رواية عشق رحيم بقلم ايمي نور
الصوات الاخري بعد ان سقط جمال كالچثة الهامدة فاقد الحركة ليسود الهرج والمرج ارجاء الغرفة لېصرخ رحيم في الجميع ان يغادر ويطلب من اخيه الاتصال بالسعاف فورا لتستمر هذه الدوامة الساعات القادمة بعد حضور الشرطة وتحفظها علي سارة التي لم تقاوم الاعتقال لتخرج معهم بكل هدوء يصحبها رحيم بينما حمزة يرافق جمال إلى المشفي فلم يحضرا إلى المنزل الا في الساعات الاولي من الفجر ليجدا الجميع في انتظارهم لمعرفة اخر التطورات منهم ليقول حمزة بايجاز.._ جمال لسه خارج من العمليات والدكاترة مش قادرين يحددوا اد ايه الضرر اللي عملته السکينة في ضهره وسارة النيابة وجههت ليها القټل العمد وامرت بحپسها 4 ايام علي ذمة التحقيق ومستنين جمال يفوق وياخدوا اقواله بس معتقدش هتفدها كتير لان عمر جمال ما يسامح في اللي حصله
فتح رحيم رحيم عينيه بتعب..._ لا يا امي متقلقيش كل محامين الشركة شغالين علي القضية وان شاء الله يقدروا يوصلوا لحل وجمال يفوق والقضية تتلم
هزت وداد راسها بعدم تصديق تعلم ان ابنها يحاول بعث الاطمئنان بداخلها ولكن الامر ليس بالهين وهي تعلم هذا لتهمس پصدمة .._ استفادوا ايه هما الاتتين غير انهم ضيعوا نفسهم
وداد بتفهم.._ معاك حق يا بني وادينا شوفنا بعنينا اخرة طريقه ايه.
بعد مرور ثلاث سنوات
اخذت حور تدور خلف ابنها البالغ من العمر سنتين وعدة شهور في ارجاء حديقة القصر وبيدها طبق طعام تصرخ به.._ يابني متغلبنيش انا عارفة طالع عفريت كده لمين ما اختك اهي نسمة وربنا نسمة.
نكزته حور في صدره قائلة بخجل.._ رحيم اعقل
قربها رحيم اكثر اليه هامسا .._ وهو حد يشوف الجمال ده كله وعوزاه يفضل عاقل طب ازاي يا حور قلبي.
تمللت ابنته بين يديه تضع يدها المكتنزة فوق وجنتيه تحاول جذبه اليها بعيدا عن امها لتضحك حور بشده قائلة بفرحة.._ جوري بتغير عليك مني اومال هتعمل ايه مع النونو اللي جاي
رأت حور حالته لتهزه برفق تهتف بقلق .._ رحيم مالك انت اضايقت اني هجيب نونو تاني.
افاق رحيم من ذهوله لسمعها كلماتها الحمقاء لتتسع عينيه بدهشة ينظر لها كما لو كانت من الفضاء الخارجي يسالها.._ حور انتي مچنونة
لتلتفت محاولة المغادرة ليسرع بالامساك بها قائلا.._ ماهو مفيش الا المجانين اللي يسالوا سؤالك ده بعد ما يقولوا خبر زي اللي قولتيه حالا.
ليقترب منها اكثر .._ بس قوليلي بجد اللي سمعته ده بجد انتي حامل
ضحكت بسرور تهز راسها بسعادة ليهتف هو الاخر بسعادة مش تؤام برضه مش كده .. هزت حور كتفيها بدلال.._ مش عارفة بس ممكن ليه لا
صړخ رحيم پجنون يحملها بين ذراعيه يتجه بعا داخل القصر لتهتف حور به .._ رحيم يا مچنون الاولاد لوحدهم
غمز رحيم لها بخبث.._ هبعت ندي تقعد معاهم اصل انا عاوزك في موضوع مهم اووي عاوز اعرف الواد عمار طالع شقي لمين.
ضحكت حور بمرح تتمني ان تدوم بهم سعادتهم إلى الابد مهما طال بهم العمر.
...
