الذئاب بقلم ولاء رفعت
من بلوغها الخامسة والخمسين عاما لكن تمتلك جمال فتاة العشرينيات فهي جيهان الدالي سيدة تتمتع بقدر عال من الجمال والأناقة تتميز بعينيها ذات اللون الرمادي الممزوج بللون السماء وخصلات شعرها التي تشبه أشعة الشمس الذهبية وبشرتها الشقراء الممتزجة بالحمره الطبيعية حيث أصولها التركية التي تنحدر منها سلالة عائلتها
ألتفت إليه لتصبح في مواجهته وقالت وأنت طيب يا زيزو ثم أطلقت ضحكة
أنفرجت أساريره بالضحك وقال زيزو! لسه منستيش الدلع ده ده أنا جد بقالي 7 سنين
ضمھا إليه أكثر وقال أنا مقدرش ع الكلام الحلو ده كده هتخليني مخرجش من الأوضة خالص
كادت تنطق فأوقفها صوت مرتفع من إحدي الغرف
بداخل إحدي الغرف
يمسك ساعدها بقبضته القوية ويصيح فيها قائلا أنسي ياهانم الي قولتيه دلوقت ومفيش خروج خالص أنتي فاهمه
دفع ساعدها وألقي به وقال أنا مامنعتكيش تروحي لأهلك بس مش أول يوم العيد وكمان هم مسافرين وأنتي عارفة من أخر مرة وأنا منعك
قامت جيهان بفتح الباب وتنظر إليهما وقالت ف أي يا يوسف أنت وأنجي كل الي ف القصر سامع صوتكو ينفع كده ثم نظرت إلي إبنها وقالت ينفع كده يا حضرة الدكتور قالتها بنبرة تهكم
أجهشت أنجي بالبكاء وركضت نحو جيهان وقالت شوفتي يا عمتو يوسف بيعمل معايا أي
صاح غاضبا وقال مش عايز شغل المحڼ ده والا
قاطعته جيهان وصاحت فيه پغضب وقالت ولد أخرص جري أي أنا مش ماليه عينك!!! وأي محڼ والألفاظ دي
نظر لأسفل بخجل وقال سوري ياماما بس بصراحة بتخلي الواحد يخرج عن شعوره
صحيح الكلام ده يايوسف قالها عزيز الذي دلف إلي الغرفة للتو
أجاب يوسف وقال يابابا حضرتك فاهم غلط كل القصه أن بقالي يومين منمتش بسبب العمليات الي كانت عندي في المستشفي وأنجي هانم مش مقدره ظروفي
دفعت تلك الصغيرة ذات السبعة أعوام باب الغرفة وهي تقول كل سنة وأنتو طيبين
ألتفت الجميع إليها وأنحني عزيز مهللا وقال حبيبة وقلب جدو قالها وهو يفتح زراعيه لتركض نحوه وترتمي ع صدره ليحملها ويقف فأردف فين البوسة بتاعت جدو
طبعت الصغيرة بشفتيها التي تشبه الفريز قبلة ع وجنتي جدها أردف بسعادة الله الله الله ع العسل
قالت جيهان طيب وجي جي ملهاش بوسه
أقتربت الصغيرة وقالت أنتي حبيبتي ياجي جي متزعليش قالتها ثم قامت بتقبيل جدتها من وجنتيها
أخذ عزيز الصغيرة وفتح الباب وقال أنا نازل تحت ف الجنينة
قالها ثم ألقي نظرة إزدراء نحو يوسف وإنجي ثم غادر
ألتفت إليهم جيهان وقالت بنبرة توبيخ عاجبكو الي بتعملو ده أنتو مش صغيرين ع خناقتكو الي مبتخلصش يلا هات مراتك ف أيدك وأنزلو عشان نفطر شوية وعمك سالم
جاي هو وعياله
قالتها ثم غادرت فقالت أنجي بغرور وسخرية جايين زي كل مرة ياخدو الحسنة من أونكل عزيز
رمقها يوسف بعينيه السوداوين بإحتقار ثم زفر بحنق وقال مفيش فايده فيكي وعمرك ماهتتغيري قالها ثم غادر الغرفة وصفق الباب خلفه بقوة
يوسف البحيري ذو ثلاثون عاما يتميز بكونه طبيب ماهر في مجال الجراحة حيث أصبح مدير مشفي البحيري الإستثماري الذي يشاركه فيها خاله والد أنجي زوجته التي تصغره بعام ويدعي مهدي الدالي وهو من أكفأ الأطباء الذين نالو شهرة بداخل وخارج البلاد
