ونسيت أنى زوجة سلوى عليبه
.......
حدث كل هذا والمحامى يقوم بإجراء مكالمه تليفونه خارج المكتب فلم يشهد الحوار من الأساس .تكلم المحامى وشرح لعبد القادر كل شئ .أخذ منه عبد القادر الأوراق الأصليه وبحث فى الكمبيوتر المتصل بمكتبه وبالفعل أخرج الأوراق الداله على أن الأرض ملك للواء عبد الرحمن وولده بعد ۏفاة زوجته بل وقام بنفسه ليختمها بختم النسر من المدير بالمصلحه حتى يكون كل شئ موثق وهو فى قراره نفسه لن يمررماحصل من زميله إبراهيم لأن هذا يسوء سمعة جميع العاملين بالمصلحه ....
حصل على مرتبه ...
السلام عليكم ...القت أسمهان السلام برقه وحياء شديدين فهى رغم انها تمتلك جمال طبيعى بلون أعينها الرصاصى الفريد وبشرتها النقيه الا انها خجوله الى اقصى درجه .....رد عبد الرحمن السلام هو والمحامى ....
نظرت أسمهان الى المقعد الفارغ وتساءلت ...هو الأستاذ عبد القادر مش موجود ولا ايه .....وقبل أن يرد عليها أيا منهما كان الساعى بالمكتب يدخل اليها بعد أن رآها وقال .....إزيك يا أسمهان يابنتى عامله ايه.
جلست أسمهان وهى تنظر الى الأرض فسألها عبد الرحمن ....إنتى فى الجامعه ...اجابت بهدوء ..أيوه .
_ فى نهائى آداب ألمانى ..
ظهرت الدهشه على وجه عبد الرحمن وقال ...
.برافو عليكى ...طب واشمعنى ألمانى بقه ....
نظرت أسمهان للأمام بشرود وقالت بحالميه .....عشان نفسى أكمل ماجستير ودكتوراه وأشتغل مترجمه ..
ثم مالبثت أن تذكرت أن والدها يرفض أن تكمل تعليمها بعد الجامعه بحجة أن الفتاه للزواج وهو عند هذه المسأله وتنتهى معها رسالته .
لم ترد عليه لأن والدها قد أتى وفوجئ بها لأنه قد نسى أنه طلب منها الإتيان إليه ..تقدم منها وقال ..
خير يا أسمهان فيه حاجه
نظرت إليه بخجل وقالت ...لا يابابا بس يعنى حضرتك نسيت انى كلمتك وقولتلى تعالى.....
ضړب مقدمة رأسه بيده دليل على تذكره وقال ....أيوه صح .طب تمام ثوانى واجيبلك الفلوس اللى انتى عايزاها
ولكن أسمهان رفضت بهدوء وقالت ....لا يابابا انا معايا فلوس انا عايزه بس تمن البحث وهو هيتكلف 50 جنيه بس مش 100...
كل هذا تحت أنظار عبد الرحمن والذى كان الإندهاش هو حليفه ليقول بينه وبين نفسه ....هو لسه فيه بنات زى كده فى الزمن ده ...لااااااا دى مش لازم تفلت من تحت إيدى أبداااااا
إذكروا الله ........سلوى عليبه
الفصل التاني
ونسيت أني زوجة
سلوى عليبه
عندما تجبرنا الحياه أن نمثل دورا غير دورنا بحجة انه لا يوجد من يملأ هذا الدور..فكيف نعيش عندها حياتنا المنتهكه والتى لا نقدر أن نحقق بها أبسط أحلامنا لمجرد أننا نجب أن نضحى من أجل الآخرين ....
هكذا كانت أسمهان وهى تفكر لما يعاملها والدها بصرامه دونا عن إخوتها ..لما دائما يقول لها أنتى الكبرى ومن يجب عليها أن تتحمل معى المسئوليه ولكن أى مسئوليه ممكن أن تتحملها أكثر من أنها تحرم نفسها من أبسط الحقوق من أجل أخواتها ...
فهى لا تأخذ من المصروف غير ما يكفيها بالكاد حتى يتمتع أخواتها بالمصروف الأكبر ...حتى ملابسها فهى لا تشترى الملابس الجديده كل عام وإن فعلت تحت إلحاح من والدتها فيكون طاقم واحد حتى يتسنى لأخواتها أن يشتروا أكثر من طاقم لهم ....فها هى دائما تلعب دور المضحيه عن طيب خاطر ..لا تتذمر أبدا فيكفيها أن يكمل أخواتها تعليمهم الجامعى بأفضل حال ......
