رواية اصقلها شيطان بقلم سماح سماحة
أنزلتها بحيرة
لأ لسه معرفش أمتى بالتحديد أول ما هارون هيعمل الأجتماع ويحدد اسعار المناقصة ويبقى معاه الورق هاخد الأرقام منهم وأقولك عليه متقلقش
أومأ زاهر بثقة
انا مش قلقان طول ما إنت معايا وعارف أنك هتقدري توصلي لأي حاجة خاصة بهارون لأن مفيش حد قريب منه زيك
أومأت بحسرة على ما يعتقده فهو لا يعلم كيف يعاملها هارون
ألتمعت عين زاهر پغضب وتجددت بداخله روح الأنتقام
أنت هتقوليلي دا زيه زي عمه مبيقدروش اللي بيتعب عشانهم وبيدوسوا على اي حد حتى لو كان خادمهم بروحه بقاله سنين دا انا حالف لأخسره كل حاجة وأخد بتاري منه مهما كلفني الأمر
تار
تار أيه اللي ليك عنده
هز رأسه بضيق
متشغليش بالك دا موضوع قديم مش وقت أننا نتكلم فيه المهم انا مستني منك تليفون
أومأت له برفق
تمام مجرد ما أعرف الأرقام هكلمك
وضعت سدرة الهاتف من يدها ووقفت متجة لمرحاض غرفتها حتى تتوضأ كي تصلي العشاء فقد أذن لها أثناء مكالمتها ثم خرجت وفرشت سجادة الصلاة ووقفت تؤدي فرضها حتى أنتهت منه وجلست تدعو ربها بصلاح الحال استمعت لصوت طرقات على باب غرفتها فأذنت للطارق بالدخول
دخلت أحدى العاملين لدي زوجها تخبرها برسالة منه
هارون بيه بيفكرك أن ميعاد العشا بتاع خالته وأبن خالته قرب ولازم تكونوا في أنتظارها
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة
حاضر قوليله عشر دقايق وأكون جاهزة
ثم وقفت بعد أنصراف خادمتها تطوي السجادة وتتجه لغرفة ملابسها تنتقي لنفسها ما يصلح لأرتدائه أنام خالة زوجها وأبنها وأختارت عبائة فضفاضة من اللون الأزرق الداكن مرصعة بفصوص من الكريستال عند الصدر وأسأور الزراع ولفت حجاب من نفس لونها وعندما أنتهت من تجهيز نفسها خرجت متجه لأسفل حيث يجلس زوجها يتابع عمله على حاسبه المحمول ألقت عليه التحية لكنه لم يعيرها أهتماما كما يفعل دوما فلم تبدي أعتراضا أو لوما تعلم أنها ستخرج منه مهانة لذا فضلت الصمت وجلست بجواره تنتظر حضور ضيوفهما حتى أتت خالته الحنونة تحتويها بين ذراعيها كما تحتويها خالتها ميسرة فهما الوحيدتان اللتي تشعر معهما بحنان الأم الحقيقي
شددت سدرة من ضمھا تتنفس عبقها الحاني
إنت كمان وحشتيني قوي يا ماما زهرة
أبتعدت زهرة عنها تنظر لها بأعين مندهشة متعجبة
ماما!
أومأت سدرة برفق وأقتربت تقبل جبينها بحب ثم ابتعدت عنها قليلا
أه ماما أصل انا معنديش دلوقتي أعز منك أنت وخالتي ميسرة عشان أقولها يا ماما أنتم تستهلوا تاخدوا لقب الأم المثالية لأنكم أحن أمهات انا شوفتها
حبيبتي ربنا يبارك فيك ويعوضك بالخلف الصالح وأشوف أبنكم وأشيله على إيدي قريب أن شاء الله
تدرج وجه سدرة بحمرة الخجل وأنزلت رأسها على استحياء فضحكت زهرة عليها ونظرت لأبن شقيقتها
أيه يا هارون مش عايز تشد حيلك وتجيب لينا حفيد صغير يفرحنا
تجلد هارون أمامه خالته وكتم غيظه وغضبه كي لا تعلم ما بينه وبين سدرة
أومأت زهرة متفهمة وأشارت له كي تنبهه
ونعم بالله يا حبيبي بس احنا لازم ناخد بالأسباب ونسعى زي ما ربنا والنبي صلى الله عليه وسلم قالوا لينا وأمرونا أنت متستناش أكتر من كدا وتاخد مراتك وتروحوا لدكتور يكون شاطر عشان يعرف اسباب
التأخير من مين ويعالجه
زوى هارون حاجبيه بضيق
أن شاء الله يا خالتي لما أفضى من كام حاجة ورايا كدا هبقى اشوف موضوع الدكتور دا
ثم أشار له لتتقدمه
وبعدين سيبينا من الكلام دا دلوقتي واتفضلوا نتعشى الأول
وأمسك يد حمدي وأقترب منه يسر له بعض الكلمات
بقولك ايه خلي أمك تخف عني شوية هى كل ما تشوفني تكلمني في موضوع الخلف دا
رفع حمدي كتفيه بقلة حيلة
وانا مالي يا خويا لو شاطر قولها هى الكلام دا عشان تعلقلك الفلكة أنما انا مش هتكلم لأن ساعتها هتسيبك وتمسك فيا وتفضل تديني في جنابي عشان موضوع جوازي أصلها شيفاني عنست
هز هارون رأسه بيأس
الواحد هيلقيها منك ولا من أمك
نظرت زهرة خلفها عندما استمعت لهمس ابنائها
بتقول حاجة يا واد منك له
هز هارون وحمدي رأسيهما بنفي وهما الخطى خلفها
لا يا خالتي دا انا بسأله على حاجة في الشغل
أومأ لها حمدي وهو يبتسم ببلاهة ثم نظر لهارون يغمز له بعينه
أيوة يا ماما مجبش سيرتك دا بيسألني عن حاجة في الشغل
نظرت زهرة أمامها وأمرتهم بأتباعها
بلا شغل بلا فلقة راس خلينا ناكل الأول وبعد كدا ابقوا اشتغلوا زي ما أنتم عايزين
ثم وضعت يدها على كتف سدرة
وانا وسوسو حبيبتي هنقعد مع بعض نحكي شوية أصل وحشني الكلام معاها مش كدا يا سوسو
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة
كده يا ماما زهرة
التفوا اربعتهم حول الطاولة العامرة بأصناف عديدة شهية يتناولون الطعام بتلذذ وبعد انتهائهم دخلا هارون وحمدي لغرفة المكتب بينما جلستا سدرة وزهرة في
بهو القصر بجانبه