السبت 23 نوفمبر 2024

قلوب ارهقتها الحياة للكاتبة هناء النمر

انت في الصفحة 13 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

الجديد بادلها الاحضان بدون اى كلام 
تمعن فى عينيها جيدا بالفعل افتقدها طوال هذا الوقت فقد تركها بدون اى اتصال منه تركها لتستمتع بوقتها مع أهلها بدون اى شوائب تعكر صفو سعادتها 
انحنى قليلا وضع يديه الأخرى تحت ركبتيها ورفعها وضمھا إليه واتجه بها لغرفته لم يعر اهتماما للطائرة المنتظرة أو الخدم الموجود أو السيارات المحملة بالحقائب فقط أراد إرواء عطشه من هذه الأنثى التى ملأت كيانه ووقته وحياته 
وهى أعني بهدوء وبابتسامة راضية تحمل معنى الشوق الممزوج بالسعادة منذ بداية علاقتهما الشرعية 
قالت وهى طائرة على زراعيه لغرفته
الطيارة والناس دى 
الطيارة بتاعتى والناس موظفين عندى وأنا اللى أحدد الوقت مش هم 
هههههههه ياي انا بقيت جريئة اوى 
هههههههههههههههه وأنا مش عايز اكتر من كدة
حطت الطيارة على اراضى المملكة فاجأها عندما عادوا بانتهاء أوراق تقدمها لإنهاء الماجستير فى الجامعة هناك ولكن بشكل منزلى لا تذهب للجامعة إلا للضرورة القصوى وخصص لها اثنان متخصصين لمساعدتها فى تجميع البحوث العينات الحية لتكمل ما أرادت بشكل جدى كانت سعيدة بحق لأيام طويلة 
فبعد أسبوعين من وقتها قد تأكد الحمل بالطبع لا توصف سعادته أو سعادة الأمير الذى ارسل لها خادمة خاصة لترتاح أكثر لكن خالد قام بتغيير الخادمة فهو أعلم الناس بأبيه ويعلم أن هدفه الأول من الخادمة هو التلصص على جديد الأخبار وقد كان خالد حريص جدا على خصوصية علاقته بهدى 
مرت الأيام بأسرع وتيرة ممكنة هدى مهتمة بدراستها وقد قطعت فيها شوطا جيدا وبالطبع المال والسلطة يلغى كل العقبات وجنينها كان بصحة جيدة و تم التعرف على جنسه فى الشهر الرابع لها وكان لهم ما أرادوا
لم ېهدد استقرار نفسيتها إلا ارتباطها بجنينها الذى يزداد كلما زاد حجمه أو شعرت بحركته لم تعد قادرة على التفكير فى موضوع تنازلها عن طفلها فهو الآن ابنها جزء لا يتجزأ منها ولا تعلم ماذا تفعل الآن لتكون مع طفلها ولا تتركه 
قررت فتح الموضوع مع خالد وإيجاد طريقة لاستمرار وجودها مع طفلها انتظرت عودته فى نفس الليلة فلم تعد قادرة على الانتظار أكثر عاد من الخارج واتجه لمكتبه لينهي بعض الملفات 
قامت متوجهة لمكتبه طرقت الباب ودخلت بمجرد رؤيتها قام لها مبتسما أمسك بيدها واجلسها وعاد هو لكرسى مكتبه مرة أخرى 
كان يبدوا على وجهها الضيق وقد لاحظه بمجرد دخولها 
وقبل حتى أن تتحدث بدأت عينيها تلمع من امتلائها بالدموع فتوقع خالد ما هى بصدده فبالنسبة له كانت مسألة وقت لا أكثر وتفتح الحوار فيه
فى موضوع كنت عايزة اكلمك فيه بس خاېفة تدايق منى بس لازم نتكلم فيه 
المقدمة كانت دليل كافى على ما كان يفكر فيه صحيح فقد أتاحت له الفترة الماضية أن يعلم بشخصيتها جيدا فهى ليست من النساء اللاتى يتنازلن عن أطفالهم بسهولة 
عارف ياهدى عايزة ايه 
عايزة أفضل معاه
ولو قلتلك انه مينفعش 
شوف طريقة أتصرف 
أذاى تفتكرى هيسمحولك ويسمحولى 
أنت أبوه وأنا أمه إحنا بس 
لم يدعها تكمل كلمتها
احنا ايه مفيش احنا عند فياض البدرى فى هو بس وده حفيده ومش هيتنازل عنه 
أنا مقولتش يتنازل عنه 
هو مش عايزه منك ياهدى الكل عارف ان ليان حامل وهتولد فى نفس ميعادك والطفل ده هيكون ابنها وده اللى هما عايزينه ومش هيغيروه 
وانت عايز ايه 
أنا مش هقدر احميكى منهم انا مجرد موظف فى شركاتهم سلطتى وفلوسى معتمدة عليهم لو حبوا يعملوا فيكى حاجة مش هقدر امنعهم انا خاېف عليكى انتى 
