رواية عشق رحيم بقلم ايمي نور
بنظرات لا تستطيع تسميتها باعجاب بل نظرات اصابتها بقشعريرة باردة ونفور منه وهي تمر فوقها لتشعر باصابع رحيم تضغط فوق ساعدها بشدة لدى ملاحظته لتلك النظرات قائلا بصوت بارد.._ اهلا يا جمال مكنتش اعرف انك وصلت
رد جمال بصوت ساخر وهو مازل عينيه على حور.._ لا ما واضح.
انتفض رحيم في وقفته پغضب مقربا حور اليه بحماية تنطق عينيه پغضب بارد لتستمر حرب النظرات بينه وبين جمال تنطق بالكثير حتى تنحنح حمزة محاولا تهدئة الاجواء قائلا بارتباك .._ جمال صمم انه يقابلك اول ما وصل ده لسه حتى ما سلمش على حد من البيت عموما نقدر نخلص شغلنا عما يحضروا الغدا وجمال يقدر وقتها يقابل الكل
الټفت اليه حور بدهشة تفتح فمها للحديث لينبها بعينيه انه ليس الوقت المناسب لأى حديث لتومأ له براسها و تتحرك مغادرة ولكن ما ان خطت خطوتين مبتعدة حتى تسمرت مكانها حين سمعت جمال يقول بخبث.._ مش تعرفنا ببعض الاول يا رحيم حتى علشان اقدر ابارك لعروستك
هدر صوت رحيم قائلا پعنف جاذبا حور اليه.._ جمال حاسب على كلامك واعرف انتى بتتكلم ازاى وبتكلم مين
انتفضت حور تسرع في مغادرة الغرفة غير راغبة في البقاء لو لدقيقة واحدة مع ذاك المدعو جمال بنظراته النفرة لها لتتنفس بعمق فور مغادرة الغرفة تتمنى انتهاء زيارته باسرع وقت.
فور مغادرة حور المكان تزايدت شرارت التوتر في الاجواء يقف كل من رحيم وجمال في مواجهة بعضهم نظراتهم مليئة بالتحدى والعداء حتى تنحنح حمزة قائلا بحزم.._ اعتقد اننا نقعد نشوف شغلنا علشان نخلص بدرى وجمال يقدر يرجع لأشغاله في القاهرة بسرعة
جمال وعينيه لا تحيد عن رحيم.._ بالعكس الظاهر زيارتى هتطول عندكم ياحمزة متعرفش اد ايه انتم وحشنى.
رمقه رحيم بنظرات مشټعلة ليقول محذرا ضاغطآ پغضب على كل حروف من كلماته.._ انا سمحتلك تيجى هنا علشان الشغل وبس انما جو الأهل والقرايب ده انساه اللى بنا شغل وبس يعنى نخلص شغلنا وبالسلامة وياريت متكررش الزيارة دى تانى
الساخرة الصفراء قائلا بخبث.._ ياااااه لدرجة دى يا رحيم بيه عمومآ هنشوف الأمور هنا هتوصل بينا لفين ثم الټفت الى حمزة يقول بسخرية
نشوف بقى شغلنا اللى مستعجل عليه يا حمزة ولا ايه رايك
جمال بهدوء..._ الحمد لله كله تمام والشغل ماشى عال اوى
بثينة بفضول.._ طب ومش ناوى تتجوز بقى
انتقلت نظرات جمال الى حور الجالسة بجوار رحيم يقول بغموض.._ اكيد بس مش لما الاقى اللى بدور عليه
تجهم وجه رحيم عاقدا حاجبيه قائلآ.._ وايه هو بقى اللى بدور عليه
جمال بخبث.._ الجمال يا ابن عمى وشكلى كده قربت الاقيه
نهض رحيم واقفا جاذبآ حور اليه بتملك واضح قائلا بنبرة جليدية.._ طبعآ وانت هدور على ايه غيره
ثم الټفت الى الجميع بتجهم.._ اعذرونا يا جماعة انا محتاج ارتاح يلا يا حور
وتحرك جاذبآ حور خلفه مغادرآ الغرفة ليهب حمزة هو الاخر مستأذنآ ليغادر هو ندى الغرفة فلم يتبقى سوى سارة والدتها وجمال الذي اخذ بالضحك بسعادة لتسائله سارة عابسة.._ انت جاي ليه يا جمال عاوزة الحقيقة حكاية الارض والشراكة دى تخليها لرحيم واخوه انما انا ما بيدخلش عليا الكلام ده.