وبعد أنتهاء صلاة العيد
مازالت رحمة تجلس في مكانها ولم تشعر بعبراتها التي تتساقط علي هاتفها الذي بيدها أنحنت نحوها خديجة وقالت كل سنة وأنتي طيبة ياجميل
لم تجيب عليها رحمة حتي لاحظت خديجة صديقتها تبكي فقالت مالك يابنتي بټعيطي ليه
رفعت وجهها وهي تكفكف عبراتها وقالت لاء مفيش حاجة عينيه ۏجعاني بس
رفعت خديجة إحدي حاجابها وقالت عليا أنا الكلام ده قوليلي هو طه زعلك
زفرت بضيق وقالت خالص بقي ياخديجة قولتلك مفيش
نهضت خديجة وقالت لها براحتك يارحمة أنا ياما حذرتك وقولتلك بلاش طه أخويا ده ليه دماغ لوحدو مسمعتيش كلامي وروحتي مشيتي معاه
رمقتها رحمة بنظرات عتاب فأردفت خديجة بعد أن أطلقت زفره بضيق والله ما أصدي حاجة أنا أخويا عارفاه كويس كل ماتتمنعي عنه وتديلو ع دماغه وتفهميه أن سكته معاكي يجي يطلب إيدك من أهلك هيتعلق بيكي أكتر لكن أنتي يارحمه خلتيه يخرج معاكي وبتكلميه من ورا أهلك وموقفه حالك عشانه ليه كل ده
أجابت بصوت مبحوح من البكاء عشان بحبه ياخديجة ومستعده أضحي بأي حاجه عشانه حتي لو أتجوزني ف أوضه فوق السطوح
لوت شفتيها جانبا فقالت تبقي عبيطة وهبلة يارحمة أنتي مش شايفة نفسك أنتي ماشاء الله زي القمر ومعاكي بكالوريوس وكل يوم واحد يروح يطلب إيدك من مامتك وأنتي بغباءك بترفضي حتي من غير ماتدي فرصة لحد وكل ده ليه وعشان أي عشان اخويا الي أصلا مش عارف يبقي مسئول عن نفسه
ربتت خديجة ع كتفها وأردفت ياريت تفكري ف كلامي يارحمة أنا لو مش بحبك وبخاف عليكي زي أختي مكنتش قولتلك كده
نظرت رحمة إليها وقالت بتهكم طيب ماتنصحي نفسك بدل ما أنتي معلقة نفسك ف أوهام
رمقتها خديجة بإمتعاض ولم تتفوه بكلمة ثم تركتها وغادرت وهي تبحث عن صديقتها الأخري التي أختفت حيث قد نسيت هاتفها معها
تمشي بخطي مسرعة إلي البناء التي تقطن فيه ودلفت إلي الفناء لتجد يد تجذبها إلي داخل غرفة صغيرة شهقت پذعر وقالت هااا يخربيتك خضتني
رمقها بنظراته الحاده وقال مش قولتلك متلبسيش الإسدال ده قبل كده !! قالها وهو يمسك بطرف حجابها ويقوم بخلعه
قبضت ع يده وقالت أنت بتعمل أي ياعبدالله سيبني أطلع زمان أبويا راجع من الصلاه ولو شافني معاك هيطين عيشتي هو ومراته
قال بحنق ليه يعني هو أنا شاقطك أنتي خطيبتي والحارة كلها تشهد
قالت بسخرية مخطوبين بقالنا خمس سنين ياعبدالله وسيادتك محلك سر وكل ماتعملك قرشين تصرفهم ع التوكتوك بتاعك
أقترب منها وهو يقترب بأنفاسه من وجنتها وقال يابت أنا داخل جمعيات والتوكتوك الي مش عاجبك ده هو الي بيسد قسطها وأول ما هقبضها هاجي لأبوكي وأحدد ميعاد الفرح
دفعته ف صدره ليبتعد عنها وقالت طيب من هنا لحد ماتيجي لأبويا مش عايزة أشوف خلقتك قالتها لتهم بالمغادره فقبض ع معصمها ليجذبها ويغلق الباب ويدفعها نحو الحائط وقال عايزة تسيبي حبيبك كده من غير تصبيره
قالت وهي تدفعه مرة أخري أنت مابتزهقش حرام عليك يا أخي
أقترب منها وهو يجذبها نحوه بين زراعيه وقال لاء مبزهقش حد يزهق من العسل ده يابت لما بزعقلك ع الإسدال عشان لما بتلبسيه بيخليكي جامده والشباب مبتنزلش عينيها من عليكي
طيب أبعد عني وحياة أبوك لحد يشوفنا قالتها شيماء وهي تدفعه في صدره وهو مازال يعانقها بقوة
