الجمعة 29 نوفمبر 2024

أنت شايفني

انت في الصفحة 73 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


يد أشرقت التي كانت تنظر لهم بحنان وتربت على ظهر مريم 
بينما كريم كان يقف بعيدا عنهم رامقا مريم بعشق يتمنى لو استطاع ان يكون اليوم هو زواجهم هم أيضا ولكن صبرا يا صغيرتي فإن غدا لناظره قريب 
نظر شادي للجميع ببسمة وشرود وهو يتمنى لو كانت منه معهم وبينهم الان ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه 

خرج ادهم وهو يمسك يد ام فتحي ولم يتركها ثانية وبدأ الجميع يغني ويرقص وتتعالى صيحات الفرحة كما حمل الشباب ادهم واخذوا يقذفونه في الهواء وهم يصيحون بسعادة كبيرة ويغنون له ثم امسك الأربعة ببعضهم البعض واخذوا يرقصون رقصة تشبه الدبكة 
فوقعت عين ادهم على زين الذي يرمقهم من بعيد ببسمة فركض له وامسك يده وجذبه معهم ثم أخذوا الخمس شباب يرقصون بسعادة كبيرة ويصيحون بصوت جهوري وشاكر كان يصور كل ما يحدث كى يحتفظ به مسح عزيز دمعة هبطت منه وهو يسمع صدى ضحكات ابنه التي لاتخرج كثيرا وقد