هنا بدأت تفقد اعصابها تماما لم تعد قادرة على التحكم فى نفسها قامت من مكانها وهى تصرخ
خاېف عليكى خاېف عليكى كل أما تتكلم تقول خاېف عليكى انا مش عايزاك تخاف عليا انا عايزاك تتصرف وتخلينى مع ابنى حتى ولو خدامة ده ابنى ابنى انا 
بدأت ټنهار وتفقد قواها حاول الاقتراب منها فلم تسمح له وابتعدت عنه خطوتين جلست على الأرض تبكى وهى تقول
أنا عايزاه عايزاه مش هقدر اسيبه 
ارجوكى ياهدى اهدى لو سمحتى انتى كدة هتتعبى انتى فى السابع خلاص قربتى تولدى وبعدها نشوف هنعمل ايه 
لا انت بتكدب عليا انت ضعيف ياخالد ضعيف ومش هتقدر تعمل حاجة هتسيبهم يخدوه حتى مش هتقدر تحميه تحمى ابنك بلاش انا هتسيبهم يخدوه عشان انت ضعيف وأنا بكره الضعيف قدام اهله بكره الضعيف فاهم بكرهك بكرهك ياخالد بكرهك 
وهنا اڼهارت تماما ولم تعد قادرة حتى على حمل نفسها أغمضت عينيها ولم تعد تشعر بشئ 
صړخ خالد
على الخدم وهو يحاول افاقتها حملها واتجه بها لباب الشقة ومنها للاسانسير ثم سيارته واتجه بها للمستشفى 
بعدما أخبره الطبيب أن حالتها غير مستقرة وضغط ډمها منخفض جدا وايضا ضربات قلب الجنين مرتفعة وانقباضات الرحم فى اذدياد وهى عرضة الآن للولادة فى اى لحظة 
اتصل خالد بوالده ليخبره بما حدث 
وما هى الا دقائق معدودة حتى وصلت
سيارة أسعاف خاصة بمستشفى اخرى تم نقل هدى اليها حتى تتسنى لهم الولادة دون تسجيلها
افاقت هدى بعد خمسة أيام وجدت نفسها فى العناية المركزة بالمستشفى لم تعى الكثير غير أنها وحدها ولا يوجد مخلوق معها غير الممرضة 
وضعت يدها على بطنها فأيقنت انه غير موجود تمت الولادة لكن أين هو 
سألت الممرضة عن الطفل وعن حاله فلم تفهم الممرضة عن أى طفل تتحدث 
استدعت الطبيب الذى بدا عليه إدراك ما يحدث وطلب من الممرضة إعطائها حقنة معينة وبعدها دخلت هدى فى ثبات عميق 
استيقظت بعدها بمدة معينة لم تعلمها لكن هذه المرة وجدت خالد بجانبها علمت بعد ذلك أنه أخبرهم فور استيقاذها يتم الاتصال به
سألته هدى وهى فى قمة الاعياء
أخباره ايه هو فين 
كويس الحمد لله هو فى الحضانة 
ليه مش بتقول كويس 
أيوة كويس بس مولود فى السابع محتاج شوية اهتمام 
حاولت تعتدل وهى تقول 
عايزة اشوفه ودينى ليه 
هو مين كان هذا الصوت صادر من عند الباب كان الأمير فياض بنفسه 
وجه خالد له الكلام بعتاب اتركها ياأبى إيش تريد دالحين بعدها ضعيفة ماراح تتحمل 
أخرج لو سمحت ياخالد أبى أتكلم معها 
لو سمحت ياأبى 
قلت أخرج ياخالد 
تطلع خالد لهدى بضعف وقلة حيلة ثم تركها وخرج كل هذا وهى تتطلع بعينيها بينهم لعلها تفهم شئ عن ابنها لم تفهم شئ ولكن انقبض قلبها فقط 
اقترب منها الأمير ووقف أمامها فى قمة التكبر والغطرسة
عايزة اشوف ابنى هو فين 
اتكلمنا فى هاالموضوع ياهدى هاى الطفل ما سار ابنك هاد ابن ليان وهو عندها واتكتب باسمها 
اعتدلت هدى بضعف وهى تقول
يعنى إيه عندها يعنى هو مش هنا 
لأ المفروض اتكلمنا واتفقنا من وقتها إيش تريدى انتهى الموضوع 
مش عايزة حاجة ابنى وبس 
قلتلك ما سار ابنك اعتبريه ماكان ما تضطرينى اعمل معك شئ ما راح تحبيه 
أعمل اللى انت عايزه مبقتش تفرق 
لأ تفرق ياهدى لما يكون المقصود والدتك راح تفرق 
مالها أمى مالك ومالها 
مثل ما هسجنك بقضيتك القديمة راح اسجنها بمديونيتها اللى ابتعتها من أصحابها وراح اضيعلك خواتم البنات واحدة واحدة ما راح أغلب فيهم إيش رأيك فى هاد 
الشيكات اللى على أمى اتقطعت 
الشيكات معى اللى اتقطع ماهو حقيقى مزور 
بدأت دموعها ټنهار شلالات على خدودها وهى تقول
أنتى مش بنى ادم 
