خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله
عرفت صارحتك ومأنكرتش وفهمتك انا
________________________________________
ليه عملت كده...انا مقولتش إني صح...ومقولتش كمان إني مش غلطانة ولا مظلومة اه نادين افترت عليا وألفت قصص وحكايات عني بس ده ميمنعش أن جزء بسيط من كلامها صح وانا عمري ما أنكرته بالعكس أنا بعترف غلطت ولما انت عرفتني مكنتش ملاك و كنت ضايعة وعمري ما انكرت ده أنا صريحة معاك من أول يوم يا حمود...وكنت بعبر عن مشاعري
عجز عن الرد حتى انها لاحظت نفور عروق يده التي تدل على تلك الحړب الضارية التي تقام بداخله لذلك حاولت أن تخترق دفعات عقله قائلة
أنا اللي أسفة...إني فرضت نفسي ومشاعري عليك...أنت مش مجبر تصدق كلام نادين ولا مجبر تصدق كلامي...والقرار بأيدك...
أما عن تلك الطامعة التي اغشى الجشع عيناها فكانت تستشيط غيظا فإلى الآن لم يريح ذلك الغبي قلبها ولم ينفذ ما اوكلته به...لا وما يغيظها أكثر أن التوقيت مناسب بشدة فهي تعتقد أن ميرال كما اخبرتها خارج البلد ترفه عن ذاتها ومن الجيد أنها غائبة حتى لا تتأثر وټنهار بعد تلقين ذلك المتعجرف درسا قاسېا كي يبتعد عنها...
وها هو يجيبها بعدما هاتفته ربما للمرة الألف بعد المائة و وجدت هاتفه خارج النطاق
تحت أمرك يا هانم
أنت فين يا غبي وليه منفذتش لغاية دلوقتي
اجابها هو بلا مبالاة وبنبرة تقطر بالإجرام
تأففت هي بنفاذ صبر
افففف اخلص هتنفذ امتى
اجابها بخبث مقيت وبثقة مچرم مخضرم بالإجرام
قبل ما انفذ لازم تعرفي الجديد المحروسة بت جوزك قاعدة معاه في بيته
يااااااااااااامن
صړخت بأسمه بعدما راودها كابوس مفزع رأت به حالها تقف على حافة الهاوية وهو يفلت يدها تاركها كي تلقي مصيرها المحتوم من غيره...وبالطبع الأمر كان بمثابة نزع روحها من جسدها حين شهقت بقوة ونهضت جالسة تجول المكان بعيناها بړعب وبأنفاس متعالية.
نادين حمد الله على سلامتك انت كويسة متقلقيش
يااااااااامن
همست بأسمه پضياع وبنبرة لاهثة متلهفة جعلت ميرال تعجز عن الرد لتكرر نادين
انا فين... ومين اللي جابني هنا ويامن....يامن فين
انا وحمود اللي جبناك هنا بعد اللي حصل
لم تعير حديثها اهمية وقالت وهي تهب من الفراش بعدما نزعت تلك الابرة الوريدية من يدها غير عابئة بتقطر دمائها
يا خبر ماما ثريا زمانها قلقانة عليا أنا لازم أروح...
ضغطت ميرال على شفتها السفلية بقوة تمنع ذاتها من البكاء لوهلة ثم نطقت بحرص شديد وهي تقترب منها
نادين أنت مش فاكرة اللي حصل
نفت برأسها وهدرت بحماس ظهر جلي على وجهها الذابل دون أن تستخدم عقلها ودون أن ترهق ذاتها بإيجاد سبب مقنع لثغرات ذاكرتها
انا لازم ارجع البيت زمان يامن قلقان عليا هو قالي أنه راجع أصل لازم نحضر للفرح يا ميرال هو وعدني أنه هيقدمه ومفيش وقت لازم أحضر نفسي
لټضرب جبهتها وتضيف
تخيلي لسه ما اشترتش فستان الفرح...ياااه أنا نفسي اجيب فستان منفوش بذيل طويل وكمان يامن لازم أختار بدلته بنفسي هختارهاله بيضا أنا بحب اللون الأبيض اوي عليه علشان بيشبه لون قلبه ياااااه وحشني اوي...اوي يا ميرال
كانت تتحدث بعدم اتزان ودفعة واحدة وهي تبتسم بسمة مريبة وتدور حول نفسها بطريقة غير متزنة بالمرة جعلت ميرال تكتم شهقاتها بكف يدها متحسرة على حالها ولكن الآخرى كانت بالفعل على حافة الجنون حين صاحت
ميرال فين هدومي انا عايزة ارجع بيتنا يامن وحشني أوي وماما ثريا
حاوطت ميرال ذراعيها وقالت تحاول أن تعيدها لرشدها
نادين كفاية وفوقي ...أنت ازاي مش فاكرة اللي حصل...
جمدت نظراتها لوهلة ودار بؤبؤ عيناها ثم أنكرت وهي تنزل يدها
مفيش حاجة حصلت...مفيش ... مفيش...
ألقت حديثها بملل بوجهها وتركتها واتجهت لتلك الخزانة تفتحها على مصراعيها تبحث بها عن ملابسها ولكن لم تتعرف على شيء يخصها لذلك كانت ترتدي أول شيء طالته يدها لتلمح سترة جلدية قاتمة