لاء مش هسيبك غير لما أدوق العسل قالها وهو يقترب من شفتيها
بينما في الخارج تقف خديجة أمام البناء وهي تقول راحت فين دي بس لما أطلعلها
دلفت إلي الفناء بخطي لم يشعر بها كليهما ولم يلاحظ إحدهما الباب الذي كان مواربا توقفت متسمرة بمكانها وهي تراهما فأصدرت شهقة حتي أبتعد عبدالله عن شيماء وألتفتو نحو خديجة التي رمقتهم بإزدراء
خرج عبدالله بدون أن ينظر لها وقال
سلام عليكو ثم غادر وهو يعدل من هندامه
أقتربت شيماء نحو خديجة بخجل شديد وهي تمد يدها إليها بهاتفها أخذته منها پعنف وقالت مش عايزه أعرفك من النهارده
ثم غادرت البناء وذهبت إلي البناء المقابل حيث يوجد منزلها
في منزل سالم البحيري
دلفت خديجة إلي داخل المنزل بعدما فتحت الباب بالمفتاح وجدت شقيقها يجلس
ع الاريكة بأريحية يشاهد التلفاز وهو ېدخن سيجارته ليدفس ماتبقي منها ف المنفضة المعدنية
لم تعيره أي إهتمام متجهة نحو غرفتها ليوقفها بصوت أجش تعالي هنا عايزك ف كلمة
رمقته بنظرات حادة وقالت نعم !
أعتدل ف جلسته وقال بنبرة تحذيرية أتعدلي معايا ياخديجة لأعدلك
عقدت ساعديها أمام صدرها فقالت بإستهزاء بجد !! طيب أي رأيك ياطه لما بابا يجي هقوله ع أسلوبك معايا ده غير أيدك الي مدتها عليا أول إمبارح وكله كوم وموضوعك مع رحمة كوم تاني
نهض وعينيه كالبركان الذي يقذف حممه وقال أنتي بټهدديني ماتقولي لبابا ولاتغوري ف داهيه وموضوع رحمة ده ملكيش فيه حاجة متخصكيش
صاحت پغضب وقالت لاء ليا لأنها صحبتي وجارتي وعيشرة عمرالي أنت معملتش حساب لكل ده وعمال ماشي معاها وتسرح بيها
هي الي غلطانة محدش ضربها ع ايديها وقالها تحبني وهي عارفه أن محلتيش حاجة ومش هقدر أتجوزها قالها طه
أبتسمت بسخرية وقالت فعلا هي الي غلطانة أنها وثقت ف واحد زيك ندل وجبان
أستشاط ڠضبا من كلماتها فأقترب نحوها ورفع يده وكاد يصفعها ليوقفه صوت فتح باب الشقة والشيخ سالم يدخل وقال جري أي يا ولاد أي صوتكو جايب لأخر الشارع
أجاب كليهما بخجل وقالو ف صوت واحد مفيش يابابا
خلع حذائه ووضعه جانبا وقال يلا أجهزوا عشان رايحين لعمكو عزيز
قال طه بتهكم أصدك رايحين نشحت من عمنا عزيز
نظر إليه والده بحنق وقال الي هنعيدو نزيدو تاني يابني قولتلك إحنا مبناخدش حسنة من حد ده إيجار الأرض الي ورثناها كلنا عن
جدك البحيري الله يرحمه
قال طه وبالنسبة للقصر مش الأرض الي مبني عليها لينا فيها برضو
زفر سالم بضيق وقال الكلام ده تقولو لجدك يحيي الله يرحمه هو أتنازل عن الأرض لأخوه حكيم يعني يا أبو مخ تخين ملناش حق فيها ويلا عشان العربية الي جاية تاخدنا زمانها ع وصول
بداخل إحدي غرف القصر
تقف بداخل الشرفة المطلة ع المسبح وجهها كالملاك تنظر إلي السماء بعينيها التي قد ورثتها عن والدتها وشعرها البني الممتزج بالأسود القصير الذي يصل إلي منتصف عنقها وبشرتها البيضاء الناعمة تتحدث في هاتفها بشفتيها الوردية المكتنزه
بتتكلمي بجد!!!
مش عارفة بابي هيوافق ولا لاء
طرقات ع باب الغرفة فقالت طيب أنا هقفل معاكي دلوقت ف حد بيخبط ع الباب شكلها مامي هبقي أرد عليكي ساعة كمان باي أغلقت المكالمة ودخلت الغرفة لتجد والدتها
جيهان