فارس
باسم
وظلت تسأل نفسها فى تردد وقلق لا بد من حل ما يرضى جميع الاطراف ولكن اين هو
خرج والد عزة من المسجد الصغير بعد أنتهاء صلاة العشاء وهو يبحث عن حذائه بين كوم الأحذيه أمام المسجد وقف يبحث بعينيه عنه حتى وجده اخيرا أنحنى ليلتقطه ولكنه فوجى بمن يسبقه اليه ويناوله اياه بأبتسامه ودوده فابتسم شاكرا وهو يقول متشكر أوى يا عمرو يابنى
تبسم والد عزة وهو يشير ليصدم عمرو قائلا ما أنت لبسه أهو يابنى
نظر عمرو الى قدميه پصدمه واضحه وهو يقول ايه ده مش معقول لبسنى أمتى ده
سار عمرو بجوار والد عزة بمنتهى الادب والتواضع وهو يتصنع الوقار قائلا
بس انا دايما باجى اصلى هنا هو حضرتك مبتجيش بانتظام ولا ايه
ضحك الرجل مرة أخرى فمحاولاته مكشوفه دائما وقال
معلش بقى يمكن مش بنتقابل من الزحمه ولا حاجه
سارا بعض خطوات فى سكون غير مناسب لشخصية عمرو ولذلك لم يحتمل كثيرا وقال بشغفه المعهود
وقف والد عزة ونظر اليه بملامح جامده وقال لا رديت عليك وقولتلك ربنا ييسر الامر لما نشوف أختها الاول
قال عمرو بضيق ياعمى طب انا كده مفهمتش حاجه أنا كده متعلق
تابع والدها بنفس ملامحه الجامده عاوزنى أكسر قلب بنتى الكبيرة
قال عمرو بتبرم واضح لا يا عمى أكسر قلبى انا
مشي بجواره حتى وصل الى منزله وهم بالصعود ولكن عمرو لم يتركه لا يزال يلح بأستماته ووالدها يؤجل باستماته ايضا وأخيرا قال طيب يبنى ربنا يعمل اللى فيه الخير سبنى أطلع بقى
أوقفه عمرو مرة أخرى وهو لا يعلم ماذا يقول كان يأمل فى أن يقنعه بالموافقه ولكن محاولاته جميعا باءت بالفشل الذريع قاطع شروده صوت والد عزة وهو يقول بضيق
ابتسم عمرو ابتسامه مصطنعه وهو يقول طب استنى حضرتك بس عاوز اقولك على حاجه وبعدين أطلع
عقد الرجل ساعديه أمام صدره بضيق وقال پغضب أتفضل يا سيدى قول
رسم عمرو ملامح الجديه على وجهه وقال بأهتمام
كان فى مره فى بلد اوروبى فيه أقليه مسلمه ناس بيصلوا العصر فى المسجد
فيكم هنا مسلم
الناس بصت للسکينه اللى مع الراجل ومحدش أتجرأ ينطق الا واحد بس هو اللى أتشجع وقال أنا مسلم
فالراجل أخده بره المسجد بعيد
شويه عن الناس وقاله انا مسلم فى السر ومحدش يعرف وجبت خروف وعاوز أدبحه على الطريقه الاسلاميه بتعرف تدبح وتسلخ
فالراجل قاله أنا بعرف أدبح لكن مبعرفش اسلخ روح شوف حد تانى بيعرف يسلخ
بعد ما دبحوا الخروف الراجل رجع للمسجد تانى وكان ماسك السکينه وفيها ډم الخروف وقال للناس مين فيكم مسلم تانى
الناس كلها بصت للسکينه اللى فى ايده وأترعبوا ومحدش نطق لكن شاوروا على الامام اللى كان بيصلى بيهم وقالوا ده مسلم
فالامام أتخض وقالهم فى ايه هو علشان صليت بيكم ركعتين خلاص بقيت مسلم !!
أنفجر والد عزة ضاحكا وبعد فتره من الضحك باغته عمرو مرة أخرى قائلا بلهفه
ها يا عمى وافقت على الجواز !!!!!!!
