السبت 23 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 11 من 129 صفحات

موقع أيام نيوز


هي لم تغفل عنه بل سبب لها الازعاج بسبب ما حدث وودت أن تعلم من فعل ذلك ولكن لم تحصل على معلومة واحدة مفيدة
نظرت إلى شقيقتها ميار بقلة حيلة متسائلة مرة أخرى وكأنها ستجاوب بشيء أخر غير الذي قالته
يعني طلع مش متسجل فعلا
جلست الأخرى أمامها ثم تحدثت بهدوء مجيبة إياها مرة أخرى
آه والله يا مروة طلع مش متسجل.. بس هو أنت يعني تعرفي حد ممكن يعمل كده مهو مش معقولة يعني ده

زفرت مروة بضيق شديد ثم اعتدلت في جلستها واضعة يدها الاثنين على ركبتيها تستند عليهم ووجها لا يخلو من تعابير الانزعاج
مهو المشكلة أن مفيش حد أعرفه يعمل كده
نظرت إليها ميار مترددة تود أن تقول شيء ولكن تعود مرة أخرى لتصمت ف الذي تريد أن تقوله يصعب عليها وعلى قلبها التفوه به فنظرت إليها شقيقتها مشجعة إياها على الحديث
أنا شاكه ف.. بصراحة كده ظهرها تطالع ما خلف النافذة ثم استدارت قائلة بجدية
يعني.. كويسين أنا شوفته مرة واحدة بس هو ظاهريا شخص كويس
وقفت ميار على قدميها ثم تقدمت من شقيقتها تضع يديها الاثنين كلى كتفيها تمدها بالدعم قائلة
النهاردة أنت هتروحي بيته أنا واثقة أنك هتنجحي معاه لأنك قوية وناجحة.. عارفة أنك كان المفروض تظبطي نفسك دلوقتي ونكون كلنا حواليكي بس أنت عارفة اللي فيها ومع ذلك هتكوني أحسن عروسة أنا شوفتها في حياتي كلها
أدمعت عيني مروة بعد حديث شقيقتها هل ستتركهم حقا وتتوجه للعيش مع أشخاص لا تعرفهم أبدا هل ستبتعد عن عائلتها لأجله يالا سخرية القدر ستبتعد عن موطنها وأهلها لأجل شخص لم تكن تريده يوما..
ارتمت في أحضان شقيقتها تخرج دموع عينيها ك اللؤلؤ بصمت احتوتها شقيقتها مربتة على ظهرها فتحدثت الأخرى قائلة
أنا خاېفة أوي يا ميار
ابعدتها ميار عنها ثم تحدثت بحزم وجدية شديدة
مټخافيش أنت طول عمرك قوية إن شاء الله هتنجحي معاه وحياتكم هتكون جميلة بس اوعديني لو مقدرتيش والجواز ده كان ضغط عليكي قولي على طول وابعدي يا مروة
أوعدك
احتضنتها مرة الذي ستنتقل إليه معه بعد أن رفضت زوجة عمها الذهاب إلى منزله معترضه بسبب تعامل والدته مع جميع من هم من عائلة طوبار فقد رفضت الذهاب لبضع ساعات بسبب تعامل والدته ولم تخاف على من قالت أنها ابنتها لتضعها هناك لبقية عمرها!.. ألم تكن أنانية في ذلك أم أن الأمومة تفعل ذلك وأكثر..
لم يتحدث معها عن أي شيء فقد اكتفى بأخذ أشيائها ف حديث أمس لم يكن هينا عليه سواء كان حديثها أو حديث ضميره فهذا وذاك أصعب من أن يتذكرهم..
عندما نظر إلى عينيها شعر بالعجز والضعف الشديد حديثها وحزنها نبرة صوتها تتردد في أذنه وكأنها تحدثه الآن يشعر بالذنب لما يفعله يراها ملاك لا تدري ما يدور من حولها لا تدري أنه يأخذها سلم ليحصل على ما يريد هل هناك شيء أصعب من عڈاب الضمير! هل هناك أصعب من العجز والضعف وأنت الذي لم تعرفه يوما وهل
هناك أصعب من أن تخدع من تحب دون دراية منك بمحبتك له!..
توقعت ألا يحادثها كما فعل بالضبط ف حديث أمس بالنسبة إليها لم يكن هينا عليها مثله تماما كما أن مخاۏف اليوم تسيطر على كل ذرة تركيز تتحلى بها الخۏف يجعلها تشعر بالبرودة تسري في أنحاء جسدها تعلم أنه لن يكن هناك زفاف تتحاكى به ولن يكن هناك أي شيء يجعلها تشعر بالتوتر كما يحدث في مثل هذه الحالات ولكن كل الخۏف والتوتر يتكون في وجودها معه في وجودها مع عائلته التي لا تعرف للرحمة طريق..
تنتظر أن تزف إليه لتكن معه بقية حياتها.. مهلا مهلا هل حقا سأنجح في ذلك الزواج لاستكمال بقية حياتي معه...
راودها السؤال أكثر من مرة تعلم أن هناك حالات مثلما يقولون عنها جوازة صالونات ولكن يكن هناك فترة خطوبة غير أن الطرفين راضيين تماما والأهل متحابين لذلك يستمر الزواج ولكن هي.. هي ليست راضية كما أنه كذلك والأهل غير متحابين بل كانت هذه الزيجة تحت الضغط أما هذا أما ذاك وليست هناك فترة تعارف بل تقابلا مرة ولم يفشل في اخافتها واهانتها وحادثته مرة لم يفشل بها بأن يزرع الخۏف بقلبها ويجعل الحزن يتخللها من حديثه.. ولكن هي عزمت أمرها واتخذت القرار الذي وجدته يكن كذلك من الداخل فربما يكن أسوأ!.
وأين هو مالك تلك الليلة.. يجلس مع حصانه ليل ېدخن سيجارته بهدوء شديد كما هو في بعض الأوقات هو
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 129 صفحات