رواية ترويض ملوك العشق بقلم لادو غنيم
جسمه سخن أوي وبيهلوس و مكان الچرح عمال ېنزف وأنا خاېفه عليه ومش عارفه أعمل ايه ممكن تساعديني وتقوليلي أتصرف أزي
راوضها القلق فقالت
ممكن أعرف نوع الأصابة اللي أتصابها جوزك
بلعت لعابها بتوتر وحاولت التفكير بأجابة بديلة عن الحقيقة وقالت
رصاصة في الحقيقة هو كان معزوم في فرح شعبي وهناك من العادات أنهم بيضربه ڼار كا تحية للأهل ووقت الضړب في رصاصة خرجت غلط وجرحت دراعه بس هي دية كل الحكايةوهو رافض تماما أنه يروح لدكتور وصمم أنه چرح بسيط ميستهلش الكشف بس هلوسته وسخونية جسمة مخوفني عليه أوي فلو تقدري تقوليلي أقدر أعمله ايه أبقي متشكره جدا ليكي
معا أن الحكاية غريبه وفيها حاجات مش منطقية بس تمام هقولك تعملي ايه واضح من كلامك أن الچرح أتلوث ولأنها عميق فمحتاج أنه يتخيط أول حاجة هديكي مطهر تنضفي بيه الچرح كويس جدا وهتاخدي كحل نوعه قوي جدا لأنه لزم يكوي الچرح هتحطي عليه بالمقدار اللي هقول هولك وبعد كده هتبدئي تخيطي الچرح من فوق اللي هي الأنسجة الخارجية وبس هتلفي الچرح بالقطن والشاش أما للسخنيةفهتاخدي مضاد حيوي وعليكي بالكمادات كل دول عوامل هتساعد أنه يخف
متقلقيش مش هياخد وقت كبير يعني ممكن علي بالليل أو بكرا الصبح يبقي بخير
طب الحمدلله تسلمي يارب!
علي ايه ديه شغلتي دقيقة أجبلك الحاجة
ذهبت الفتاة وأحضرت المحتويات ومن بينهم أدوات الخياطة الخاصة بالچروح وأعطتها لرؤيه التي سألتها بعد ذلك عن النقود
بكام
٣٤٠٠ جنية يا فندم
التي لم تكن تملك سوا مائة وخمسين جنية مما جعلها تعطيها كارت النقود الخاص بجبران لتاخذ منه مايلزمها وبعد الأنتهاء أخذت الكارت والقت عليها تحية السلام وعادت وركبت السيارة بجوار نجمة التي قالت
جبتي كل اللي محتاجاه
تبسمت بقلق
أيوة معلش خليتك تستنيني كتير
والا يهمك دأنتي مرات جيجو حبيبي
جيجو مين
قالت
بتبسم
جيجو ده دلع جبران أنا متعوده أقوله يا
جيجو
ااه فهمت
صمتت رؤيه مبتسمه لنجمة التي كانت تبادلها البسمة من ثم بدأت بقيادة السيارة وعادتي للقصرونزلت رؤيه ودلفت للداخل فقابلة السيدة كريمان التي تبسمت في وجهها بقول
صباح الخير يا رؤيه كنتي فين وجبران فين أول مره يتأخر عن نزوله للشركه
كنت بشتري حاجات محتاجها وجبران فوق نايم بصراحة هو يعني منمش طول الليل وقالي من شوية أني أسيبه نايم براحته وأبلغكم أنه حابب أننا نقضي اليوم أنا وهو جوة الأوضة من غير ماحد يزعجنا
لمحت كريمان توتر رؤيه وحمرة خجلها مما جعلها تظن أمرا أخر وظهرت بسمة فوق شفتاها معبره عما داخلها من سعاده
لحقتها بهلع
صوتي
لاء محدش يطلع
كريمان
باستغراب
ليه مش هتاكله خالص
حاولت التبرير والهدؤ بقول
طبعا هناكل أنا بس كنت أقصد أني هروح أخد الأكل بنفسي عشان محدش يزعجنا زي ما جبران طلب عشان ميضايقش
تمام يا بنتي أعملي اللي عايزاه
رتبت علي ذراعها ببسمة وذهبت أما رؤيه فتنفست براحة ودلفت إلي المطبخ التي بحثت عنه لدقائق حتي وجدته وأخذت منه صحن وبعض علب الثلج وذهبت سريعا إلي الحجرة وأغلقت الباب عليهما من الداخل بالمفتاح وخلعت الحجاب وأمسكت بأغراض الصيدليه وجلست بجوار جبران علي الفراشورئته مازلا مريضا فبدأت بفعل ما أخبرته بهي الفتاة
فاستعانة بالله علي قضاء أمرها ونظفت الچرح بلطف جيدا من ثم أمسكت بالكحل ووضعت منه داخل الچرح
مما جعلا جبران يطلق صرخه صاخبة پألم لكنها أسرعت ووضعت يدها علي فمه لتكتم صرخته
ونهضت وأحضرت الصحن بالثلج
والماءومعهم تيشرت خاص بهي وجلست بجواره وبدأت بعمل الكمادات علي جبينه لتخفض حرارة جسده