دخلت أسمهان منزلها بعد أن أنهت بحثها ولكن الوقت تأخر ففوجئت بإعصار ڠضب من والدها وهو يقابلها ويقول بصوت جهورى
كنتى فين يا أسمهان لغاية دلوقت ...
ازاى تسمحى لنفسك تتأخرى بره كده .
ردت أسمهان بإرتباك وخوف
أسفه يابابا بس حضرتك عارف ان أخر معاد للبحث كان النهارده ويتسلم بكره فكان لازم اخلصه ...وكمان حضرتك لسه الساعه 5ونص يعنى متأخرتش جامد ولا حاجه...
نظر اليها نظره مرعبه ...يعنى إيه كنتى عايزه تتأخرى أكتر من كده ولا إيه
تكلمت ناديه والده أسمهان والتى لا يعجبها تعامل عبد القادر مع إبنته
جرا إيه ياعبد القادر ..يعنى البنت تعمل إيه يعنى كان عندها بحث ولازم تخلصه وكمان متنساش انها إتأخرت فى عمايل البحث بسبب انها مكنش معاها فلوس واستنت لما انت قبضت يعنى البنت كتر خيرها ....
ثم وجهت كلامها لأسمهان
روحى ياحبيبتى غيرى هدومك وكوليلك لقمه وريحى شويه .....
ذهبت أسمهان والدموع تتلألأ بعينيها ولكنها تحبسهم بمقلتيها حتى لاتبكى أمامهم .
نظرت ناديه الى عبد القادر پغضب وهى تقول ....حرام عليك ياعبد القادر مش كده البنت بقت پتخاف منك مش عارفه اشمعنى هى اللى بتعمل معاها كده دونا عن أخواتها ....
نظر اليها عبد القادر بحزن
علشان بنتك خام ياناديه مش واعيه زى اخواتها طيبه وغلبانه ومبتعرفش تتعامل مع الناس وفوق دا كله هى أجمل اخواتها .
زفر بشده وأكمل ...متعرفيش النهارده لما جاتلى الشغل كل زمايلى كانو بيبصولها ازاى ..اللى فرحان بيها واللى مش مصدق انها كبرت واحلوت كده ...بخاف ..بخاف عليها قوووى ياناديه ....
ربتت ناديه على كتف زوجها ...
بس مش كده ياعبده انت كده بتبعدها عنك مش بتقربها انت كده بتخليها ترمى نفسها فى حضڼ أى حد ممكن يبقى حنين عليها أكتر منك ...وكمان
أسمهان بينضرب بيها المثل فى أدبها وأخلاقها د غير انها دايما من الأوائل فى كليتها عايز منها ايه اكتر من كده .....
ثم أستطردت بهمس علها تلمس قلبه
قرب منها ياعبده كفايه انك مش مخليها تكمل ماجستير بعد ما تخلص .
ثار عبد القادر بشده وهو يقول
يعنى انا مش عايزها تكمل ليه يعنى ماهو علشان عايز أطمن عليها مع عريسها ..
ردت ناديه بترو..يعنى ياعبده شايف العريس واقف على الباب وكمان ماهو كل عريس بيجى بيطلب شئ وشويات واحنا برده اللى معانا ميكفيش اللى بينطلب مننا واهو ربنا يبعتلها بن الحلال اللى يقدرها ويشيلها فى عينيه .....قوم يلا ادخل كده ريح وحاول تتكلم معاها بالراحه شويه عن كده ....
نهض عبد القادر وهو يفكر بكلام ناديه وهل معاملته لأسمهان ممكن أن تبعدها عنه أم لا ....ولا يعرف انها تحتاج منه كلمه فقط تستشعر بها حنانه عليها حتى ترتمى بأحضانه التى تشتاق إليه ....
تأخذنا الحياه لأماكن لم تكن فى الحسبان ولكنها تترك فينا أثرها ..حتى انها تغير بنا بعض الأفكار وتجعلنا نقرر أشياء كان من الصعب علينا التفكير بها .....
رجع عبد الرحمن الى منزله ومازال يفكر ب أسمهان تلك الفتاه الجميله النقيه ..هل يوجد بزماننا من هو مثلها هكذا ...فإنه كان قد فقد الأمل بوجود فتيات مثلها .....
ظل يفكر ويفكر بشئ واحد حتى أختمرت الفكره برأسه وقرر أن ينفذها مهما واجهه من صعوبات ....
أمسك هاتفه وطلب رقما حتى أجاب فقال بإبتسامه واسعه ....
