ونسيت أنى
صراحه محتااار جدااا ومش عارف أعمل إيه
بص كده كده انت عايز تسافر تكمل دكتوراه بره ووالدك المفروض يفهم ان ده مستقبلك ولازم ميوقفش قصاده ثم أكمل مشجعا يلا يلا انت تروح تفاتحه على طووول فى الحوار ده على الأقل لما يبقى عنده خلفيه أحسن مايتفاجأ
فكر إحسان بكلام صديقه وقرر أنه بالفعل سيحدث أباه فى هذا الموضوع اليوم قبل غدا
ذهب اللواء عبدالرحمن الى مدينته الإقليميه طوخ
فهو لم يذهب إليها منذ زمن ولكنها الآن وصية زوجته الحبيبه ولابد من التنفيذ فهى كانت تمتلك قطعه أرض فى تلك المدينه وطلبت منه قبل ۏفاتها أن يقسمها مناصفةفيشيد مسجد ومستوصف للفقراء والنصف الأخر يقوم ببناء عماره كبيره لتكون لإبنها بعد ذلك وهذا بالفعل ما انتوى
ومع ذاك
النصاب والذى زور عقود الأرض خاصة وانهم ليسوا مدركين من هو مالكها الفعلى فالأرض مازالت بإسم زوجته الراحله
دخل عبد القادر تجاه مكتبه فى مبنى الشهر العقارى ألقى السلام على زملائه بالمكتب فهو جاد جدا بعمله لا يقبل الخطأ او التهاون ورغم معرفته أن بعضا من زملائه ليسوا على القدر الكافى من النزاهه الا أنه لم يمتلك دليل حتى الان بدأ فى عمله بجد ونشاط وبعد فتره من الوقت دخل اللواء عبد الرحمن ومعه الأستاذ محسن المحامى
تكلم عبد القادر أى خدمه ممكن أعملها
نظر اليه اللواء عبد الرحمن بازدراء وهو يقول مانت عارف احنا جايين ليه
رد عليه عبد القادر بجهل انا اسف والله بس فعلا انا مش عارف حضرتك إيه طلبك وبرده مش عارف حضرتك ليه متحفز كده
ماهو لما توقفوا الاوراق اللى تخص الأرض بتاعتى تبقوا انتو كده مش تمام
ثار عبد القادر وقال أولا حضرتك تحترم نفسك وثانيا بقه انا معرفش انت بتتكلم على إيه فياريت يا تتكلم بأدب يا تمشى من هنا تشوف مصلحتك فى حته تانيه
ثار عبد الرحمن بشده وقال انت مش عارف انا مين
الأرض اللى فى الشارع الرئيسى هنا واللى حضراتكم عملتوا عقود مزوره لواحد تانى انها ملكه عشان ياخدها منى
بهت عبد القادر مما سمع فهو يعلم أن زميله بالعمل إبراهيم ليس بنزيه بل والأدهى من ذلك انه من الممكن أن يقبل الرشوه بسهوله ليزيف الحقائق وهذا ماحدث بالفعل
هدأ عبد القادر قليلا وقال انا طبعا مقدر كلام حضرتك بس اللى عايزك تعرفه ان مش انا الموظف اللى عمل كده وسواء حضرتك لوا أو شويش فده ميهمنيش فى شئ لأن حضرتك فى الاول والاخر مواطن ولازم انى أعملك شغلك فياريت تتفضل على مكتبى وتقولى إيه الحوار بالظبط
فى هذه الأثناء دخلت أسمهان الى مكتب والدها بعد أن اتصلت عليه وعلمت انه قد
حصل على مرتبه
السلام عليكم القت أسمهان السلام برقه وحياء شديدين فهى رغم انها تمتلك جمال طبيعى بلون أعينها الرصاصى الفريد وبشرتها النقيه الا انها خجوله الى اقصى درجه رد عبد الرحمن السلام هو والمحامى