شكر الله على كل شئ حدث لهم منذ دخول براءة لحياته 
حمل فرج العصا واخذ يرقص بها وسط الشباب وبراءة تصفر له ثم أمسكت عصا وأخذت تراقصه بها كما يفعل الصعايدة عادة وفرج يضمها بحنان وحب كبير وهى تضحك له وأم أشرقت بعيدا تصفق وهى تبكي بتأثر لفرحة ابنتها واخيرا وجدت من يسعدها 
لاحظ عزيز والدة أشرقت التي تقف بعيدا وحدها فابتسم وذهب إليها وطلب منها الاقتراب من الجميع فابتسمت له بخجل وذهبت حيث شادية والجميع وهكذا عمت الضحكه والسعادة قلوب الجميع حتى فتح الباب ودخل منه اخر من كانوا يتوقعون 
هتف رؤوف وهو ينهض بتعجب وصدمة 
_فادي 
كانت منه تقف امام المرآة وهى تراقب والدتها تعطي الأوامر للسيدة ان تعدل من وضع الفستان الذي ترتديه ثم اقتربت منه منه قائلة ببسمة 
_ايه رأيك بقى يا منه جميل اوي انا متأكده ان العرض ده هيكون خبر الموسم 
ثم قالت ببسمة خبيثة 
_وكمان خبر خطوبتك برامي هيكون قنبلة 
لم تجب عليها منه حيث كانت تقف امام المرآة وكأنها تمثال من الشمع فقط للعرض ولكن بلا مشاعر او شئ اخر 
زفرت شاهي بضيق وهى تقف خلفها وتنظر لها خلال المرآة 
_يمكن تشوفيني دلوقتي اني ظالمة او غيره بس بعدين بنفسك هتفهمي انا بعمل كده ليه 
ثم وجهت حديثها للفتيات اللاتي كن يضعن اللمسات الأخيرة على الفستان الرئيسي بالعرض 
_روحوا شوفوا شغلكم 
انصرفت جميع الفتيات وهى خلفهم وتركت منه تقف امام المرآة وسمحت لنفسها اخيرا بالبكاء ثم أمسكت إحدى المزهريات بجانبها والقتها في المرآة وهى تصرخ پجنون وتبكي پعنف ثم سقطت أرضا وهى تشهق وتصرخ لعل احد يشعر بۏجعها ذاك ولكن من يشعر بها في وسط هذا المكان الذي استبدل من به قلوبهم بحجارة 
صړخت ام فتحي بصوت عالي ولهفة غريبة على الجميع 
_فادي
انهت صړاخها وهى تركض له بسرعة كبيرة وتلقي نفسها لاحضانه و تضمه بشده وتبكي وتضحك في نفس الوقت فهذا هو فادي أخيها العزيز ورفيقها الوحيد والذي كان سبب خلاصها من قسۏة إخوته من كان يعطيها الطعام عندما تحرمها والدته من ذلك من كان يضمها وقت بكائها من كان يداويها وقت تعبها فادي ذلك الرقيق الحنون عكس إخوته رغم انه كان يدعي دائما قسوته وضربها امام إخوته حتى لا يمنعوه من الاقتراب منها الوحيد الذي كان يخفف عليها ليالي حزنها 
ضمھا فادي بشده وهو يتنهد براحة لسلامتها ثم همس لها بعشق اخوي وحب كأنها ابنته وليست اخته في الرضاعة 
_قلب فادي وعمره وكل دنيته ياهالفيتي القلب 
ابتسمت هالي بدموع فهو الوحيد الذي كان يناديها بأسمها كاملا 
ابتعدت عنه وهى تنظر له بحب ثم حذرته وهى تطلب منه أن ينزلها ضحك لها وهو يرى ملامح ادهم التي اسودت بشكل مرعب فهمس فادي لها 
_جوزك شكله هيقتلني 
ضحكت ام فتحي بخفوت على ادهم وقالت 
_انت عرفت 
هز رأسه بإيجاب وقال ببسمة حنونه وهو يربت على رأسها 
اممم بابا قالي 
تحدث ادهم وقد فاض به الكيل وهو يتجه له ويلكمه پعنف شديد وڠضب چحيمي صارخا به 
مش عشان اخوها يبقى تسوق فيها 
ضحك فادي وهو يضع يده على أنفع پألم 
_كده برضو يا ابو النسب ده انا حبيبك برضو
نظر له ادهم بإشمئزاز وهو يجذب ان فتحي لاحضانه 
_حبيبي طول ما انت بعيد عن ام فتحي
ضحك فادي پعنف على ذلك الاسم الذي أطلقه ادهم على ابنة عمه 
تحدث زين بمكر وهو يضحك 
_فادي جاسوسي العزيز الظاهر انك مش جاسوس ليا انا بس 
ضحك فادي وهو يغمز لزين ويقول 
_اى حد عايز جاسوس على اخواتي انا في الخدمة ياباشا
ابتسم له زين ففادي دائما كان عينه التي يرى بها كل شئ في منزل الشريف 
تحدث كريم متدخلا بالسؤال الذي يدور في رأس الجميع الان 
_هو مش ده فادي الشريف اخو مؤنس وشامل برضو ولا انا غلطان 
هز ادهم رأسه وقال وهو ينظر لفادي بغموض 
_هو فعلا يبقى اخوهم واخو ام فتحي في الرضاعة برضو 
سليم وهو ينظر للجميع جيدا ثم قال بتصميم 
_لا معلش تفهموني بقى اللي بيحصل هنا 
دخل عبدالرحيم لغرفة ابنته پغضب شديد وعدم تصديق لما سمعه بالأسفل من زوجته فصاح هادرا بأبنته 
_ صحيح اللي سمعته ده يا منه انتي هترجعي تآني لعروض امك المهفوفة دي 
رفعت منه عيونها وهى تنظر له بحزن ودموع فهى تفعل كل ذلك لأجله هو لا غيره فلا غالي لها بهذه الحياة سوى والدها العزيز 
مسحت دموعها ثم نهضت وهى تحمد ربها أنه لم يعلم بعد بأمر عقد قرانها وقالت 
_ عادي يعني يا عبده انا مليت من البيت وقولت اشغل نفسي شوية كمان عشان ده حلم ماما من زمان والعرض ده انت عارف مهم ليها ازاى 
اقترب منها عبدالرحيم وهو يجذبها لتستدير وتواجهه ثم نظر لعيونها جيدا وهو يقول بنبرة اظهرت لها انه يعلم جيدا دواخلها 
_ مش عليا الكلام ده يا منه انا عارفك آكتر من نفسك يابنتي ريحي قلبي وقوليلي هى امك اجبرتك على كده 
هبطت دموع منه بشدة وهى تلقي نفسها في أحضان والدها ونحيبها يرتفع وهى تشعر بمرارة في حلقها مما تمر به شعور ان والدتها تتخذها أداة لتحقيق أحلامها ېقتلها پعنف ودون رحمة 
صړخت في أحضان والدها وهى تبكي پعنف وتقول 
_متسبنيش يابابا بالله عليك ما تسبني يابابا 
ابعدها عبدالرحيم عنه بفزع وهو ينظر لوجهها ويفكر في سبب اڼهيارها 
_ابعد عنك ايه يا منه أنا لا يمكن ابعد عنك ياقلب ابوكي ليه بتقولي كده 
ابتلعت منه ريقها وعى تحاول السيطرة على احزانها وقالت 
_أصل أصل امبارح حلمت بكابوس وحش آوي يابابا رمن وقتها وانا خاېفة آوي اوعى تسبني يابابا ارجوك 
ضمھا عبدالرحيم بقلق شديد وشعور ان ابنته حزينة ېقتله نظر لها بغموض وعاهد نفسه على فعل ما خطط له سابقا 
جلس الجميع في انتظار تفسير ما يحدث فبدأت ام فتحي تقص عليهم ما حدث من جهتها 
_في يوم كنت نازلة عادي اجيب العلاج لعمي فسمعت صوت شامل وهو بيزعق في فادي فخۏفت علي فادي وجريت للمكتب اشوفه بيزعق ليه فسمعت بالصدفة ان شامل عايز يخلي الصفقة الأخيرة بإسم عمي يعني يدخل شحنة غير قانونية للبلد بس بتوقيع عمي عشان لو حصل حاجة يكون عمي هو اللي في وش المدفع 
نظر رؤوف أرضا وهو ناكسا رأسه بحزن على أولاده الذين لا يهمهم سوى الأموال امسك فادي والده وضمھ اليه بحنان وهو يقبل رأسه بأسف شديد على ما يفعله إخوته 
اكملت ام فتحي بدموع وهى تتذكر ما حدث 
_ وقتها فادي اعترض من غير ما يبين انه مش موافق يعني حاول يجيب الموضوع من ناحية انه مش منطقي لان عمي تعبان بس شامل كان مصر

