فارس
بمهرة التى كانت تعبر بوابة بنايتهم وهى تبكى بشدة وتفرك عينيها
حاول أن يحدثها ولكنها أسرعت للداخل فى ڠضب لحق بها ووقف يسد الطريق أمامها وقال بأسف حقيقى
متزعليش بقى خلى قلبك أبيض ده أحنا أصحاب من زمان يعنى
صاحت وهى تبكى برضه مخصماك ومش هكلمك وانا قلبى مش بيضا
ضحك وهو يقول لاء انتى قلبك بيضا أنا عارف
جلس على أول درجة من السلم ليمنعها من العبور وأستند براسه على قبضته وقال
قالت بلهفه وهى تمسح دموعها بكلتا يديها بجد هتجبلى العروسه اللى طالعه جديد اللى أسمها باربى
أومأ برأسه فى تأكيد وهو يقول ايييون بس أصبرى عليا يومين لما أقبض مرتبى
ضحكت بشدة وأخذت بيده فى سعاده وهى تتقافز يمنة ويسرا هدأ حركتها وقال مستدركا
مطت شفتاها وهى تقول بحزن كنت رايحه ألعب مع البنات فى الشارع اللى ورانا بس مرضيوش يلعبونى وقالولى أنتى أوزعه وصغيرة قعدت أحلفلهم أنى عندى 11سنه بس محدش صدقنى وقالولى أنتى كدابه أنتى عندك 7سنين
ونظرت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وهى تقول والله أنا مش كدابه يا فارس ومش بحب حد يقول عليا كدابه
بصى يا مهرة متروحيش تلعبى معاهم تانى ولما حد يضايقك تانى متعيطيش أبدا خليكى قويه اللى مش مصدقك عنه ما صدقك
أنهمرت دموعها وهى تستمع إليه ثم قالت وانا ذنبى ايه أنى شكلى أصغر منهم حتى صحابى فى المدرسه بيضحكوا عليا
لا يعلم فارس لماذا ذكرته بنفسه وبحاله تذكر كلماته مع الدكتور حمدى وهو يقول له
شعر أنه لابد أن يعلمها درسا لا بل يريد أن يلقن نفسه هذا الدرس أولا نظر لها بجدية وقال
شوفى يا مهرة انتى أه شكلك اصغر من سنك لكن أنتى ذكيه جدا وكل الناس بتحبك وتقدرى تتفوقى وتبقى اشطر منهم كلهم ولما تكبرى هتبقى أحسن منهم كلهم أن شاء الله لما تتفوقى عليهم بعقلك مش بشكلك ولابجسمك ذاكرى وأتشطرى وابذلى مجهود كبير وخلى المدرسين يعجبوا بيكى وبشطارتك ويحبوكى هتلاقى صحابك فى المدرسه هما اللى عاوزين يصاحبوكى ويلعبوا معاكى
نظر فى عينيها التى كانت تنظر له بأهتمام وأنصات وتحاول استيعاب جميع كلماته وقال
فهمتينى يا مهرة
حركت راسها موافقة ببراءه وهى تقول فهمت
شعر شديد يغزو كل كيانه وكأنه رسم صورة ذهنية لعقله ووضع فيها كل ما يحب أن يضع كل فى مكانه تماما سيأخذ بالاسباب الدنيويه ويجتهد وفى نفس الوقت ستكون الاخرة هى غايته وليس الدنيا كما كان يفعل من قبل نعم هذا هو ما يريد أن يقوله لنفسه أبذل مجهود وأجعل الصبر حليفك والاخرة غايتك ولن يضيعك الله ابدا
نظرت لها عزة فى توتر وهى تقول اقول ايه بس يا
عبير اصلا بابا مش هيوافق
تدخلت والدتها قائله أختك بتسألك على رأيك مش على رأى ابوكى
فركت عزة كفيها فى توتر شديد وقالت بتلعثم
أنا اصلى اتفاجأت ومحتاجه وقت افكر يا ماما
أرتسمت علامات الڠضب على وجه والدتها وهى تهتف بها
تفكرى فى ايه هو عمرو غريب عاوزه تعرفى اخلاقه ولا مش عارفين أهله
أنكمشت عزة من ردة فعل والدتها الغاضب وأحمر وجهها ولاذت بالصمت فنهضت عبير وهى تقول لوالدتها