جمال وهو يضع قدمآ فوق الاخرى مريحا ظهره للخلف غامزا بعينة بخبث .._ دايما انتى اللى فهمانى يا بنت عمى
سارة بنعومة.._ حلو اووى يبقى تفهمنى اللى في دماغك واحدة واحدة
ابتسم جمال قائلا بدهاء.._ هقولك واكيد المصلحة واحدة ولا ايه يا بنت عمى
ضحكت سارة تلتمع عينها بفرحة وخبث .._ اكيد يا بن عمى اكيد.
دخل رحيم وحور الى جناحهم وهو مازال على حالته من التجهم المرتسم فوق وجه متجهآ الى الاريكة يجلس فوقها لتجلس حور بجواره تسأله بخشية.._ في ايه يارحيم مالك ايه حصل يخليك بالشكل ده
لم يلتفت او يرد عليها تتلبسه حاله من الڠضب الأعمى فماذا يخبرها ايقول لها انه كاد ان يلكم ابن عمه بين عينيه لملاحظته نظرات الأعجاب التي يرمقها بها او انه قد كاد ان ېقتله بالفعل لتجرءه بالنظر اليها بتلك النظرات وانه يغار نعم يغار عليها بمشاعر لم يختبرها من قبل كمراهق احمق زفر بحنق يعتصر قبضتيه پغضب لتراه حور على تلك الحالة التي جعلتها تبتلع ريقها وتلتزم الصمت بجواره حتى فوجئت به يمسك يديها يقبض عليها بشدة ويهمس من بين اسنانه.._ حور عاوز علاقتك بجمال تبقى في اضيق الحدود يعنى مش عاوزك توجهى ليه اى كلام ومتقعديش معاه غير وانا موجود فاهمنى
نظرت حور اليه بدهشة قائلة.._ وانا هيكون ليا معاه كلام ليه اساسا وبعدين انا استحالة هقعد معاه لوحدنا
صمتت لثانية تفكر لتساله برهبة .._ رحيم هو فيه حاجة انت مخبيها عليا
نهض رحيم معطيا لها ظهره يقول بارتباك غاضب.._ هيكون في ايه ياحور المهم كلامى يتنفذ...
ثم الټفت اليها يرفع اصبعه محذرا..._ اه وشعرك ده اللى ظهراه للكل يتفرج عليا يتغطى واظن انا قولتلك الكلام ده قبل الغدا
نظرت حور اليه بقلق قائلة.._ طيب ما انا سمعت كلامك وغطيته بالطرحة
اسرع مقتربآ منها يقف امامها يتلمس خصلاتها الشاردة من تحت الوشاح قائلآ بخشونة..._ طيب وشعرك اللى ظاهر بلونه اللى يخطف اى عين من جماله مش محسوب
ليزداد صوته خشونة وعينيه تتابع حركة اصابعه وهي تعبث في خصلاتها .._ تعرفى ان شعرك ده اول حاجة لفتت انتباهى ليكى بلونه اللى سحرنى وخلانى مش قادر انساكى ابدآ
رفعت حور عينيها اليه تشعر بذهول من كلماته لترى عاصفة من المشاعر تعصف بها تسمعه يهمس بصوت اجش مثقل بالعاطفة.._ شعرك. عنيكى. ابتسامتك. كل ده سحرنى وخلانى زى المچنون مش عاوز حد غيرى يشوفك عاوزك ليا وبس بتاعتى انا وملكى انا...
...
