نوفيلا ضي وإبراهيم بقلم عبير سليم

الفصل الأول
سارقة عشقي
عبير سليم
من منا لم ينل الحب و العشق نصيبا من قلبه من منا لم يحتل الهوى وجدانه و فرح و شقى به فجميعنا قد عشنا الهوى منا من حالفه الحظ و تحقق على أرض الواقع و منا من ظل ذاك الحب عالقا بأحلامه و لم يكتب له القدر ان يرى نور الشمس 
و لكن هل للقلوب أن تنسى من عشقتهم و هل للافئده ألا تئن من غياب احبابهم ام أن الدهر له السطوه على اجبارنا على النسيان و الرضا بكل ما كتب لنا و قدر علينا 

فإن كانت الكلمه للقدر فأهلا به و مرحبا و لكن ماذا علينا أن نفعل ان كان من صنع البشر 
فحتما ستكون الأوجاع أشد ألما و مراره و لكن ليس بمقدورنا سوى الرضا بما قدر علينا 
نحن الآن في عاصمة مصر الثانيه عروس البحر المتوسط إنها مدينة الإسكندرية التي لا يسأم سكانها و لا يسعون يوما للرحيل عنها 
ها هي تجلس في الشرفه المطله على ذاك البحر الذي يحمل بأحشائه الكثير مما افصحت به له وحده 
هو وحده ذاك البحر من استمع إليها بانصات و عرف بكل أسرارها 
ها هي تنظر إليه بأعين تفيض من الدمع لا تنطق بحرف فقط تكتفي بالنظر إليه و هي تعلم تمام اليقين بأنه وحده من يشعر بها و يتألم لآلامها
قومي يا حبيبتي الدنيا بردت حتتعبي يا ضي 
ضي و هي تمسح دموعها و تلتفت لأمها كريمه مټخافيش علية يا ماما الجو كويس 
كريمه طب مش حتقومي تتعشي مع الولاد يا حبيبتي 
ضي مليش نفس يا ماما
تجلس أمها بجوارها و تتحدث إليها طب انتي بتعاقبي نفسك ممكن تقوليلي الولاد ذنبهم ايه 
لو مش عاوزاهم اديهم لباباهم و هو ڠصب عنه ملزم ياخد باله منهم دول ولاده 
ضي انتي بتقولي ايه يا ماما ولاد مين اللي اديهم له تاليه و مروان دول ولادي انا و لا يمكن حسمح له انه ياخدهم مني مهما حصل 
الأم و لما هما ولادك سايباهم على طول ليه هاه 
انتي سايبه ابوهم دلوقتي بقالك أسبوعين ومن ساعتها و انتي قافله على نفسك على طول و لا بتتكلمي مع حد فيهم و لا عارفه حتى إذا كانوا أكلوا و اللا لاء تعبانين و اللا كويسين و لا تعرفي حاجه عنهم طب لحد امتى عاوزه افهم 
هو مش كل ده كان باختيارك و قرارك و انتي اللي اخدتيه
ضي وانتي كنتي عاوزاني اعمل ايه بس يا ماما كنتي منتظره مني ايه اعمل غير اللي عملته
كريمه متزعليش مني يا بنتي بس انتي اللي غلطانه ما هي كل البيوت فيها مشاكل و الناس ممشيه حالها انتي اللي صممتي تطلقي و احنا سيبناكي براحتك لكن معلش بقى مش تخربي بيتك و كمان تقعديلنا كده
ضي أيوة صح معاكي حق انا غلطانه يا ماما المفروض كنت اكمل حياتي مع واحد خاېن و كل يوم مع واحده بيبدلهم زي ما بيبدل هدومه المفروض كنت استحمل اهاناته لية و بهدلته فية كل شويه المفروض كنت اخد بالجزمه و اسكت عشان خاطر مخربش بيتي
ماما انا محدش شاف اللي شفته و لا عاش اللي عشته و انا مش ندمانه و عمري ما حندم إني سيبته انا اللي ندمانه عليه اني اتجوزت واحد زي ده و عمري ما حسامح نفسي اني قبلت اني اعيش معاه كل ده و اخلف منه و ابلي ولادي بأب زي ده