الفصل التاسع
صعد والد عزة الى شقته أخيرا والابتسامه تعلو شفتيه
على أثر النكته التى ألقاها عليه عمرو منذ قليل جلس بين زوجته وبناته أمام التلفاز وهو يضرب كفا بكف ويقول
أما والله حاجه عجيبه
نظرت له زوجته باهتمام وابتسمت هى الاخرى لرؤيتها ابتسامته وقالت
خير يا ابو عبير هو ايه اللى عجيب
الټفت إليها بابتسامته وهو يستند بساعديه الى حواف مقعده ويقول
البشمهندس عمرو يا ستى بقاله كام يوم مش سايبنى فى حالى وعمال يلف ورايا زى النحله
حانت منه ألتفافه إلى عزة التى اشاحت بوجهها سريعا ونهضت قائلة
طب أنا هدخل أنام بقى تصبحوا على خير
اقتربت عبير من والدها على المقعد المجاور له وهى تتسائل
هو كلمك تانى يا بابا
هم أن يجيبها ولكن والدتها قاطعته قائله
قالك اشتغل ولا لسه يا ابو عبير
أشاح بوجهه عن زوجته ونظر الى عبير مرة أخرة وقال
يشتغل ولا ميشتغلش دى حاجه تخصه هو وانا مالى
ثم نهض واقفا وهو يقول
انا هدخل اريح شويه تصبحوا على خير
تبعته عبير بنظرها حتى دخل غرفته واغلق بابها خلفه فنهضت واقفة وهى تقول لوالدتها
ماما ممكن أدخل أتكلم مع بابا شويه لوحدنا
نظرت لها والدتها بدهشه قائلة
خير يا عبير فى ايه
أقتربت منها وهى تقول بجدية
بصى يا ماما أنا فاهمه كويس بابا رافض عمرو ليه وعمال يأجل فى موضوع عزة وأنا بصراحه محتاجه اتكلم معاه فى الحكايه دى مينفعش أسكت أكتر من كده
نهضت والدتها بموافقة منها لكلام ابنتها وهى تقول طب تعالى معايا
وضعت عبير يدها على كتف والدتها وقالت برجاء
معلش يا ماما خلينى اتكلم معاه لوحدى أنتى عارفه لما بيلاقى أكتر من حد بيتكلم فى نفس الموضوع بيقفل
فكرت والدتها قليلا ثم قالت بايماءه بسيطه
طب خلاص اللى تشوفيه يابنتى خبطى عليه الاول بس براحه كده ليكون نام ولا حاجه
وقفت عبير امام غرفة والدها وطرقت الباب بخفه وقالت بهدوء
بابا حضرتك نمت
أتاها صوته قائلا
أدخلى يا عبير
دخلت الغرفه وجدته يجلس على الاريكه بجوار النافذه فاتحا لمصحفه امامه ويقرأ فيه قليلا قبل النوم كما هى عادته دائما
نظر لها مبتسما بحنان وهو يقول
تعالى يا عبير
جلست بجواره على الاريكه وقالت برجاء
بابا أرجوك توافق على خطوبة عمرو وعزة
صمت برهة وقال بضيق
وياترى بقى مين اللى قالك تيجى تقوليلى كده أمك ولا عزة
ابتلعت ريقها وقالت بوجل
بابا انا عارفه حضرتك بتاجل الموضوع ده ليه
وصدقنى يا بابا انا الحكايه دى متفرقش معايا خالص بالعكس والله أنا أتمنى ان عزة تتخطب النهارده قبل بكره
وخفضت نظرها وقالت بخفوت لو سمحت يا بابا متخالنيش أحس أنى واقفه قدام سعادة اختى ومستقبلها
هتف مستنكرا ايه اللى بتقوليه ده يابنتى وأنتى عرفت منين ان سعادتها فى الجوازه دى
ابتسمت بمرارة وهى تقول يا بابا حضرتك طول عمرك بتشكر فى عمرو وزى ما حضرتك قلت من شويه انه عمال يلف زى النحله وبيزن عليك ليه بقى اكون انا السبب انى اضيع على اختى واحد بيحبها وكمان عارفين اخلاقه واهله وكل حاجه عنه
تذوقت مرارة ابتسامتها لاول مره وشعرت بها تغص حلقها فابتلعتها برضى وهى تقول
الحمد لله يا بابا انا عارفه ان كل شىء نصيب وانا
هيجيلى نصيبى لحد عندى سواء دلوقتى ولا بعدين
لكن أنا عمرى ما هبقى سعيده ابدا وانا رابطه اختى جنبى كده وهى ذنبها ايه طيب
نظر لها والدها بمشاعر مختلطه بين الفخر والحزن وهو يقول
ونعم العقل والايمان يا بنتى أنا كنت بقول لامك عبير قاعده طول النهار تسمع فى شرايط وداخله وخارجه تحضر دروس فى المسجد ومكنش عاجبنى مكنتش أعرف أنك بتستفيدى بيها بالشكل ده ربنا يرضى عنك يابنتى