وقف رحيم ينظر بحنان إلى طفليه النائمان بسلام في جناحهم ليبتسم فجاءة لرؤيته عمار يتقلب في فراشه يزيح الغطاء عنه ويتمتم بكلمات مبهمة غاضبة فهم منها رحيم غضبه وغيرته من ابن عمه ادم علي تؤامه جوريه لمحاولة الاخير اثارة حنقه بمحاولة الانفراد بلعب وحده مع جوريه دون عمار فهذا هو الحال دائما من شد وجذب بينهم تقدم رحيم من فراشه يعيد تغطيته يحكم الغطاء حوله ينحني يطبع قبله حنون فوق جبينه
مزيحا خصلات شعره شديدة السواد عنه يبتسم برقة وهو يري نسخته المصغرة امامه فعمار يحمل جميع ملامحه وصفاته حتى في غضبه وغيرته علي كل مايخصه.
لتتجه انظاره إلى الفراش الاخر يري ملاكه النائم صغيرته والنسخة الاخري من عشقه في الحياة وملاكه الاخر يراها نائمة بسلام تحمل شفتيها ابتسامه صغيرة سعيدة وقد اخذت تلك العادة منها ايضا ينتشر شعرها الاحمر الغجري فوق وسادتها ليقترب منها بهدؤء يزيح تلك الخصلات من فوق جبينها طابعا قبلة حنون فوق جبينها يتذكر ذلك اليوم الذي علم فيه ان الله قد وهبه تؤام صبي وفتاة ليصيبه الذهول والسعادة وقتها ولكنها لا تضاهي يوم ان رأهم بعينه يوم ولادتهم انه رزق بنسخ صغيرة منه ومن حوريته لا ينسي حتى الان ما شعر واحس به وقتها من الفرحة والسعادة لدرجة جعلته ېصرخ فرحا مثل المچنون تنهمر من عينيه الدموع لا يستطيع ايقافها يخر علي الارض ساجدا شكرا لله علي تلك النعمة التي انعم الله عليه بها لتزين حياته بالفرحة كما فعلتها والدتهم من قبل.
وقف رحيم ينظر اليهم بحب وحنان لعدة دقائق ثم خرج بهدوء مغلقآ الباب خلفه يذهب في اتجاه جناحه مع تلك المچنونة والتي سارت منذ حملها كما لو كان قد ذهب جزء من عقلها بعيدا فهي اصبحت تبكي دون سبب وتضحك في اوقات لا تستدعي الضحك لكنه يتغاضي عن هذا يعلم انه من تأثير حملها فهو قد عاني الامرين في حملها الاول ليجعل منه هذا خبير بكل حالاتها المتناقضة ولكن ما فعلته اليوم تخطي كل چنونها السابق ليذهب تاركا لها المكان قبل ان يتهور ويفعل ما لا يحمد عقباه لعلها من بعد ذهابه تكون قد راجعت نفسها وشعرت بخطئها. .. تقدم يفتح الباب يحاول رسم الامبالاة فوق وجهه لعل ذلك يستطيع اخفاء شوقه ولهفته لها وما ان دخل حتى وجدها وقد هبت من مكانها بلهفة تتقدم منه بخطوات سريعة هاتفة پخوف.._ رحيم كنت فين كل ده قلقتني عليك
تقدم إلى الداخل بخطوات هادئة متجاهلآ اياها تماما لتزم حور شفتيها پغضب وهي تراه يتخطاها متجها إلى خزانته يفتحها ويقوم باخراج ملابس النوم الخاصة به متجها إلى الحمام. .. ابتسمت حور بخبث ثم اسرعت بالانحناء إلى الامام ممسكة ببطنها المنتفخة تأن پألم وتوجع و ما ان سمعها رحيم حتى اسرع بالقاء ما بيده ارضا ملتفتا اليها بلهفة يسألها بقلق.._ حور مالك ايه حصل ايه اللي بيوجعك
تحدثت حور بصوت حاولت اظهار الضعف فيه.._ مفيش بس اظهار ان ابنك زعلان مني هو كمان.
زفر رحيم بقلق وهو يزيد من تمسكه بها يوجهها ناحية الفراش يجعلها تستلقي عليه بحذر قائلا بتوبيخ حذر.._ لا ده اكيد من الجنان اللي عملتيه الصبح في واحدة عاقلة في شهورها الاخيرة تجري ورا ولادها في الجنينة تلعب معاهم.
هبت حور جالسة تهتف بحنق.._ تقصد ايه يا سي رحيم اني مچنونة.
نظر رحيم اليها بشك يراها تعود في ثواني لحالتها الطبيعية دون اثر لتعبها السابق لتدرك حور ذلك لترجع سريعا تستلقي فوق الفراش مرة اخري تضع يدها فوق بطنها تتنهد بتعب ليسرع رحيم بالجلوس بجانبها يحدثها بقلق..._ لا ياستي مقصدتش كده خاالص بس تعالي نروح للدكتورة نشوف ايه اللي تعبك
حور بصوت هادئ ضعيف.._ لا بس متسبنيش وخليك هنا معايا وانا هبقي كويسة علي طول.