اما داخل الشركةفكان يقف عمران أمام طاولة مكتبة مرتديبدلة عصرية بالون الأسودمكونه من بنطال وجاكت من ذات الون وتيشرت أبيض وامام عيناه بعض الملفات التي يحتاج آلي أمضائها وبجوارة تقف السكرتيرةسهر تلك الفتاة ذات الشعر الأسود الكيرلي والوجه الأسمر لكن عيناها الخضراء كانت تجعلها جذابة
مش واخد بالك يا عمران باشا أننا لابسين زي بعض يصراحة صدفة غريبه أوي كاننا ثنائي
مخدتش بالي وياريت نركز في الشغل قوليلي جبران باشا وصل الشركة والا لسه
أحرجها فقالت
أحم لاء يافندم لسه موصلش هو حضرتك زعلت من كلامي أنا مكنتش أقصد أزعلك
كلامك أنا مسمعتوش ياله خدي الأوراق سلميها لعاصم بقسم الهندسة
تجاهله لها كان بمثابة تحطيم أنوثتها وأثار غيظها لكنها لم تمل من المحاولات لتوقعه بشباكها فامسكت بالملفات وذهبت لكن قبل أن تصل إلي الباب اوقعت الأوراق من يدها وأدعت الألم وجلست علي الأرض تمسك بجنبها الايمن متألمه بادعاء
ااه بطني لاء أنت رجعت تاني ليهااه !
ذهب إليها بقلق ومال إليها سائلها
مالك فيكي ايه
تعبانه كل كام يوم ليه بيحصلي كده وايه سببه ياربي أرحمني بقي منه
اتحركي معايا وتعالي أوصلك لمكتبك وهبعت لدكتور الشركة يفحصك
لاء مفيش داعي أنا متعوده عالوجع كلها خمس دقايق ويروح
خير جأت في وقت غلط والا ايه
حاول عمران تمرضهاوبعدين مالها لزقه فيك كده أبعدي عنه بلاش وقاحة
تصنعة البكاء بذكاء
حضرتيك بتقولي ايه يا هلال هانم أنا مسمحش بالأهانة دية وعالعموم أنا هستقيل لأني مقدرش أشتغل في مكان أتهانة فيه
هتسحبه وتعتذر عنه
حدقة هلال عيناها بدهشة قائلة
نعم أعتذر
ليها
قابلها برسمية
أيوة لأنك غلطانه يا هلال هانم وواجب عليكي الأعتذار
قالت بتحدي
مش هعتذر يا أستاذ عمران لأنها تستاهل كل اللي قولته عن أذنك
هلال بقولك أعتذري
أسفه مش هعتذر مش هلال العطار اللي تعتذر لوحده مفهاش حاجة من الأنسانية زي المخلوقة ديه
ذهبت هلال والڠضب مرافقها اما عمران فتركته في حالة من الضيق وقبض علي اصابعة كأنه يخرج غضبه بتلك الحركه اما سهر فستغلت الأمر وشهقت باكية بقول
عشان خاطرك أنت بس مش هستقيل يا عمران باشا
بس أحب أقول ياريت تبلغ الهانم أني محترمة جدا وعارفه أنا ايه كويس والأهانه اللي وجهتها ليا مكنتش هتنازل عنه غير باعتذار لوله محبتي لحضرتك هي بس اللي هتخليني اتنازل عن الأعتذارعن أذنك
هرجع أشوف شغلي
غادرت سهر بعدما أصارت غضبه أكثر تاركه أياه ېحترق صدره من الضيق وهو ينوي أن يلقن هلال
درسا حينما يعود للمنزل في المساء
يتبع
تطايرت دقائق النهار وغابت الشمس وطل القمر بسكونه المظلم في الأرجاء وداخل حجرة عمران الذي عاد للتو من العمل وجدا هلال تجلس علي الأريكة وبيدها بعض الاوراق تتابع عملها ويبدو عليها الضيق لكنه لم يهتم
بانزعاجها وقال وهو ينزع سترته ويقذفها بزمجرة فوق الفراش
أنتي أزي تقللي مني قدام سهر وترفضي أنك تعتذري
وضعت الاوراق ونهضت امامه بزمجرة أشد
حضرتك اللي قللت من نفسك لما طلبت مني طلب زي ده أنت أزي تطلب مني كده ازي عايز تهني قدام واحده زي ديه
نفخ الهواء بحنق من فمه قائلا
يادي زي ديه هي ديه أيه مش بنت زيها زيك والا
أنا غلطان
تجحظت عيناها باندهاش
أنت بتشبهني بسهر يا عمران بقي أنا زي سهر اللي متعرفش حاجه عن الأخلاق والأحترام
نفسي أفهم بتبني كلامك علي أساس أيه البت شغاله عندنا بقالها شهر ومصدرش منها أي تصرف يسئ ليها
أنت بدافع عنها يا عمران
سألته بعين أمتزجت بالدموع التي عبرت عن حزنها الممزوج بالغيرة وأكملت بصوت اصبح هادي لكن ذو بحة صلبة
تمام واضح أن الأستاذة سهر مسيطرة علي رؤيتك عشان كده هسيبك علي حريتك بس من هنا الحد لما تشوف حقيقتها مش عايزه أسمع أسمها والا المحها عندك في مكتبك ولو أنت مخلتهاش تسيب السكريترية عندك وتروح قسم الأرشيف فانا هكلم جبران وأخلية يمشيها من الشركة كلها!