كريمه معلش يا بنتي ربنا يعوضك خير يارب و هو منه لله بقى بس ولادك يا ضي ولادك يا حبيبتي متبعديش عنهم خديهم فحضنك و حسسيهم بحنانك دول هما اللي طلعتي بيهم من الدنيا
تقوم ضي حاضر يا ماما هما صاحيين
كريمه أيوة يا حبيبتي بيتفرجوا عالتليفزيون في اوضتهم روحيلهم يابنتي
تروح ضي أوضة ولادها و تدخل تلاقيهم قاعدين و التليفزيون مفتوح تقعد جنبهم و تاخدهم فحضنها تكلمهم و تضحك معاهم و تحاول تنسى معاهم احزانها اللي عايشاها معاهم
يفتح باب الشقه يلاقيها بتجري عليه زي عادتها و ترتمي فأحضانه هيما حبيبي الف حمد الله على السلامة وحشتني اوي
إبراهيم و هو بيحضنها الله يسلمك يا بسمه و انتي كمان وحشتيني اوي بس انتي مش حتبطلي عادتك دي لازم يعني تقفي في البلكونه في الجو ده مانتي عارفه اني جاي في السكه و ممكن تستنيني جوة بدل ما تتعبي 
بسمه خاېف علية اتعب يا إبراهيم 
إبراهيم و هو انا لو مخفتش عليكي انتي و الولاد حخاف على مين هو انا لية مين غيركم يا بسمه 
بسمه يا حبيبي يا ابراهيم انا بحبك اوي ربنا يخليك لينا يارب 
ابراهيم يبقى بلاش وقفة البلكونات دي تاني 
بسمه بحب أشوفك و انت نازل من العربيه متعتي اني أملي عيني منك و انت داخل العماره بحس ان قلبي بيرفرف من السعاده و انا شايفاك قدام عيوني
إبراهيم حبيبتي يا بسمه ربنا يخليكي لية
بسمه انا حبيبتك صحيح يا إبراهيم 
إبراهيم طبعا حبيبتي يا بسمه مش مراتي و ام ولادي
بسمه يعني انا حبيبتك عشان مراتك و ام ولادك بس
إبراهيم مالك يا بسمه النهارده فيكي ايه
بسمه لا يا حبيبي مفيش حاجه طبعا سلامتك يا سيد الناس كلها بس أنا زي أي ست في الدنيا بيبقى نفسي أسمع كلمة حبيبتي علطول و نفسي طول الوقت اتأكد اني انا لوحدي اللي فقلبك
ابراهيم اطمني يا بسمه انا مفيش فحياتي غيرك انتي و الولاد و بس
بسمه و قلبك يا ابراهيم مفيهوش مكان لية 
إبراهيم انتي غريبه اوي النهارده يا بسمه هو في ايه بالظبط 
بسمه لا يا حبيبي طبعا مانا قلتلك مفيش حاجه
تقرب منه و تلف ايدها حوالين رقبته عاملالك كل الاكل اللي بتحبه على ما تغير و تاخد دش حكون منتظراك
إبراهيم أيوة بقى هو ده الكلام يا جميل أحسن انا عصافير بطني بتزقزق
بس قوليلي الأول الولاد فين انا مش سامع صوتهم 
بسمه امبارح كنا عند مامتك و قضينا معاها اليوم كله و شبطوا يباتوا عندها سيبتهم عشان ميزعلوش
إبراهيم يا لئيمه علية انا بردو بقى هما اللي شبطوا و اللا انتي اللي سربتيهم
ابراهيم احبك و انت فاهمني اعمل ايه بس يا هيما ما هما الجذم دول ما بيخلونيش اتهنى عليك و بيفضلوا لزقين ليك ده انت بتنام و هما صاحيين و انت بقى وحشتني اوي و اللا انا موحشتكش زي ما وحشتني 
ابراهيم لا طبعا وحشتيني و وحشتيني اوي كمان يا بسمه 
بسمه يبقى ياللا بقى و متضيعش وقت عاوزين نتمتع بكل لحظه فحياتنا يا حبيبي 
إبراهيم شكلك كده ناويه على نية الليلادي 
يضحك إبراهيم و يدخل الأوضة عشان يغير و ياخد دش و بسمه تحط الاكل عالسفره و تدخل بسرعه 
شدتله الكرسي اتفضل يا مولاي 
يقعد إبراهيم و تبدأ بسمه تأكله بايديها و هو كمان كان بيأكلها أكلوا سوا لحد ما شبعوا 