_ أهلا أهلا ياسيادة اللوا أيمن ...وحشنى ياراجل عامل إيه ...
_..........
_ لا أبدا بس كنت عايز منك طلب عندكم فى المحافظه واحد قاعد فى طوخ إسمه عبد القادر الحناوى وعنده بنت اسمها أسمهان فى نهائى آداب آلمانى .عايز كل حاجه تخصه من يوم ماتولد لغاية دلوقت ...وانا عارف انك قدها وقدود بس عايز المعلومات دى بأقصى سرعه تمام ......
___......................
_لا ألف شكر ليك وانا مستنى على ڼار ......
جاء الهامى بالقهوه وهو مندهش ويقول ....هو حضرتك بتسأل على الناس دى ليه ..انا لو مش عارف حضرتك كويس كنت قولت انك عايز تتجوز البنت اللى بتسأل عنها دى ....
ضحك عبد الرحمن بشده وقال
ههههههههه تصدق فكره برده ..ثم أكمل بهدوء ومكر ..على العموم متقلقش بس هى تظبط وكل حاجه هتبقى زى الفل .......
عندما يلغى الإنسان مشاعره ظنا منه أنها تتضعفه فهو لا يعلم انه ېقتل بداخله البراءه وانه لايوجد حياة بلا قلب ....
هكذا كان دكتور احسان ...إنسان عملى الى أقصى درجه فهو لا يفكر بشئ غير مستقبله العلمى وبعثته حتى أنه لايفكر كيف انه سيترك والده بمفرده اذا سافر لبعثته ولكن حقا هو لا يكترث ...
كان يمر على إحدى المرضى وبعد أن كتب ملاحظاته خرج
بإتجاه مكتبه عندنا نادت عليه دكتوره ..هنادى فهى زميله له بالمشفى وتعشقه وهو يعلم ذلك ولكنه لا يعير لها بالا فهى رغم تفوقها من أسره عاديه وهذا مالا يفكر به .فحتى وإن أراد الزواج فسيكون زواج عقلانى بحت .بطبيبه ولكن من أسره راقيه من وجهة نظره تساعده للأمام ولا تأخذه للخلف ...
نظر اليها بملل وهو يقول
أفندم يادكتوره ...
ردت عليه هنادى بإحراج من أسلوبه الفظ ....أبدا يادكتور بس فيه مريض كنت عايزه أسأل حضرتك عليه ....
رد بنفاذ صبر إتفضلى اسألى .....
أنهت معه هنادى الحوار تحت نظراته الناطقة بالملل ..أما هى رغم انها تعرف شخصيته تمام المعرفه الا أنها لا تستطيع الإبتعاد عنه ..فقلبها الأحمق عاشق له أو هكذا تتوهم هى .....
ابتعدت عنه بعد أن سألته عما تريد ....
فجاء صوت من خلفه وهو يقول بامتعاض
ياشيييخ ېخرب بيت برودك ..البت فاضل شويه وتقولك بحبك وانت حتى كلمه حلوه مبتقولش .....ولم يكن هذا غير صديقه باهر ...والذى نظر له إحسان بإشمئزاز وهو يقول
سيبتلك انت القلب الحنين يا أبو قلب انت شبه الخسايه إنما أنا مش عايز حاجه تعطلنى على اللى نفسى أحققه .وواحده زى هنادى مش هتساعدنى فى حاجه ..منكرش انها مؤدبه ومحترمه ودكتوره شاطره بس مش ليا .....
هز باهر رأسه بيأس من تفكير صديقه وقال
يابنى ياحبيبى انت عايز تسافر ونفسك تحقق حلمك وهنادى دكتوره يعنى مش هتقف فى طريقك وكمان انت ناسى باباك هتسيبه لوحده اهو على الأقل لو اتجوزت هتعيش هى معاه وتاخد بالها منه وانت تجيلهم فى الأجازات لغاية متخلص دراساتك .
نهض إحسان بقوه وهو يقول بإمتعاض
بقولك إيه ملكش دعوه انت وكمان بابايا مش صغير ومعاه عمى الهامى بيسبوش يعنى انا هكون مطمن عليه متقلقش انت ......
ردد باهر بهمس ...والله انت اللى هتندم وساعتها مينفعش الندم ......
يتمنى الأنسان أشياء ويحصل على غيرها ....ولكن دوما وأبدا علينا بالرضى فإختيار الله لنا دائما خير ...ولكن حقا مالا نتحمله هو أن يتمنى الإنسان