على كلامه فجأة لقيت حد ماسكني من ورا ببص لقيته مؤنس كان شافني وانا بتصنت وقتها حسيت بړعب الدنيا كلها اتجمع في قلبي من نظراته كان بيبصلي بصة خلتني اتمنى المۏت ولا اني اشوف اللي بيفكر فيه 
ضمھا ادهم بحنان وهو يحاول التحكم پغضب لأجل كل ما عاشته بعيدا عنه استندت هى برأسها على صدره وهى تكمل بشرود 
_اخدني وقتها للمخزن وهو بيجرني وراه وبيقولي انه هيندمني على اللي عملته ورماني في المخزن وسابني ومشي وانا قعدت اصړخ اني مش هقول لحد بس يفتح ليا عيطت كتير ومحدش سمعني ناديت ومحدش رد عليا لحد ما نمت من التعب محستش بنفسي غير وصوت جنبي بيصحيني بفتح عيني لقيته فادي وهو بيديني شنطتي وفلوس وبيقولي انه أمن الطريق واني لازم اهرب بسرعة 
سقطت دموعها بشدة وهى تتذكر تلك اللحظات بينما فادي يرمقها بشفقة فأكملت هى ببسمة تتخلل دموعها 
_وقتها عطاني عنوان وقالي خدي ده عنوان ادهم روحي عنده وهو هيساعدك وقتها مصدقتش نفسي وقعدت اقوله انه بيضحك عليا فحلفلي وقتها انه دور عليك لغاية ما لقى العنوان ما صدقتش نفسي واخيرا هلاقي ادهم الفارس اللي عطاني حصان وانا صغيرة وقالي انه دايما هيحميني 
ضمھا ادهم بشده بشدة وكأنه يرغب في إدخالها في صدره ومسحت هى دموعها وهى تقول 
_ وقتها هربت وخرجت من البيت وانا بوعد نفسي اني مش هدخله تآني أبدا ورحت للموقف وخۏفت وقتها اركب اول عربية ممكن توديني القاهرة ليكون حد مراقبني فحاولت اضللهم وركبت عربية لدمياط ومن هناك كنت هتصرف في حاجة توديني القاهرة المهم اطمن ان محدش ورايا بس جينا في استراحة ونزلت واخدت معايا محفظتي عشان اشتري اكل ليا وسيبت شنطتي فيها بس وانا في الاستراحة شوفت رجالة شامل بيدوروا عليا في كل مكان فاستخبيت منهم لحد ما يمشوا بس للاسف لما مشيوا كانت برضو العربية اللي جيت فيها مشيت وقتها ملقتش غير عربيات قليلة بتعدي من هناك ولقيت عربية لعيلة كانت رايحة دمياط واخدوني معاهم ومن هناك ركبت للقاهرة بس بمجرد ما وصلت هناك معرفتش اروح فين لان العنوان كان في شنطتي حسيت الدنيا ضاقت ومبقتش واعية ايه اللي بيحصلي خرجت تليفوني واتصلت بفادي وانا بعيط وبقوله العنوان ضاع مني ومرة واحدة سمعت صوت عربيات عالي وصريح ملحقتش اشوف حتى فيه إيه وحسيت بنفسي بتخبط في حاجة جامد وبس دي اخر حاجه فكراها قبل ما ادخل في الغيبوبة 
اكمل فادي القصة ليفهم الجميع ما حدث كله 
_لاني كنت اخر واحد مكلمها فالناس اتصلوا بيا وقتها جيت بأسرع وقت لقيتها اتنقلت للمستشفى ولما اطمنت على حالتها طلبت نقلها للمستشفى اللي بيشتغل فيها ادهم على أمل انه يشوفها او يصادفها وبالفعل نقلتها للمستشفى دي وبقيت اراقبها كويس وحطيت عيون ليا هناك عشان أخبارها توصلي طبعا الوقت ده كله واخواتي مفكرين اني بصيع او بشرب زى ما هما واخدين فكرة عني
 

72  73  74 

انت في الصفحة 73 من 85 صفحات