راح يغسل ايده و رجع لقاها شغلت اغنية بتونس بيك و انت معايا و بدأت ترقص له و تتمايل عليه و هو فقمة سعادته بحبها ليه و اهتمامها بيه لقى نفسه بيقوم و بيشيلها على ايديه 
و بعد فتره طويله و هي فرحانه و مبسوطه أوي بالوقت اللي قضته معاه و هو بيلعب في شعرها مبسوط يا حبيبي 
إبراهيم أكيد طبعا يا حبيبتي 
بسمه وأنا مبسوطه أوي أوي ربنا يخليك ليا يا حبيبي 
ابراهيم عاوزاك توعدني ان مفيش قوة ممكن تفرق بيننا و لا حد ياخدك مني فيوم من الأيام 
إبراهيم وانا ايه اللي حياخدني منك يا حبيبتي و ليه ياخدني منك أصلا انتي مراتي حبيبتي و أم ولادي 
بسمه يعني انت سعيد معايا يا ابراهيم 
ابراهيم طبعا يا حبيبتي ربنا يخليكي لية و الله انا قلبي بيقوللي ان في حاجه بسمه اتكلمي معايا بصراحه قوليلي في ايه انتي في حاجه حصلت مخبياها عني 
بسمه وانا من امتى بخبي عنك حاجه بس يا حبيبي و بعدين هو انا يعني عشان عاوزة قلبي يطمن يبقى معنى كده ان في حاجه 
ابراهيم أولا لأن دي مش عادتك إنك تعيدي و تزيدي كل شويه فنفس الحاجه و ثانيا بقى هو انتي كل السنين اللي عشناها مع بعض دي و لسه مش عارفه انتي عندي ايه و غلاوتك عندي اد ايه و بعدين اطمني يا ستي انا بحبك و انتي مراتي اللي مليش غيرها و اوعدك أن مفيش واحده ممكن تاخدني منك و لا حاجه حتاخدني منك اصلا الا بقى إذا مت و سيبتك يبقى تسامحيني بقى دي حاجه مش بأيدي
بسمه الف بعد الشړ عنك اوعى يا حبيبي اوعى تقول كده تاني ربنا يخليك لينا و يطولنا فعمرك يارب ابراهبم انت كل حياتي و دنيتي و انا مليش غيرك ربنا يخليك لية يا حبيبي يارب 
ابراهيم يا حبيبتي يا بسمه انا عارف و الله انك بتجبيني ربنا يخلينا لبعض و لولادنا يارب
بقولك صحيح يا بسمه انا كنت بفكر فحاجه و مش عارف اخد فيها قرار و كنت عاوز اخد رايك فيها لأني محتار الصراحه 
بسمه خير يا حبيبي اتكلم انا سامعاك
ابراهيم احنا من وقت ما اتجوزنا و انا بشتغل في القاهره و اديكي شايفه يادوب بنزل خميس و جمعه و بمشي السبت الصبح و لا بلحق اقعد معاكم و لا اشبع من الولاد و لا حتى بلحق ازور حد و لا اشوف حد حاسس اني انقطعت عن الدنيا كلها ده غير أن مسئولية البيت و الولاد و المجاملات و كل حاجه عليكي لوحدك 
ودلوقتي الشركه حتفتح فرع هنا في اسكندريه و نزلوا على جروب الشركه ان اللي عاوز يتنقل يكتب اسمه و انا بقول لو جيت هنا يبقى احسن لية و ليكم بس فنفس الوقت مستخسر مكانتي في الشركه فالقاهره و وضعي فيها و انا محتار انتي ايه رايك يا بسمه 
بسمه بص يا ابراهيم اولا طبعا كونك تكون معانا و بيننا و فوسطنا و تبقى أدام عيوننا كل يوم دي حاجه اكيد تفرحنا أوي و تسعدنا لكن احنا نفكر بالعقل كده و نشوف إيه أفضل لينا و ليك 
انت اخدت وضعك في الفرع هناك والكل بيعملك الف حساب و سفرك كل أسبوع بتاخد أجره يعني يعتبر مش مصاريف زياده
عليك 
اما بالنسبه للعبء اللي علية فأنا الحمد لله كويسه و مفيش حاجه تعباني و لا حسيت لحظه ان الحمل زياده علية يبقى مش عاوزاك تشغل بالك بينا من الناحيه دي خالص 
و بعدين كمان يا حبيبي انت هناك مرتبك حلو اوي ما شاء الله و احنا محتاجينه