معلش يا ماما سيبيها دلوقتى من حقها تفكر برضه وبعدين الجواز ده لازم يكون فيه قبول فسيبيها تفكر براحتها
نهضت والدتهما فى تبرم وهى تتمتم بنات آخر زمن
أغلقت عبير باب غرفتهم واقتربت من أختها وجلست بجوارها وهى تضع ذراعها على كتفيها وقالت بحب
أنا حاسه بيكى يا عزة متفتكريش أن محدش حاسس بيكى
تسللت دمعة خارج مقلتيها معلنة عن قلق وخوف واضح وهى تقول بخفوت
لا يا عبير مش اللى فى دماغك سبب ترددى
ابتسمت عبير وهى تمسح عبرتها بأناملها وقالت بحنان
مش مهم ايه السبب المهم اننا نعرف رأيك فى عمرو طيب أنتى حاسه بقبول ناحيته
أبتعلت ريقها بصعوبه وقالت عادى يا عبير مش حاسه برفض ولا بقبول عادى يعنى أنا أصلا طول عمرى بتعامل مع عمرو على أنه أخويا مش أكتر فطبعا مش هكون بكره واحد بحسه زى أخويا وفى نفس الوقت مش بحبه
أبتسمت عبير وهى تقول طب ايه رأيك لو بابا وافق تدى لنفسك فرصه وتبدأى تعامليه بطريقه مختلفه ثم ضحكت وهى تتذكره وقالت
وبصراحه الطريقه المجنونه اللى طلبك بيها تخلينى متأكده أنه هيقدر يخليكى تحبيه وأستدركت وهى تقول
بصراحه يا عزة ده شكله بيحبك أوى ياريت تفكرى تانى وتدى نفسك فرصه وتديله هو كمان فرصته
لوحت عزة بيدها متبرمه وهى تقول بتكلمى كأن بابا وافق خلاص
شعرت عبير بمزيج مختلط من المشاعر وهى تقول
ملكيش دعوه ببابا بابا كان دايما يشكر فى من ايه
وقفت قبالتها ونظرت لعينيها بعمق وهى تقول تخلصى من المشاعر السلبيه اللى كابسه على نفسك دى واللى مخلياكى مش عارفه راسك من رجلك ومأجله حياتك كلها بسببها أنتى صحيح بقالك مدة طويله قريبه من ربنا وبطلتى حاجات كتير كنتى بتعمليها بس مع الاسف لسه محتفظه بالسلبيه دى جواكى ومفيش حاجه هتخرجك من الدوامه دى غير عمرو انا متأكده
رفعت عزة كتفيها وهى تنظر لعبير بدهشه قائلة
ومالك متأكده كده ليه
ضحكت عبير وقالت منا لسه قايلالك مچنون وبيحبك وزى ما ماما قالت كده عنده أستعداد يفضل يلف ورا بابا لحد ما يقنعه يعنى مصر عليكى يعنى من الاخر كده رخم وهتحبيه يعنى هتحبيه والواد قمر برضه متنكريش
نظرت لها عزة بدهشه
لما تقول وقالت يا سلام يا سلام أومال حفظ ايه ومسجد ايه اللى بتروحيه
ضحكت عبير وقالت بخبث آه هنبدأ الغيره بقى
خرج باسم من حجرة مكتبه وقال موجها حديثه لدنيا
تعالى شويه يا أستاذه دنيا لو سمحتى ثم عاد الى مكتبه مرة اخرى
نهضت دنيا وهى تحاول أن لا تصطدم بنظرات فارس الناريه وتوجهت الى حجرة مكتبه ولكنها لم تنسى تنبيهات فارس له سابقا بأن تترك الباب مفتوحا جلست أمامه بتسائل وكانت تتوقع بحكم عمله كمسؤل عن ملفات القضايا فى المكتب أن يكون الحدث حول ذلك ولكنها وجدته ينظر لها مبتسما وهو يقول
مش أنا هفتح مكتب خاص بيا
تعجبت للحظات وهى تنظر إليه بدهشه فما شأنها بذلك وقالت بلامبالاه
مبروك يا استاذ باسم بس أنا ايه دخلى فى الموضوع
أتسعت ابتسامته أكثر وهو يتفحصها بجرأه ويقول
أنا عاوزك تيجى تشتغلى معايا فى المكتب
باغتها بطلبه فارتبكت وصمتت برهة لتفكر فى الامر فقطع شرودها قائلا
هو أنتى مرتبك هنا كام
علت دهشتها وجهها وقالت بسرعه ما حضرتك عارف
فأومأ برأسه وقال بثقه