لمعت دموع الفرح فى عينيها وهى تقول بلهفه
يعنى حضرتك وافقت يا بابا
ابتسم وهو يربط على ساعدها قائلا
بينى وبينك أه وافقت
نهضت فى سعاده وهى تهتف بفرحه حقيقة
أنا هروح ابشر ماما
أحتضن فارس عمروبشدة وهو يقول بسعاده مازحا
مبروك يا عمرو أخيرا يا اخى هتدخل القفص برجليك
دفعه عمرو بخفه وهو يتكلم بشغف كعادته
بطلوا قر بقى دى يدوب أبوها وافق أنى اروح أتقدم رسمى
ثم فرك كفيه بتوتر
بالغ قائلا
أنا ھموت من القلق يا فارس كل ما أتصور نفسى وأنا قاعد بتكلم معاها على أنى خطيبها بقى وكده
ياه أحساس جامد اوى ثم تابع بنبرة حائره
تفتكر هتوافق عليا يا فارس ولا أنت رأيك ايه
شعر فارس بالحيره وقال متسائلا
الله أومال ابوها وافق على ايه اساسا
تناول عمرو بعض قطع الشيكولاته أمامه وهو يجلس الى مائدتهم الصغيرة وقال
وافق أنى أتقدم واقعد أتكلم معاها ماهو ده طلبها يا سيدى عاوزه تتكلم معايا الاول قبل ما تقول رأيها النهائى علشان تستخير
ومد يده مرة أخرى الى شبطة الشيكولاته ولكن فارس ضربه على يده قائلا
كفايه بقى دى لو مهرة عرفت أن حد أخد من الشيكولاته بتاعتها هتخرب الدنيا
خطڤ عمرو قطعة أخرى وهو يقول
خلاص يا عم اللى جابلك يخليلك أخر واحده بس ومتقولهاش ماشى أنا مش قدها يا فارس
ضحك فارس وهو يقول
طالما جبان كده يبقى متمدش ايدك على حاجتها أحسنلك
ثم اردف بأهتمام بس أنا خاېف من حاجه يا عمرو
عمرو وهو يبتلع قطع الشيكولاته بصعوبه
خاېف من ايه
مط فارس شفتيه وهو يقول
لو المقابله دى على اساسها عزة هتحدد هى هتوافق ولا لاء يبقى فى خوف كبير بصراحه اصلك هتفضحنا انا عارفك
لم يلحظ عمرو نبرة المزاح فى عبارة فارس فقال بجزع
ليه يا فارس طب قولى بسرعه اعمل ايه الله يخليك
أكمل فارس طريقته المصطنعه وهو يقول بص أنت تحاول تحاول يعنى تبقى مؤدب كده ومحترم وذوق وظريف وهادى وعاقل كده يعنى انا عارف أن موضوع هادى وعاقل ده صعب عليك بس معلش حاول
فرك عمرو راسه وهو يقول
يلا يا عبير كل ده بتلمعوا الصالون كانت عبير منحنيه تزيل بعض أثار التراب فى غرفة الاستقبال
فأعتدلت وهى تجيب والدتها
خلاص يا ماما أنا خلصت أهو
أقبلت والدتهم مسرعه وهى تنهرهما قائلة
معقوله كده الناس زمانهم جايين ولسه مخلصتوش ونظرت الى عزة وقالت بعتاب
انتى كمان لسه مجهزتيش نفسك هايجوا يلقوكى بترابك كده
زفرت عزة بضيق وهى تهتف ساخطه
يا ماما يعنى اقطع نفسى يعنى وبعدين فى ايه ما الشقه نضيفه أهى
قالت والدتها وهى تدفعها للخارج
طب روحى يا فالحه جهزى نفسك بسرعه خلاص زمانهم جايين
خرجت عزة وهى تتمتم ببعض الكلمات معترضه بينما نظرت الام الى عبير وهى تجتهد فى أبراز جمال
الغرفه وهى تصلح من شأنها بأهتمام فأقتربت منها وقالت برفق
عقبال يومك يا عبير يا بنتى
أستدارت لها عبير وهى مبتسمه فوجدت نظرة مشفقه تطل من عينيها غاصت تلك النظرات فى قلب عبير حتى شعرت أنها شجته نصفين قاتلت حتى تستطيع رسم ابتسامة عذبه على شفتيها وقالت تداعبها
أيه بقى يا ست ماما أنتى عاوزه تخلصى مننا كلنا علشان الجو يخلالك انتى وحبيب القلب ولا ايه
ضحكت أمها وقد تلاشت نظرة نظرة الحزن من عينيها وقالت
انتى بس لو تعقلى كده وتشيلى البتاع ده من على وشك وانتى خارجه كده والعرسان تشوفك بدل ما انتى مخبيه نفسك كده محدش عارف انتى حلوه ولا وحشه
قالت عبير بثقه وهدوء يا ماما اللى هيجى يتقدملى علشان انا حلوه ولا اللى هيخاف يتقدملى احسن اكون وحشه الاتنين