احرصى لسانك وإلا راح اقصهولك الاختيار ليكى أما تعودى بلدك معززة مكرمة ومعك مصارى تكملى بيها بقية حياتك أما تموتى هنا فى سجنك وتبعتك بقية اهلك 
وتركها مڼهارة وخرج من الغرفة دخل خالد بعده فوجدها على هذه الحالة 
بمجرد أن حاول الاقتراب منها رفعت يدها له وهى تقول
مكانك كفاية كدة مش عايزة اشوفك تانى روح لحالك 
هدى 
قولتلك روح لحالك وعلى رأى ابوك الموضوع خلاص انتهى 
خرج خالد ودموعه تلمع فى
عينيه فوجئ بأبوه يقف أمام باب الغرفة رفع عينيه له وهو يقول
هيك ارتحت 
وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها بتفهم هاد 
يومان فى المستشفى وثلاثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع خالد قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر لكن حزنها على وليدها كان حائلا دون ذلك فحقيقى لا تشعر الأنثى بأمومتها الحقيقية إلا فى وجوده وهو ينمو فى احشائها ترتبط به يوم بعد يوم حتى وإن لم تراه كما الحال مع هدى 
لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه الأيام القليلة فقد تركت وحيدة تماما حتى دون خالد فلم يسأل عنها ولو مرة واحدة بعدما حصلوا على ما أرادوا منها هى الآن هنا لاشئ لا قيمة فقط مجرد أنثى منتهكة ومجردة من كل شئ آدميتها كرامتها انوثتها مشاعرها والأهم ولدها الرضيع الذى ولد قبل أوانه بشهرين ولم يشفع ذلك لهم ليتركوه لأمه حتى يكتمل 
لم تسأل عن الأموال التى وعدوها بها أو حتى شيكات أمها لم تفكر فى اى شئ فقط عقلها متجمد تعيش فى حالة تجهم غريبة ترفض كل شئ ترفض الحياة نفسها 
أصبحت هدى مجرد أنثى تعيش لتتمنى المۏت 
بعد ثلاثة أيام من خروجه من المستشفى التى تم تسجيلها فيها على أنها حالة استئصال مرارة وليس الحقيقة ولادة 
اتاها شخص من طرف الأمير بجميع الأوراق الخاصة برجوعها مع ورقة إخلاء طرف من العقد
المنصوص عليه بينهم وجميع مستحقاتها المادية الخاصة بهذا العقد وبالطبع الشيكات الحقيقية الخاصة بوالدتها بالإضافة لاوراق معتمدة من أحد البنوك الدولية بإيداع مبلغ يتعدى الخمسة ملايين ريال سعودي 
وبالطبع لم يغفل الرسول عن أن يبلغها ببعض من تهديدات الأمير وتنبيهاته بخصوص عدم الرجوع عن القرار الذى اتخذته وإلا لن تجد غير ابواب الچحيم تفتح عليها وعلى عائلتها 
وفى النهاية أعطاها أوراق حجز وتذكرة طائرة لليوم التالى 
ودعت هدى المملكة السعودية ومعها ودعت هدى القديمة ودعت نفسها ودعت طفلها الذى لم تراه 
ودعتهم بدموع قلب ودعاء وتضرع لخالقها بالجمع بينها وبين طفلها فى يوم من الأيام 
عادت لمصر بشخصية جديدة تماما هدى جديدة شخصية أكل الحزن والذل قلبها وكرامتها أصبحت أنثى حاقدة على الحياة وكارهة لها 
فياترى هل سيتم ترميم قلبها مع الزمن هل ستعود للحياة هل ستعود هدى القديمة أو حتى أنثى جديدة تنسى الماضى وتتصالح مع المستقبل 
بعد مرور 7 سنوات 
خالد خالد تعالى هنا إحنا مبقاش ورانا غير اللعب مش فى home wark المفروض هتخلصه لو مخلصش مش هتيجى معايا عند تيته 
بكرة وبعده كمان إجازة يامامى وهنروح فرح خالتو هدير بكرة هبقى أكتبه أما يخلص الفرح 
أنا قلت كلمة واحدة ياخالد لو مخلصتوش دلوقتى مش هتيجى معايا خليك مع بابى بقى 
لا لا لا هكتبه انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان يحبسنى فى الاوضة ويسيبنى ويمشي 
هو راجل محترم وكبير زييك كدة فى kg2 ېخاف من القاعدة لوحده 
مليش دعوة مش عايز اقعد مع بابى عايزة اروح معاكى عند تيته والنبى يامامى عشان خاطرى 
طيب يلا يالمض هات شنطتك عشان نشوف اخدت ايه انهارضة 
حاضر 
وقفت
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 19 صفحات