مرتبك عندى هيبقى ضعف مرتبك هنا 3 مرات ها قولتى ايه ثم استدرك قائلا بسرعه بس ده فى الاول لكن بعد لما تاخدى خبره ممكن يبقى ليكى نسبه فى القضايا وأنتى وشطارتك ومش بتكلم فى كلام فاضى أنا بتكلم فى ألافات
أدارت عبارته راسها وقالت بتسائل وحضرتك أخترتنى أنا ليه بالذات
قال بجرأة وصراحه بصراحه عجبتينى
دنيا باستنكار عجبتك يعنى ايه
رمم عبارته المتصدعه وحاول أن يجعلها أكثر تهذيبا وقال
قصدى يعنى بيعجبنى مجهودك فى الشغل وطموحك العالى اللى ھيموت فى المكتب ده وبالمرتب اللى بتقبضيه هنا
صمتت وهى تنظر امامها بشرود تفكر فيما يقول فقال مؤكدا على فكره معايا ممكن فى يوم من الايام تحطى يافطه باسمك جنب يافطتى ويبقى ليكى مكتب خاص تستقبلى فيه زباينك ها قلتى ايه
نهضت واجمه وهى تقول ببطء أدينى فرصه افكر
فقال موافقا فكرى براحتك
عموما انا لسه قدامى مش أقل من شهرين علشان انقل شغلى هناك
أنتهى اليوم كالعادة وطويت الملفات والمستندات وقفت بجواره لتستقل سيارة أجره كما تفعل دائما لا يرحل قبل أن يطمئن عليها وضع بعض الحدود بينهما فى التعامل فى حدود علاقة الخطبة التى تربط بينهما ولكنه لم يستطع ألانتظار أكثر من هذا أنها لم تجيبه ولم تعطى قرارها حتى هذه اللحظه ألتفت إليها قائلا بجديه دنيا أنتى مردتيش عليا لحد دلوقتى فى موضوع كتب الكتاب ده
زفرت بضيق قائلة أنا مش عارفه أنت مستعجل كده ليه انا وافقت على كل كلامك اللى قلته مبقناش نتكلم ولا نتقابل حتى النظرة مبقتش تبصهالى وانا كل ده متكلمتش ووافقتك ايه المطلوب منى تانى
شعر بكلماتها تقطر حنقا وضيقا من هذا الوضع فقال مؤكدا ماهو علشان كده أنا مستعجل على كتب الكتاب علشان نخرج ونتقابل واعرف أكلمك وأتكلم معاكى براحتى
نظرت فى ساعة يدها تستعجل الوقت وهى تقول مش هينفع يا فارس كتب كتاب دلوقتى خالص نستنى شويه لما ظروفنا تتحسن هو أنت مش بتقول عاوز تاخد الماجيستير فى اقرب وقت خلاص بقى ركز فى الرساله بتاعتك وحاول تخلصها بدرى ولما تخلصها يا سيدى نبقى نشوف هنعمل ايه لكن الاستعجال بتاعك ده هيبوظ كل حاجه وهيعطلنا جامد وان كان عليا يا سيدى أنا هستناك انا مش عارفه أنت قلقان ليه كده
أنكمشت فى فراشها كما تفعل دائما عندما تواجهها مشكله وظلت عبارات باسم تتردد فى اذنيها
مرتب 3 أضعاف وفى المستقبل يافطه جانب يافطتى نسبه من القضايا
ظلت تقارن هذا الوضع بتلك الذى ينتظرها فى مكتب الاستاذ حمدى مهران نعم هى تحب العمل فى هذا المكتب بصحبة فارس ولكن إلى متى ستظل هكذا تجد وتعمل فى أرهاق وتعب والمقابل ضعيف ولم لا تغير حظها بيدها فى مكان آخر بمقابل افضل
ولكن ترمومتر فطرتها الانثويه مازال يعمل والذى أنبأها بأن باسم لم يريدها الا لرغبة فى نفسه وأن الاسباب التى قالها جميعها كاذبه بل وتنطق بالكذب هل تستطيع أن تحسم أمرها وتعمل معه ولكن تنتبه لنفسها وتحسب ألف حساب لكل كلمه وكل حركه وكل ردة فعل أم تبقى كما هى
ولكن حتى لو وافقت هل سيوافق فارس بالطبع لا سيرفض أيما رفض وسيتمسك برأيه بل ومن الممكن أن يخيرها بينه وبين العمل مع