نظرت أسمهان الى المقعد الفارغ وتساءلت هو الأستاذ عبد القادر مش موجود ولا ايه وقبل أن يرد عليها أيا منهما كان الساعى بالمكتب يدخل اليها بعد أن رآها وقال إزيك يا أسمهان يابنتى عامله ايه
الحمد لله ياعمو شاكر امال بابا فين أجابها اللواء عبد الرحمن بهدوء بعد أن أعجب بهدوئها وخجلها بابا راح يخلص ورق وزمانه جى اتفضلى اقعدى قام المحامى من على المقعد وقال هروح اعمل تليفون على السريع كده للمكتب
جلست أسمهان وهى تنظر الى الأرض فسألها عبد الرحمن إنتى فى الجامعه اجابت بهدوء أيوه
فى سنه كام بقه وبتدرسى إيه
فى نهائى آداب ألمانى
ظهرت الدهشه على وجه عبد الرحمن وقال
برافو عليكى طب واشمعنى ألمانى بقه
نظرت أسمهان للأمام بشرود وقالت بحالميه عشان نفسى أكمل ماجستير ودكتوراه وأشتغل مترجمه
ثم مالبثت أن تذكرت أن والدها يرفض أن تكمل تعليمها بعد الجامعه بحجة أن الفتاه للزواج وهو عند هذه المسأله وتنتهى معها رسالته
لاحظ عبد الرحمن نظرة الحزن بعينيها فقال طب إيه اللى يمنعك بقه عن كده
لم ترد عليه لأن والدها قد أتى وفوجئ بها لأنه قد نسى أنه طلب
منها الإتيان إليه
تقدم منها وقال
خير يا أسمهان فيه حاجه
نظرت إليه بخجل وقالت لا يابابا بس يعنى حضرتك نسيت انى كلمتك وقولتلى تعالى
ضړب مقدمة رأسه بيده دليل على تذكره وقال أيوه صح طب تمام ثوانى واجيبلك الفلوس اللى انتى عايزاها
أخرج من جيب بنطاله حفنه من المال وأخرج منها ورقة فئة المائة جنيه وأعطاها لها
ولكن أسمهان رفضت بهدوء وقالت لا يابابا انا معايا فلوس انا عايزه بس تمن البحث وهو هيتكلف 50 جنيه بس مش 100
كل هذا تحت أنظار عبد الرحمن والذى كان الإندهاش هو حليفه ليقول بينه وبين نفسه هو لسه فيه بنات زى كده فى الزمن ده لااااااا دى مش لازم تفلت من تحت إيدى أبداااااا
دمتم فى رعاية الله
إذكروا الله سلوى عليبه
الفصل التاني
ونسيت أني زوجة
سلوى عليبه
عندما تجبرنا الحياه أن نمثل دورا غير دورنا بحجة انه لا يوجد من يملأ هذا الدور فكيف نعيش عندها حياتنا المنتهكه والتى لا نقدر أن نحقق بها أبسط أحلامنا لمجرد أننا نجب أن نضحى من أجل الآخرين
هكذا كانت أسمهان وهى تفكر لما يعاملها والدها بصرامه دونا عن إخوتها لما دائما يقول لها أنتى الكبرى ومن يجب عليها أن تتحمل معى المسئوليه ولكن أى مسئوليه ممكن أن تتحملها أكثر من أنها تحرم نفسها من أبسط الحقوق من أجل أخواتها
فهى لا تأخذ من المصروف غير ما يكفيها بالكاد حتى يتمتع أخواتها بالمصروف الأكبر حتى ملابسها فهى لا تشترى الملابس الجديده كل عام وإن فعلت تحت إلحاح من والدتها فيكون طاقم واحد حتى يتسنى لأخواتها أن يشتروا أكثر من طاقم لهم فها هى دائما تلعب دور المضحيه عن طيب خاطر لا تتذمر أبدا فيكفيها أن يكمل أخواتها تعليمهم الجامعى بأفضل حال
دخلت أسمهان منزلها بعد أن أنهت بحثها ولكن الوقت تأخر ففوجئت بإعصار ڠضب من والدها وهو يقابلها ويقول بصوت