استلقي رحيم فوق الفراش يعدل من وضعها يضع راسها قائلا بحنان.._ حاضر ياعيون رحيم انا هنا جنبك بس ارتاحي انتي.
ابتسمت حور بسعادة وهي تري راسه يستريح بخفوت.._ رحيم.
همهم رحيم ردا عليها لتكمل حديثها وهي مازالت علي عبثها .._ انا مش عوزاك تزعل مني انت عارف اني بحب العب مع الولاد ومكنتش اقصد اني ازعلك ابدا
رفعت حور راسها بلهفة تنظر إلى وجهه قائلة بحنان ورقة.._ علشان خاطري يا رحيم اخر مرة هعمل كده
تسارعت انفاس رحيم وهو يراها تنظر اليه بتلك الطريقة يعلم جيدا معرفتها بضعفه امام تلك النظرة ليتنهد بخفوت قائلا.._ وانتي عارفة اني مقدرش ازعل منك ابدا يا عيون رحيم
ثم يخفض وجهه هامسا.._ مچنونة بس بمۏت فيكي
تسارعت انفاس حور هي الاخري لترد .._ والمچنونة روحها فيك ولا يمكن تعيش ثانية من غيرك.
التمعت عيون رحيم ليجعلها تنسي اي حديث قد يقال بينهم فاستلقت حور تهمس بخفوت وحذر .._ رحيم
همهم رحيم لها بالايجاب لتسألها حور بتوجس وخشية.._ مش هتقولي كنت فين طول اليوم مبتردش علي تليفوناتي وقلقتني عليك
تنهد رحيم قائلا بحذر.._ لو قولتلك هتسمعي بعقل ولا المچنونة هتطلع تاني
رفعت حور راسها اليه پعنف تضيق عينيها قائلة.._ يبقي روحت عندها يا رحيم صح
اعتدل رحيم في الفراش يهتف پعنف .._ مسمهاش روحت عندها يا حور انا كنت عند عمي وانتي عارفة كويس ليه فبلاش كلام هترجعي ټندمي عليه بعدين
شحبت ملامح حور قائلة پألم.._ ڠصب عني يا رحيم انا كل ما اعرف انك معاها في مكان واحد بتجنن قلبي بيوجعني ۏجع كأن الف سکينة اتغرزت فيه
اقترب رحيم منها يضم وجنتيها بين كفيه يهتف بلهفة.._ ليه يا قلب رحيم كده انتي
عارفة كلامك ده بيعمل فيه ايه
اغمضت حور عينيها پألم تتساقط دموعها فوق وجنتيها ليسرع رحيم يمسحها بأنامله قائلا بلهفة وألم.._ دموع يا حور لدرجة دي!
اجهشت حور بالبكاء ليتركها رحيم تفرغ كل مشاعرها في تلك الدموع يرتب بحنان فوق ظهرها يهمس بكلمات حنون اليها حتى هدئت شهقاتها الباكية ثم قام رحيم برفع وجهها اليه يمسح تلك الدموع برقة قائلا بهدؤء..._ خلاص هديتي تسمحي تسمعي كلامي كويس علشان نقفل الموضوع ده نهائي
اخذت حور تهز راسها بالموافقة ليزفر رحيم بقوة لتتخذ ملامحه مظاهر الجد قائلا بحزم..._ انتي عارفة من بعد موضوع سارة وجمال ورفضه انه يتنازل عن القضية عمي مقدرش يتحمل اللي حصل لبنته وجاتله جلطه خليته مش بيقدر يتحرك من السرير وكان لازم اتولي انا امر الحكاية دي وده لان سارة قبل ما تكون كانت مراتي فهي بنت عمي وطبعا زي ما انتي عارفة جمال رفض يتنازل عن القضية الا لو انا اتنازلت عن كل ديونه اللي كانت ليا عنده وطبعا مكنش ادامي حل غير اني اوافق بس علي شرط انه يسيب البلد بعد التنازل وهو غار في داهية وهي خرجت من القضية بمعجزة وطبعا حصل الطلاق بعدها واللي كان الضړبة القاضية لعمي واللي بسببه ادهورت حالته اكتر بس كان ڠصب عني مكنش ينفع اكمل معاها بعد كل اللي عملته وانتي اكتر حد فاهم