قالت مالدية وهمت بالذهاب من أمامه لكنه أمسكها من يدها وجذبها إليه لتقابل عيناه المتجحظة بحنق
أنا مش عيل صغير عشان ټهدديني يا هلال هانم وسهر مش هتسيب السكرترية عندي وحتي لو جبران طلع قرار برفدها هقف ضدد القرار ده ومش هسمح لها أنها تسيب شغلها معايا
ذبح قلبها بدافعه عن غيرهاوسقطط دمعتاها الحائرة مثل نبرتها التي أخرجتها ببحة البكاء
أنت شايف نفسك بتقول ايه يا عمران أنت بتكسرني بكلامك عنها للدرجادي مش قادر تستغني عنها علي كده
لو قولتلك يانا ياهي في الشركة هتختارها هي
رغم شعوره بالحزن علي حالها إلا أن كرامته كرجل كانت في المقام الأول وقال
يوم ماتعملي مقارنة زي ديه وتحطي نفسك معاها في نفس الكفة فا متزعليش بقي من الأختيار
ادركت جواب سؤالها ومعناه التخلي عنها من أجل غيرها مما جعلها تسحب يدها من بين أصابعه الغليظة وهي تحاول أخفاء ضعف حالها
أجابتك وصلتلي يا أستاذ عمران عن أذنك هروح أنام في أوضة نور عشان تاخد راحتك
تركت يده وتحركت للذهاب حتي وصلت إلي باب الحجرة وكادت أن تفتح الباب لكنها سمعته يحدثها بغرابة
أول مرة تسبيني وتنامي بعيد عني من يوم ماتجوزني يا هلال
أستدارت ونظرت له بجمود صوتي عكس حزن قلبها
عشان ديه أول مرة أحس فيها أنك بتفرد فيا من يوم ماتكتبت علي أسمك يا عمران
غادرت عيناه واستدارت للباب وفتحته وذهبت إلي حجرة نوم نور صغيرة جبرانوجلست علي الأريكة وكورة جسدها مثل الطفلة الصغيرةتبكي دون صوت بقلب ېتمزق من ألم الخذلان الذي تسبب بهي رجلها الذي لطالما عشقتهدموع قلبها كانت تضاهي دموع عيناها فقلب العاشقة كالبئر المليئ بالنبضات المشټعلة بلهيب الغرام الامع مثل لؤلؤء البحار المتدفقة بامواج العاشقين في ظلام ليلة كاحلة تنيرها نسائم النجوم
وبعد عدت دقائق كانت الساعة أصبحت الثانية صباحا داخل حجرة نوم جبران الذي فتح عيناه أخيرا بعد غيابة عن الوعي لمدة يوما
كاملا كان جسدة مثل القماشة المليئه بالأبر التي تنغرز بانسجتهفمازالا يشعر بالم لكن ليس كما سبق كان ريقة جاف يشعر بالعطش وحاول تحريك جسده والنهوض وجلس علي الفراش نصف جلسه ساندا ظهره علي ظهر السرير محاولا التمالك والأفاقة وحينما أستدار برأسة لليمين يبحث عن كوب الماء وجدها تغفوا بجواره علي الأرض وهي جالسة ورأسها علي حافة الفراش وبيدها قطعت القماش التي كانت تداوم بهي عمل الكمادات له وبجوارها علي الأرض صحن الماء هيئتها الأنثوية لم تهز أركانه ولم تخضع
له رجولته فقلبه تسكنه غيرها ورغم جمال طلتها النائمة بشعرها المنسدل بجوارها إلا أنه لم يكن يراها سوا دخيلة إلي حياته لم يهتم بهي وأستدار برأسه لجهة اليسار ينظر إلي ذراعه الذي يألمه رئه بهي غيار غير الذي وضعه في المساء حل الأستفهام عليه لم يكن يدرك ماحدث خصيصا عندما نظرا الي الأرجاء
من حوله ووجد الجو مظلم والساعه التي بالحائط تدل علي أن الوقت الثانية صباحا لذلك مد يده وجلب الاب توب من جواره ونظرا في معدل اليوم