السبت 30 نوفمبر 2024

بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 52 من 180 صفحات

موقع أيام نيوز

 

واسترسلت حديثها وهي تنظر الى تلك الريم قائلة بتساؤل مريب 
قولي لي يا ريم هو إنتي اتخانقتي إنتي وباهر الله يرحمه في الليله اللي هو ماټ فيها خناقة كبيرة
ماإن استمعت ريم الى سؤالها حتى هوى قلبها بين قدميها ړعبا وهلعا ثم استفاقت من ترديد السؤال مرة أخرى لها وأجابت بعيون تتلفت يمينا ويسارا حرجا بلجلجة 

عادي خناقة عادية بين اي زوج وزوجة ما احنا ياما اتخانقنا ومحدش حس بينا ولا دري اشمعنا المرة دي يا ماما اللي بتسأليني 
ماإن استمع زاهر الى سؤال والدته حتى ردد اليها باستنكار 
وايه لازمته السؤال ده يا أمي واحد ومراته هم حرين هم الاتنين ليه بتفتحي في القديم اللي ما لوش لازمة دلوقتي 
واستطرد حديثه بإبانة 
وبعدين باهر الله يرحمه وريم عمرهم ما حد سمع لهم صوت في البيت وحتى لما بيكون ما بينهم مشكلة محدش كان بيتدخل ما بينهم خالص وده كان بطلب من باهر .
ابتسامة سخرية خرجت من فمها عقب حديث ولدها الأكبر واشارت اليه ان يصمت مكملة تساؤلاتها وهي تنظر الى ريم 
متأكده انها خناقة عادية يا ريم
وتابعت حديثها الذي أصدم الواقف المدافع بينهم عنها 
الست هانم اللي انت بتدافع عنها في الليلة اللي جوزها ماټ فيها كانت بتطلب منه انها تروح تشتغل مع مصنع من اللي بتتعامل معاهم ولما اشتد الحوار ما بينهم قال لها تختاري الشغل يا البيت والأولاد 
وهي بجبروتها قالت له يبقى هختار الشغل وكسرت قلبه وخلته مصډوم من قرارها ونام وماټ من القهره انها فضلت الشغل عليه هي وولادها 
واسترسلت حديثها پغضب عارم
حصل الكلام ده ولا ما حصلش يا ست البرنسيسة والمصممة العالمية
انقلب وجهها لألوان الطيف مما استمعت اليه
ألم يكفيها عڈاب الضمير التي تعيش به كل يوم 
ألم يكفيها الصراع الذي تعيشه منذ أن ماټ زوجها
الم يكفيها انها تؤنب حالها ولا تكاد تشعر بلحظة راحة منذ فراقه 
جمعت الحروف على لسانها اجبارا واجابتها بتوتر 
دي مش اول مرة اتكلم انا و باهر في موضوع الشغل ومش اول مرة نتخانق على اني عايزه اخرج اشتغل واني من حقي اكلل موهبتي قولا وفعلا واني ما ينفعش اني افضل مغمورة جوه تصاميمي ومحدش يعرف عنها حاجة .
كانت تلك الهند تقف وعلى وجهها علامات السعادة لو طالت ان تهلل وتطير من كثرة البهجة على وقوف ريم كالمتهم في القفص وامامه القاضي والوكيل يجلد به جلدا
وترفع لها حاجبها بكيد ومكر 
اما ذلك الواقف مصډوما مما حدث ومما استمع اليه وعلامات الدهشة تعلو وجهه
فنظر الى ريم وتحدث باستنكار 
بقى إنتي يا ريم اللي كنت بقول عليكي هادية وما بتطلعش العيبة منك تعملي كده 
بقي إنتي اللي كان جوزك بيجي طيران وما بيرضاش يتغدى مع اخوه ولا يوم من الأيام وطول عمره بيتكلم عليكي بالخير ومهنيكي ومخليكي برنسيسة تقهريه وتموتيه

مقهور !
واسترسل حديثه بوعيد 
انا والله العظيم ما مصدق اللي وداني سمعته دلوقتي بس ورب الكون لا هتشوفي على ايدي وفي البيت ده مرار قد الهنا إللي عشتيه
يعني كنت مفكرك اصيلة وطلعتى بتاعه نفسك في الاخر .
انتفضت ريم ناظرة إليهم جميعا واحست انها وحيدة شريدة بينهم
قوت حالها ونظرت اليهم جميعا مرددة بقوه
مرار ايه اللي انت هتوريه لي يازاهر إنت ملكش عليا حكم ولا كلمة أصلا !
اللي هيفكر فيكوا يجي ناحيتي او ناحيه ولادي والله ما هتشوفوا ريم الغلبانة بوشها الطيب ومش هتشوفه مني الا وش ذئب مستعد ياكل اللى قدامه ويتغدي بيهم قبل مايتعشوا بيه .
اتسعت هند عيناها بذهول 
ورفعت احدي حاجبيها متعجبة ورددت 
انتي ايه يا شيخه الجبروت اللي فيكي ده ولسه لك عين تنطقي كمان بعد اللي عرفوه ده إنتي طلعتي ميه من تحت تبن .
قاطعت ريم حديثها المغلول وهدرت بها بنظرة غاضبة
وانتي مالك تدخلي في الموضوع ليه اصلا يا اللي ټموتي في الفتنة وتشعليليها وتقعدي تتفرجي
مفكره اني كده شطارة منك مش هقول لك غير حاجه واحده بس حسبي الله ونعم الوكيل فيكي .
واسترسلت حديثها وهي تذكرها بعقۏبة ذنبها وما فعلت بها 
انتي ما تعرفيش ان ربنا سبحانه وتعالى قال
ولا تجسسوا
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 180 صفحات