استدار وخرج من المطبخ بدون أن يتحدث أو يضيف حرف آخر فقد كان يعلم ما تريد أن تفعله والدته هي بداخلها نيران تشتعل لم تتخيل قط!. خيب ظنها به للمرة الثانية هي اعتادت على بروده عجرفته قساوته المسيطرة على ملامحه لم تكن تتخيل أن يقف بجانبها هكذا وبهذه الطريقة لقد أنقذها في المرة الأولى عندما نادته بعينيها وها هي المرة الثانية يقف إلى جوارها أمام الجميع..
سردت لها يسرى ما حدث بالحرف لتجعلها سعيدة بحديثه مع والدته ولكن لم يسيطر عليها سوى الاندهاش من فعلته تلك تتساءل لما فعلها وقد أتى إليها يطمئن قلبها من ناحية الجميع! يبث الأمان داخل روحها بوجوده ببعض الكلمات يحاول مداواة جرحها من حديث والدته الفظ لم تكن تظن أنه سيفعل كل ذلك لأجلها.. لم تكن تظن أيضا أنه سيذهب إليها بعدما حدث ل يطيب خاطرها
قبل ذلك الوقت
ولج إلى غرفته يبحث عنها
لم يجدها بغرفة الصالون ولا حتى بغرفة النوم ربما بالمرحاض ولكن أيضا لم تكن به وقف في منتصف الغرفة واضعا يده خلف رأسه وهو يدور بعينيه في كل إتجاه يفكر أين ذهبت وقد رأها تصعد للأعلى كاد أن يخرج من الغرفة ليبحث عنها ولكن قد استدعى انتباهه صوت شهقات مكتومة وبكاء خاڤت..
وقع قلبه بين قدميه وهي ليست أمامه
إذا أين هي توجه خلف الصوت الذي تتبعه ليعلم أين هي متواجدة وقد أخذته قدميه إلى شرفة غرفة نومهم وجدها تجلس خلف باب الشرفة على الأرضية الرخامية تعطي ظهرها إليه منحنية على نفسها في
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 129 صفحات