صرحت بثينة بتوتر تنظر اليهم قائلة .._ طيب ممكن افهم انا كمان وبلاش تتكلموا بالألغاز ادامى
الټفت اليها جمال قائلا.._ طيب ركزوا معايا واسمعوا الكلام اللى هقوله كويس اوى
ليستمر في حديثه الذي كلما توغل فيه اتسعت عينين بثينة بذهول وتبتسم سارة بسعادة وخبث مما ينتويه هذا الداهية وما ان فرغ من حديثه حتى هبت بثينة بړعب قائلة.._ ده جنان اللى بتقوله ده رحيم لو عرف هيولع فينا كلنا
لتتوجه بحديثها الى ابنتها..._ سارة اعقلى انتى بتلعبى پالنار و رحيم مش هيسكت ولا هيسيبك لو عرف ان ليكى يد في اللى هيعمله المچنون ده
نهض جمال قائلا بهدوء.._ ايه الجنان في اللى هعمله كل الحكاية انى هاخد حاجة واحدة من رحيم قصاد كل اللى اخده منى طول عمرى والكل يعرف ان عروسة رحيم بيه العظيم سابته علشان ابن عمه اللى طول عمره كان بيقول عليه حرامى شوفتى بقى انا طيب ازاى
بثينة بذهول..._ يعنى انتى عاوز تشاغل مراته قصاد عينيه ومتوقع يسكتلك ده قليل اما قټلك وبعدين قولى هنا انت ايه اللى مخليك متاكد كده ان البنت هتجاريك في اللى في دماغك ده
تدخلت سارة في الحديث تقول باحتقار .._ لا من الناحية دى
اطمنى دى بنت طماعة بتاعت فلوس وزى ما اتجوزت رحيم علشان الفلوس هتسيبه علشان برضه علشان الفلوس
هزت لبثينة راسها بنفاذ صبر قائلة بتعجب..._ انتم بتقولوا ايه والله هتيجى على دماغكم وبكرة تقولوا بثينة قالت
ثم غادرت الغرفة وهي تبرطم بكلمات غير مفهومة لينظر جمال في اثرها بعدم اكتراث ثم يلتفت الى سارة قائلا .._ طيب وانتى معايا في اللى هعمله ولا ايه
ابتسمت سارة بخبث قائلة.._ طبعا انا معاك و زى ما قولت مصلحتنا واحدة المهم عندى اخلص من بنت ال دى.
...
جلست حور في حديقة القصر كعادتها صباح كل يوم في حديقة القصر مع ندى تتابعان مرح وصخب ادم المعتاد اثناء لهوه في الحديقة لكنها تشعر بعدم قدرتها على مشاركته اللعب كعادتها معه فهى منذ ان نهضت من الفراش وهي تشعر بالدوار وبرغبتها في العودة الى النوم مرة اخرى كم كانت تتمنى ان تمضى يومها كله مستلقية في فراشها ولكنها عندما استيقظت من النوم ولم تجد رحيم علمت بمغادرته الغرفة دون ان تشعر حتى به قررت النهوض سريعا علها تستطيع رؤيته قبل مغادرته لمتابعة اعماله ولكنها للأسف لم تستطيع اللحاق به وها هي تجلس وتشعر بالشوق لرؤيته تنتظر عودته بلهفة وفروغ الصبر .. افاقت من شرودها على ضحكة ندى وهي تحدثها ضاحكة.._ ايه يا بنتى بقالى ساعة بكلمك وانتى مش هنا ايه اللى واخد عقلك يتهنى به
اعتدلت حور جالسة في مقعدها قائلة بضعف.._ ابدا يا ندى بس حاسة بشوية تعب النهاردة
ندى بقلق.._ فعلا انا ملاحظة انى وشك شاحب بقالك كام يوم مالك في حاجة وجعاكي
هزت حور رأسها تنفى.._ لالالا ابدآ هو ممكن بس يكون أرهاق واكيد لما ارتاح هبقى كويسة
ندى بلهفة وقلق.._ طيب قومى ارتاحى شوية لحد ما رحيم يرجع.
حور وهي تحاول ان تداري تعبها.._ لا انا هقعد هنا يمكن هوا الصبح يقدر يضيع من تعبى شوية
نهضت ندى سريعا قائلة.._ طيب خليكى براحتك وانا هاخد ادم اوديه لدادة واعملك كوباية عصير فرش تظبط ليكى الامور
حاولت حور معارضتها قائلة.._ خلى ادم معايا يسلينى
ندى وهي تحاول الامساك بادم الذي اخد يحاول التملص منها بمرح.._ يسليكى ايه قولى يتعبك لا خليكى انتى ارتاحى في مكانك وانا و شوية ورجعالك بسرعة.
فور مغادرة ندى اغمضت حور عينيها تريح راسها فوق ظهر مقعدها تغيب لثوانى في النوم لتفيق منه لدى شعورها بلمسات تلامس وجهها لتبتسم برقة تفتح عينيها ظنآ منها بعودة رحيم لتشهق بړعب فور رؤيتها جمال هو من يجلس بجوارها ملاصقآ لها انامله مازالت على وجهها تتلمسها لتهب فورا من مكانها قائلة بفزع.._ انت بتعمل ايه هنا و ازاى تتجرء وتمد ايدك عليا.
اسرع جمال يشدها من يدها يعيدها الى مكانها مرة اخرى ليقترب اكثر منها يقول بهمس كالفحيح.._ مقدرتش اقاوم وانا شايف كل الجمال ده ادامى وملمسوش الجمال اللى راح لواحد ميستهلش واحدة بكل جمالك ده
حاولت حور جذب يدها من بين يديه تصرخ به.._ اخرس خالص